الأربعاء 10 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

أكبر استهداف من نوعه ..

ما غايات روسيا من إشعال مناطق النفط شرق حلب؟

06 مارس 2021، 11:01 م
إطفاء الدفاع المدني السوري للحرائق شرق حلب
إطفاء الدفاع المدني السوري للحرائق شرق حلب

عائشة صبري - آرام

يرى محللون سوريون أنَّ قصف سوق النفط ومصافي التكرير البدائية للمحروقات في ريف حلب الشرقي شمالي سوريا، هو استمرار لمساعي نظام الأسد وروسيا في تحقيق غايات عديدة، ومنها ما يتعلّق باقتصاده المنهار.

ويقول الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني السوري الرائد يوسف حمود، في تصريح لشبكة "آرام": إنَّ الغاية الأولى من هذا القصف هي "إضعاف المنطقة اقتصادياً بالنسبة للمدنيين".

ويضيف أنَّ الغاية الثانية هي الضغط على ميليشيا "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، بهدف زيادة أو سهولة نقل المواد والنفط من مناطق سيطرتها شرقي سوريا إلى مناطق سيطرة النظام، وذلك بسبب توقيف النقل نتيجة خلافات بين "القاطرجي وقسد".

أمّا الغاية الثالثة وفق "حمود" فهي استخدام روسيا لصاروخ جديد من نوع "اسكندر"، كتجريب لسلاحها وفق المعتاد في سوريا، باعتبارها ساحة لحقل التجارب الروسية.

ويوافق عضو الائتلاف الوطني السوري د. زكريا ملاحفجي رأي الرائد "حمود"، بأنَّه منذ حوالي أسبوع ضغط الأمريكان على حليفتهم "قسد"، لمنع تزويد شركة "القاطرجي" للنفط التابعة لنظام الأسد، وتم إعادة 250 صهريجاً ورفض تزويد الشركة بالمحروقات.

ويشير بحديثه لـ"آرام" إلى قطع أنبوب غاز لمصفاة بانياس ما أدى إلى انقطاع توريد النفط من منطقة شرقي سوريا إلى مناطق النظام، وفي الأساس هو يعاني من ضعف في مواد المحروقات ويعتمد على إيران و"قسد" فيها.

ويعتبر "د. ملاحفجي" أنَّ الأمر "حرب أمريكية - روسية غير مباشرة"، وذلك كون الروس لا يستطيعون الردّ بقصف مناطق سيطرة (أمريكا / قسد)، فقاموا بقصف تجمّع صهاريج النفط في المعبر الرابط بين "قسد" والجيش الوطني.

وينوّه إلى انزعاج الأتراك من هذا القصف على منطقة تعد تحت نفوذهم، فقامت القواعد التركية بالردّ عبر قصف مناطق سيطرة نظام الأسد قرب مدينتي منبج شرق حلب وسراقب شرق إدلب.

إطفاء الحرائق.jpg

احتكار نقل النفط

تكرّرت عملية استهداف النظام لحراقات وصهاريج النفط شرق حلب، أربع مرات خلال مدة ستة أشهر، بمعدل كل 45 يوم مرّة، وبناءً عليه، يرى الأكاديمي في العلوم السياسية أ. محمد بقاعي، أنَّ النظام لديه "حساسية عالية" من هذا الموضوع.

ويوضح أنَّ أزمته الاقتصادية تتفاقم، لذلك يسعى النظام إلى جعل منطقة الشمال السوري "غير مستقرة اقتصادياً"، كما يأمل النظام بإعادة سيطرته على النفط شرق الفرات، كونها واحدة من إحدى سبل تخليصه من أزمته الاقتصادية.

بالتالي يسعى نظام الأسد إلى احتكار نقل النفط من مناطق سيطرة "قسد" عبر استهداف مناطق النفط الواقعة تحت سيطرة الجيش الوطني، كي تتجه "قسد" إلى مناطقه.

ويؤكد "أ. بقاعي" أنَّ هذه الاستهدافات "لن تصل إلى انهيار الاتفاقات الدولية في المنطقة"، أمّا  خلق "معادلة ردع" لمنع تكرارها مرّة أخرى، "أمر ليس بالسهل"، مبيناً أنَّ قدرة الجيش الوطني محدودة للردّ على مثل هذه الانتهاكات.
عناصر الدفاع المدني.jpeg

جهود الدفاع المدني

مدير الدفاع المدني رائد الصالح، وصف بحديثه مع "آرام" القصف بأنَّه "أكبر استهداف من نوعه"، حيث شارك أكثر من مئة متطوع عبر أكثر من ثلاثين سيارة إطفاء وعشر سيارات إسعاف وعشر جرافات وسيارات ملحقة، في إطفاء الحرائق المشتعلة منذ اندلاعها عند الساعة الثامنة مساء الجمعة.

وطالب "الصالح" المجتمع الدولي بالتحرّك لإيقاف جرائم نظام الأسد بحقّ السوريين المستمرة منذ عشر سنوات، فالشعب السوري يريد محاسبة النظام وميليشياته على جرائمهم، وليس منحهم الوقت لارتكاب المزيد من الجرائم.
عناصر الدفاع المدني 1.jpg
وبدورها، الحكومة السورية المؤقتة، حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية هذه "الجريمة الإرهابية" التي جاءت في ذكرى توقيع اتفاق الهدنة العام الفائت، وكلّ ما سبقها من جرائم بحقّ الشعب السوري، داعية في بيان لها إلى محاسبة النظام وحلفائه على ما اقترفوه من جرائم حرب.

وأكدت الحكومة، على أنَّه مهما أمعن النظام وحلفاؤه في جرائمهم ستبقى المناطق المحررة "عصيّة عليهم"، ولن ينالوا من عزيمة الشعب السوري وإصراره على المضي في ثورته حتى إسقاط النظام ومحاسبته على كلّ جرائمه.

وذكر الائتلاف الوطني السوري، السبت، أنَّ القصف الروسي لمنطقة عملية "درع الفرات" شمالي سوريا يُمثل "إرهابَ دولةٍ وتصعيداً خطيراً" لفرض أجواء القتل والإجرام.


عناصر الدفاع المدني 3.jpg
وحول عملية إطفاء الحرائق، أكد مدير المكتب الإعلامي للدفاع المدني في حلب، إبراهيم الحاج، لـ"آرام"، أنَّ إخماد الحرائق الضخمة استمر لنحو عشرين ساعة متواصلة، في ريف حلب الشرقي.

وبيّن أنَّ القصف كان عبر سبعة صواريخ تحمل قنابل عنقودية، ثلاثة منها "بالستية" نوع "توشكا" في سوق المحروقات بقرية الحمران، خلّفت ثلاثة شهداء و38 مصاباً من المدنيين.

وأردف، بعد أقل من ساعة، استهدفت ميليشيات الأسد وروسيا حراقات النفط (مصافي بدائية لتكرير الوقود) في قرية ترحين بـأربعة صواريخ "توشكا" و"أرض – أرض" من نوع (9m27k uragan) تحمل قنابل عنقودية، ما أدى لاستشهاد المتطوع بالدفاع المدني "أحمد الواكي" إثر انفجار خزان للمحروقات كان يعمل بالقرب منه، ووقوع أربعة مصابين.

كما تسببت الحرائق بأضرار مادية كبيرة جداً بممتلكات المدنيين، منها تدمير أكثر من 200 صهريج لنقل المحروقات، وتضرر عدد كبير من المصافي البدائية لتكرير المحروقات، إضافة لاحتراق إحدى آليات الدفاع المدني وتضرر أخرى.
تشييع الشهيد.jpg

وحرصاً على سلامة المدنيين، تقوم فرق إزالة الذخائر غير المنفجرة (UXO) في الدفاع المدني بمسح المنطقة المستهدفة، بهدف تحديد الأماكن الملوثة بالذخائر غير المنفجرة، ومن ثم التخلص النهائي منها في حال وجودها.

يذكر أنَّ روسيا استهدفت في التاسع من الشهر الفائت، بصاروخ أرض - أرض نوع توشكا يحمل قنابل عنقودية، حراقات النفط، في قرية ترحين ما أدى لوقوع شهيدين وأربعة جرحى، وفي 23 / 10 / 2020، اندلعت حرائق ضخمة في سوق المحروقات بمنطقة الدابس جنوبي جرابلس أدت إلى استشهاد مدني وإصابة ستة آخرين.

ويشار إلى أنَّ هذا القصف يؤدي إلى انقطاع المحروقات عن الأفران والمشافي والمرافق الحيوية، وارتفاع أسعارها بفصل الشتاء في ظل أزمة إنسانية تعصف بالمدنيين في الشمال السوري، لوجود أكثر من مليوني مهجر قسرياً واستمرار قصف النظام وروسيا رغم خضوع المنطقة لاتفاق لوقف إطلاق النار منذ عام.

وتعتمد عشرات العائلات المهجرة قسراً في ريف حلب الشرقي على العمل في نقل وتكرير المحروقات، لتأمين قوت يومها، ويضاعف الاستهداف المتكرر المتعمد للمنطقة من معاناتها.

اقرأ أيضاً: الحكومة المؤقتة تجيب "آرام" عن هواجس قانون الهويات الجديد  

شاهد إصداراتنا