السبت 04 مايو 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.92 ليرة تركية / يورو
40.78 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.89 ليرة تركية / ريال قطري
8.62 ليرة تركية / الريال السعودي
32.35 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.92
جنيه إسترليني 40.78
ريال قطري 8.89
الريال السعودي 8.62
دولار أمريكي 32.35
...

في شمال غرب الضمير قرية يقال لها إدلب تذبح بغير سكين

04 ديسمبر 2019، 02:57 م

يقول الله تعالى (كرماد أشتدت به الريح في يوم عاصف) المراقب والمتطلع لأحول الشام بشكل خاص والمنطقة بشكل عام لم يعد يخفى عليه أقدار الله الواضحة الجلية والتي ترتسم بها سنن التمكين للطائفة المنصورة التي اجتمع على اجتثاثها والقضاء عليها كل أراذل الأرض وجمعوا جموعهم بقضها وقضيضها.

فمن سنن الله سبحانه وتعالى أن يرينا آية من آياته في أولئك الذي ما فتئوا يعينوا الظالم بكل ما أوتوا من قوة وبأس وهم يعلمون كل العلم بمدى ظلمه وحربه عليهم الله ظننا منهم أنه يكفيهم مؤونتهم في إسكات صوت الحق والحرية وإخماد جذوتها وجعلها عبرة لكل من سولت له نفسه إن يطالب بحق أو يدعو لدفع ظلم ولأنهم -أي بقية الطغاة - يوقنون أنهم سيكونون بعدهُ في عين العاصفة أمام شعوبهم ومطالهم بحقوقهم.

فمن أطلق يد إيران تقتل وتدمر وتهجر وتفعل فعلتها بالشام من أول يوم خرجت به جماهير السوريين إلى ميادين وساحات التغيير مطالبين بأبسط حقوقهم بالحرية والعيش الكريم ،هو ذاته الذي مكنها في بغداد و صنعاء و بيروت وهو ذاته الذي يتباكي على حرب شرق الفرات ويخشى سفك الدماء.

وبعد كل هذا التمكين من تلك العواصم والبلدان أتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله ومن شعوب تلك البلدان الذين ظنوا انهم ارباب عليهم من دون الله.

فعندما لوحت لهم بغداد بعصابة الرأس قهراً وغضباً نكصت كل عواصم البغي العالمي على عقبيها جزعا وفزعا من انفراط عقد السلب والنهب والتدمير الممنهج لكل ماهو عراقي من بشر وحجر وتاريخ وثروات عندها لمسنا قول الله فيهم "" فأتاهم من حيث لم يحتسبوا "".

وأما لبنان والذين ينهض اليوم من تحت رماد الطائف وجمعية علي بابا والأربعين حرامي فإنه ينهض كماردٍ شق فلوات الأرض من دون سابقة عذاب أو كإعصارٍ مزق عباب البحر معلنا بذلك جبهة جديدة في المواجهة والتحدي فتحها عليهم الله من حيث من لم يحتسبوا أيضا . ولا شك ولا ريب أن صمود الثورة السورية في إدلب وتحديها تحدي العين للمخرز لهو بعد فضل الله ومنته هو بفضل إولئك الصابرين الصادقين الذي لبسو لامة الحرب وأبوا إن ينزعوها إلا بحدى الحسنيين إما شهادة في سبيل إيمانهم وإما نصر وفتح وتمكين.

وما شرق الفرات عن هذا وذاك ببعيد فنبع السلام وضعت بين أيدينا دليلا قاطعا لا لبس فيه ولا ريب إن العالم الباغي الظالم هو من سمح ومكن طاغية الشام ورأس الإجرام وحلفائه الفجار في موسكو وطهران من رقاب المستضعفين المظلومين فسفك دمائهم ومزق اشلائهم وفرقهم في اصقاع الدنيا والعالم يقول إني معكم لا اسمع ولا أرى. وأما رمال الرقة ودير الزور وأشجار الغوطة وسهول حوران وحجارة القنيطرة وحقول حمص ونواعير حماة فليست عن هذا كله ببعيد فستري هامان وفرعون وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون . وهكذا لا يمكن أن اقول أن ثورة شعبنا وامتدادنا في لبنان ماهي إلا لعنة أسدية أصابت جماعة العهد في قصر بعبدا وضاحية بيروت سببها غلام هدد أنه سيكسر الحدود ويزور كبيرهم الذي علمهم فن الممانعة المزعومة في دمشق كما فعل سلفهم من قبل بشير السودان فكان إن أودعه السودانيين غياهب السجون فضلا من أن يخرج طغاة الشام من عزلتهم المزعومة . فهذه آية من آيات الله الكبرى نرها كما نرى الشمس في رابعة النهار إن الله سيزيل ملكهم أولا قبل أن يزول ملكه تنكيلا من الله بهم .