الجمعة 05 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

السوري "كشتو".. موهبة تتحدى الصعاب للوصول للعالمية

01 ديسمبر 2019، 10:11 ص
السوري كشكو .. خاص آرام
السوري كشكو .. خاص آرام

أحمد العكلة - آرام:

يواظب راضي كشتو(46عاماً) على العمل لساعات طويلة بشكل يومي في مشغله الواقع في بلدة تلمنس بريف إدلب الشرقي، رغم أجواء الحرب والقصف المحيطة به، حيث يجمع بقربه أكياس الطين والأواني التي تساعده في عمله.

بدأ "كشتو" مشوار الإبداع، عبر تصليح الفخار وبيعه في الأسواق انتقالاً لصناعته من خلال تحويل الطين إلى قطع فخارية بتصاميم تأسر أنظار كل من يشاهدها.

لا يقتصر عمل ذلك المبدع على الفخار فحسب، بل انتقل إلى صناعة الزجاج، حيث يقوم بتحويله إلى قطع تراثية، من خلال تصميم قوالب من "الفونت" ومن ثم تخطيطها والحفر عليها.

يقول راضي لـ"آرام": "حتى لا تكون منتجاتي حبيسة المكان، أروّج لها في الأردن، وأصدّر كميات إلى فرنسا وبريطانيا، حيث أصبحت قطعي التراثية محط إعجاب التجار والمُشترين".

ويضيف "تصنيع تلك التحف الفنية يمر بمراحل، أوّلها التفخير في وقت معين، ثم صنع خلطات محلية، وتعتيقها بالقيشان وماء الذهب، وعرضها في الشمس، قبل عرضها على الزبائن".

وساعدت التربة الرمليّة في صناعة الزجاج والفخار والتي اشتهر بها أهالي محافظة إدلب منذ عصر الفينيقيين، والتي شكّلت مصدر دخل لهم، وعُرف عن مدينة أرمناز زجاجها عالي الجودة منذ القدم، حتّى ضُرب المثل به فقيل (أرقُّ من الزجاج الأرمنازي).

لقمة عيش

ويواصل حديثه وفي يديه إحدى القطع الجميلة، "بدأت العمل عام 2003 من أجل العيش وجلب المال لأسرتي كوني لا أستطيع القيام بعمل آخر، ولا مال لديّ لإنشاء مشروع تجاري، فبدأت البيع في القرية، وتوسّع الأمر بعدها".

ويتابع "بدأت ببيعها في دمشق بباب شرقي، كونه سوق للتحف ومن ثم في بيروت وحلب وحماه، حيث أصنع قطعاً شبيهة بتلك التي في العصور القديمة، كالروماني واليوناني والبيزنطي والعربي".

وحول صناعة الزجاج، أشار "كشتو" إلى أنه يصنع مجسّماً شبيهاً للقطعة المطلوبة من حيث الشكل والطول وخلافه، ثم يُشكل قالباً من الجبس وفقاً للمجسم، لأخذ نسخة عنه من ألمنيوم أو فونت أو نحاس كي يتحمل حرارة الزجاج.

ويُفصّل أكثر: "بعد ذلك نصنع القطع الزجاجية على القالب بمعمل الزجاج بأرمناز عن طريق نفخ القطعة بالقالب ومن ثم أحضّرها للكتابة والنقش بألوان حرارية".

وينوّه إلى أنه يقوم بوضع القطع داخل فرن كهربائي تحت درجات حرارة عالية، حيث يُصنع الفرن من الطين، أما بخصوص الحفر والنفر على الزجاج فيكون بجهاز يستعمله أطباء الأسنان.

وتشتهر محافظة إدلب بصناعة الفخار، خصوصاً في مدينة أرمناز بريف إدلب، وتعتبر حرفة قديمة تميزت بها هذه المدينة منذ عهد الفينيقيين، حيث تحتوي تلك المدينة على تربة خاصة لصناعة الفخار، وقد تعددت أنواعها واختلفت أسعارها.

مواجهة الحرب

فادي العلاوي، أحد العاملين مع راضي يقول: "على الرغم من أن أغلب صناعة الفخار تتمركز في مدينة أرمناز، إلا أن الأعمال التي نقوم بها قد فاقت الصناعات في تلك المنطقة، وخصوصاً في ظل رواجها في دول عربية وأجنبية".

 ويتابع لـ"آرام"، "بعد سنوات الحرب التي أجبرت الكثير من أصحاب المهن والأفكار الإبداعية على النزوح، إلا أننا لم نترك مهنتنا، ومصرون على المواصلة لإحيائها وتشجيع الآخرين للعودة إلى العمل".

وبيّن أن أبرز المعوّقات التي تواجه العاملين في هذا المجال تتمثل باستمرار القصف على إدلب وعدم وجود سوق لتصريف المنتجات، بعد إغلاق طرق التصدير باتجاه دمشق وحلب والمحافظات الأخرى، إضافة لقلة وجود منافذ التصدير.

أما حمزة اليحيى، وهو صاحب مبادرة دعم المهن التراثية في إدلب، يقول: "نسعى لإحياء هذا الفن ودعم أصحاب المهن من صناعة الفخار والزجاج والصلصال من خلال تسليط الضوء على أعمالهم ومحاولة إيجاد سوق لتصريف بضائعهم".

ويضيف لـ"آرام"، "خلال سنوات الثورة تضاءلت كمية العمل من قبل أصحاب هذه المهن بسبب عدم وجود مقومات الاستمرار ومنها النزوح والقصف وعدم وجود مواد أولية للرسم على الزجاج والنفر عليه وصناعة الفخار أو ما يسمى الخزف".

وبشأن المبدع "كشتو" فقد ودعنا وهو متمسك في حلمه، بإنشاء معمل زجاج للنفخ بالقوالب وصناعة القطع الفنية اليدوية دون قالب، وجلب معدات جديدة وإيصال أعماله إلى جميع أنحاء العالم.


74573703_2845562968787765_3705199356329066496_n.jpg

72946837_417738239162405_8203267478139174912_n.jpg

74160538_735728436838363_7012131321627541504_n.jpg

75349187_944477459266606_2027838576531603456_n.jpg

72959825_564752534096455_7645995948224544768_n.jpg