الأربعاء 03 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

الثورة في ذكراها العاشرة.. أين وصلت تطلعات الشعب السوري بالتغيير؟

15 مارس 2021، 03:59 م
علم الثورة السورية
علم الثورة السورية

سلطت وكالة "الأناضول" التركية في تقرير لها الضوء على الثورة السورية، بمناسبة مرور السنة العاشرة على انطلاقها ضد نظام بشار الأسد في 15 آذار/ مارس عام 2011.

واستعرضت الوكالة في تقريرها مراحل الثورة منذ البداية، وكيفية تعامل نظام الأسد بكل وحشيه مع الشعب السوري الثائر على حكمه واستبداده طيلة أربعين عاماً.

وبدأت الثورة ضد النظام منتصف مارس/آذار 2011 بمظاهرات في درعا؛ احتجاجاً على اعتقال قوات الأمن أطفالاً كتبوا على الجدران عبارات مناهضة للنظام ورئيسه، وكان قد سبقها في 15 من الشهر ذاته احتجاجات في دمشق مطالبة بالإصلاح والحرية.

وامتدت رقعة المظاهرات بعد ذلك لتشمل بقية المحافظات السورية، وتحولت من مظاهرات مطالبة بالإصلاح، إلى مظاهرات تطالب بإسقاط نظام واجهها بالعنف والقتل.

واجه النظام الثورة بالحل العسكري ليحول البلاد إلى ساحة معركة قتل فيها مئات الآلاف من المدنيين، كان النظام مسؤولاً عن معظمها، بحسب العديد من التقارير الحقوقية والأممية.

ومع إمعان النظام في الحل العسكري ومواجهة المتظاهرين بإطلاق النار، اتخذت الثورة منحى عسكرياً.

وبدأت الاشتباكات بين قوات النظام والمعارضة المسلحة التي انضوت تحت مسمى "الجيش السوري الحر"، مطلع عام 2012، أي بعد أكثر من 9 أشهر من بدء المظاهرات السلمية، وذلك رداً على استخدام الأسد لآلة القتل الوحشية ضد المدنيين المحتجين.

وأشارت عدة تقارير للأمم المتحدة خلال السنوات الماضية إلى ارتكاب النظام وحلفائه (روسيا وإيران ومليشياتها) جرائم حرب تمثلت في استخدام السلاح الكيماوي، واتباع سياسة التجويع، والتهجير القسري، والحصار، والاعتقال التعسفي، والتعذيب، إضافة إلى القتل الممنهج والمتعمد لمئات الآلاف من المدنيين.

روسيا وإيران أوقفتا سقوط النظام

ومع نهاية عام 2012، وبعد أن باتت مسألة سقوط النظام وشيكة، تدخلت إيران و"حزب الله" اللبناني على خط الأزمة السورية، وأوقفا تقدم المعارضة، محققين نوعاً من التوازن في القوة على الأرض.

وفي عام 2014، حشدت المعارضة قوتها مجدداً وحققت تقدماً واسعاً في عدة مناطق كان أبرزها السيطرة على مدينة إدلب في أبريل/نيسان 2015.

ومع هذا التقدم، بدأت ميليشيات الأسد بالانهيار من جديد، ما دفع روسيا للتدخل في سبتمبر/أيلول من العام نفسه، وأوقفت تقدم فصائل المعارضة، ودعمت النظام والمجموعات الإرهابية التابعة لإيران.

ومع توفير الغطاء الجوي الروسي تقدمت ميليشيات الأسد وإيران بشكل كبير، وسيطرت على مساحات ومناطق واسعة كانت تحت سيطرة المعارضة.

واتبع النظام وحلفاؤه الروس والإيرانيون خلال هذه الفترة أسلوب حصار المناطق التابعة للمعارضة، وتجويع سكانها وقصف أحيائها السكنية لإجبار فصائل المعارضة على توقيع اتفاقيات وقف إطلاق النار، وتسليم مناطقهم للنظام، فيما اصطلح على تسميته "نظام المصالحة"، ما أفضى إلى موجات تهجير جماعية لمناطق أخرى انحصرت في "الشمال السوري".

وتابع النظام حتى شهر فبراير/شباط الماضي، تقدمه واستعاد السيطرة على نحو 60% من أراضي سوريا، فيما تقلصت سيطرة المعارضة إلى 10%.

أما تنظيم "داعش" الذي كان يسيطر على مساحات واسعة من سوريا، مستغلاً حالة الحرب والفوضى، فقد انحصر وجوده على مساحة صغيرة في البادية شرقي سوريا، وهي محاصرة من قبل النظام.

وتدخلت الولايات المتحدة في سوريا عام 2014 تحت ذريعة محاربة تنظيم "داعش"، لكنها ساعدت ميليشيات "قسد" في السيطرة على ثلث الأراضي السورية.

مباحثات أستانة

تم التوصل خلال مباحثات أستانة التي عقدت في مايو/أيار 2017 بين المعارضة التي ضمنتها تركيا، والنظام الذي ضمنته إيران وروسيا، إلى التفاهم على 4 مناطق لـ"خفض التصعيد" تقع تحت سيطرة المعارضة.

لكن النظام وضامنيه لم يلتزموا بالتفاهمات، وسيطروا خلال عام عبر القصف والعمليات العسكرية على 3 مناطق بمنطقة "خفض التصعيد" ولم تبق سوى منطقة إدلب الوحيدة الخاضعة لسيطرة المعارضة.

ومع محاولات النظام لفعل الشيء ذاته في منطقة إدلب، ضغطت تركيا مجدداً وعقدت مع روسيا "اتفاق سوتشي" في أيلول/سبتمبر 2018، حيث تم الاتفاق على تثبيت وقف إطلاق النار، وإقامة نقاط مراقبة في محيط منطقة إدلب.

ومجدداً لم يلتزم النظام وضامنوه بالاتفاق، وبدؤوا في مايو/أيار 2019، هجومًا عنيفاً على المنطقة أسفر عن سيطرة النظام على مساحات واسعة من منطقة خفض التصعيد الأخيرة، وأدت إلى مقتل نحو 2000 مدني، ونزوح مليوني مواطن إلى المناطق القريبة من الحدود مع تركيا.

ومع مواصلة النظام وحلفائه التقدم، بدأت تركيا بإرسال تعزيزات عسكرية إلى المنطقة، وأطلقت في 27 فبراير/شباط 2020 عملية "درع الربيع" أوقفت خلالها تقدم ميليشيات الأسد.

وتم بعدها التوصل مع روسيا إلى وقف إطلاق نار بعد لقاء جمع الرئيسين؛ التركي رجب طيب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين، بموسكو في 5 مارس/آذار 2020.

ومنذ انطلاق المسار السياسي في جنيف عام 2012، ورغم عقد 8 جولات، ومرور 8 سنوات على بدايتها لم يتم التوصل إلى أي تقدم باتجاه الحل السياسي، واصطدمت جميع محاولات الحل بمماطلة النظام المدعوم بالفيتو الروسي.

اقرأ أيضاً: بالذكرى العاشرة للثورة.. عقوبات بريطانيا جديدة على مقربين من الأسد

وفشلت كذلك أعمال اللجنة الدستورية التي تم تشكيلها من مندوبين للمعارضة والنظام بعد عقد عدد من المباحثات.

وتوالى على الأزمة السورية 4 مبعوثين دوليين هم: كوفي عنان، والأخضر الإبراهيمي، وستيفان دي مستورا، وغير بيدرسون (مازال في منصبه)، ولم يحقق أي من المبعوثين تقدماً يذكر على الصعيد السياسي في البلاد.

10 سنين مضت على ثورة شعبية في سوريا؛ لم تكتمل، أو لا يراد لها أن تكتمل، وسط تدخلات وتداخلات دولية عديدة، ونظام حاكم يبدو أنه لا يرتوي من دماء شعبه".

وتصادف هذه الأيام الذكرى العاشرة لانطلاق الثورة السورية ضد نظام الأسد الذي يحكم البلاد منذ أكثر من 50 عاماً، ورغم مرور كل هذه الفترة لا يلوح في الأفق أي حل قريب.

شاهد إصداراتنا: