الخميس 11 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

هل حان وقت أن تستبدل روسيا "الأسد الضعيف" بشخص أكثر قوة؟

28 فبراير 2021، 04:24 م
هل حان وقت أن تستبدل روسيا الأسد الضعيف بشخص أكثر قوة؟
هل حان وقت أن تستبدل روسيا الأسد الضعيف بشخص أكثر قوة؟

بسام الرحال - آرام

تسببت التناقضات الروسية في تعاملها مع الملف السوري بخلق حالة من الغموض حول إذا ما كان الروس قد قرروا حقاً التخلي عن ربيبهم بشار الأسد، الذين قالوا على لسان رئيسهم إنهم يغزون سوريا لإنقاذ نظامه من الانهيار، وهو ما كشفته رسالة الأسد لبوتين عام 2013، التي سربها المقرب من الخارجية الروسية رامي الشاعر.

قدمّ بشار الأسد منذ التدخل الروسي العسكري في سوريا لصالحه الكثير من المزايا والتسهيلات الاقتصادية، بهدف المحافظة على كرسي الحكم، وجعل خيرات البلاد ومنشآتها تحت تصرف الشركات الروسية، التي قيدت النظام بعشرات الاتفاقيات والعقود التجارية التي توحي بمدة طويلة ينوي الروس قضاءها داخل سوريا.

إلا أنّ روسيا وخلال السنوات الماضية، أدركت تماماً بأنّ بشار الأسد بات عائقاً أمام أيّ حل سياسي شامل في سوريا، وعقدة في المنشار أمام ضخ الأموال الأوروبية للمساهمة بعمليات إعادة الإعمار، وترميم البنى التحتية التي دُمر جزء كبير منها خلال سنوات الحرب الماضية.

وألمحت العديد من التقارير الإعلامية التي نُشرت مؤخراً عن عدم رضا روسيا عن نظام الأسد، حيث وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال محادثات هاتفية مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن التعامل مع النظام في سوريا بات سلبياً، لأنّ الأسد لا يفي بالتزاماته تجاه الشركاء التجاريين الروس، وهو ما يعني عدم التمسك ببشار الأسد كحليف استراتيجي لروسيا.

وسبق ذلك خلال العام الماضي، مهاجمة الإعلام الروسي بشار الأسد، وفتحه النار على طريقة إدارته للبلاد بسبب الفساد المستشري بجميع قطاعات الدولة، وحملته مسؤولية الظروف الاقتصادية المتردية وعدم قدرته على قيادة دفة التغيير، وهو ما دفع وكالة الأنباء الفدرالية الروسية إلى وصف الأسد بـ"الشخص الضعيف".

هذا الهجوم الإعلامي الروسي، أخرج لاحقاً إلى السطح أحاديث بين السوريين تتكلم عن قرب استبدال روسيا بشار الأسد بشخصية جديدة تحظى بقبول شعبي بين الموالين والمعارضين، بهدف إنهاء الصراع السوري بشكل كامل مع منتصف عام 2021، موعد الانتخابات الرئاسية في سوريا.

ودعم هذا الموقف معرفة الروس بأنّ النخبة السياسية في سوريا باتت تعتمد على روسيا ونفوذها العسكري أكثر مما تعتمد روسيا على بقاء الأسد في منصبه، وخاصة بعد حصولها على ثمار حمايته، يرافقه تولّد حالة من عدم الرضا داخل دائرة الأسد الضيقة بسبب ضعفه، ما يجعل إمكانية حدوث انقلاب ضد الأسد أمراً ليس مستبعداً.

وأكد على ذلك المبعوث الرئاسي الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرنتييف، في تصريحات سابقة قال فيها: إنّ "موسكو تعمل مع السوريين عن كثب، وتقدم لهم النصيحة حتى يمكن المضي قدماً في عملية التسوية السياسية، وبشكل يضمن أن تظل المصالح الوطنية لسوريا مصونة ولا تتعرض لأي محاولات تقويض".

وأكد أنّ "بلاده لا تستطيع إجبار النظام والسوريين على الالتزام بالأوامر الروسية"، مضيفاً: "لا يسعنا إلا أن ننصح ونقدم بعض التوصيات، ويجب أن يتم اتخاذ القرار مباشرة من قبل الحكومة السورية". حسب كلامه.

وحملت هذه التصريحات الروسية رسائل روسية جديدة، على أنّ الروس لا ينوون حالياً ممارسة الضغوط على نظام الأسد، فيما يخصّ "اللجنة الدستورية"، أو التدخل في الانتخابات الرئاسية بشكل لا يضمن ترشح بشار الأسد وفوزه، حيث تميل روسيا إلى انتظار الاستحقاق الرئاسي وما يتبلور عنه من ردود أفعال دولية، تبني على إثرها خططها المستقبلية في التعامل مع الملف السوري.

حاولت روسيا إقناع دول الاتحاد الأوروبي "المانحة" بمسألة عودة اللاجئين، بعد توقف العمليات العسكرية في سوريا، إلا أنّ الأخيرة تصر على عملية انتقال سياسي حقيقية من أجل تمويل مشاريع إعادة الإعمار؛ لأن الإبقاء على النظام بشكله الحالي لا يُنهي الصراع في سوريا.

اقرأ أيضاً: تصريحات جديدة من الدفاع التركية بخصوص "درع الربيع" في إدلب

وعليه قد تستغني روسيا عن بشار الأسد ضمن "تسوية سياسية معينة"، تحفظ مصالحها بالدرجة الأولى، وما يؤيد هذا التوجه هو الدراسة التي صدرت عن المجلس الروسي للشؤون الدولية العام الماضي، والتي تحدثت بأن موضوع تعافي الاقتصاد في سوريا غير ممكن إطلاقاً.

جميع ما سبق يشير إلى وجود استياء روسي غير محدود من بشار الأسد ونظامه، الذي أثبت من خلال تصرياتحه أنّه لا زال يحمل نفس العقلية التي تعامل بها مع بداية انطلاق الاحتجاجات المناهضة له، دون مراعاة التغيرات في المشهد السوري.

ودخول عدة أطراف على الخط، لها حساباتها ومصالحها التي تسعى لتحقيقها، فالتقارير الصحفية واستطلاعات الرأي التي تصدر عن الإعلام الروسي تؤكد على وجود شك روسي بأنّ الأسد ليس فقط غير قادر على الاستمرار في حكم سوريا، بل إنّه يسير بموسكو خطوة بخطوة نحو السيناريو الأفغاني المؤرق لها.

شاهد إصداراتنا: