الإثنين 08 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98
...

خناجر العطف على جباههم

24 مارس 2021، 10:05 ص

ذلك السؤال في أعين العالم يؤرّقني، وتقطعني خناجر العطف على جباههم، كيف أقنعهم أن يتوقفوا عن قتلي في كل مرة أصافح فيها الحياة؟

كيف أقنعهم أني مثلهم مازلت أبحث عن المبررات، أني لم أخلق نفسي ولم أحدد خلقتي؟ أنا لا أعلم لماذا، لكنني راض.

لماذا يصرّ الناس على التعاطف معك بطريقة تقتلك؟ ما لهم لا يقتنعون أن الدواء في تجاوز الداء، وأنهم حين يشيرون إلى شيء ما ولو كان بنية يرونها حسنة فهذا يميزه بشكل عكسي.

أذكر في يوم أنه عيّن شخص ذو بشرة سمراء في منصب وزاري في تونس فبدأ الجميع يشاركون الخبر بفخر، والحال أنه في العالم يعين كل دقيقتين صاحب بشرة بيضاء ويمر عليه الجميع مرور الكرام كأنهم يقولون هذا الطبيعي وذاك استثناء.

ويوم آخر خرج مذيع نشرة جوية على شاشة تونسية فحصل رد الفعل نفسه، وبدا كأن من شاركوا صوره يقولون: "أرأيتم كم هناك حرية في بلادنا، ها قد صعد مذيع أسمر على الشاشة ولم يمنع"،

ومرة أخرى احتفوا بوجود مذيعة محجبة في الراديو، وسابقا كانوا يضيفون بعض البهارات في المسلسلات بممثل قصير أو ممثلة بدينة، ليكسروا نمط الجسم الطويل والقوام الممشوق الرتيب، حتى إن هؤلاء لم يشتهروا لحرفية أدائهم ولا لجودة تمثيلهم بل لأنهم نجحوا بهذه المواصفات غير العادية في الدخول إلى عالم قالبه محدد سلفا.

ألا تروا أن الناس عندما يشيرون إلى الاختلاف فهم لا يميزونه بقدر ما يشددون على فكرة أنه ليس عاديا!

أما أنا فأراني وأنا كفيف ودون ذراعين عاديا، أنا مثلكم، لدي قلب به أراكم وعقل من خلاله ألمسكم وهذا كافٍ، فلماذا لا تقتنعون بهذا!

لماذا تسألون وتتعاطفون وتعاملونني كأني ناقص؟ أنا لا أشعر بهذا أبدا.. قد قيل لي إن الله أراد لي أن أولد مبتور اليدين دون بصر، وببصيرة استثنائية، واكتفيت بهذا الجواب.

سأشعر بذلك النقص إذا خلت حياتي من أمي أو عوقبت بحرمان نور أبي، وقد أموت إذا جاء يوم ولم أغنم فيه بإنجاز.

أها تذكرت، حفل توقيع كتابي "ازرع من دون يدين" يوم السبت القادم، أراكم هناك.

ودٌّ وحبّ أيها المبصرون ❤