كشف الناشط الإغاثي، محمد مدلج، المفرج عنه حديثاُ من معتقلات نظام الأسد، عن الفظائع التي كانت ترتكب بحق المعتقلين في سجن صيدنايا العسكري في ريف دمشق جنوبي سوريا.
وقال مدلج، إنه بعد اعتقاله في عفرين من قبل ميليشيا قوات سوريا الديمقراطية "قسد" عام 2017، تم تسليمه مع 700 آخرين في مطلع العام 2018 إلى نظام الأسد عقب بدء معركة "غصن الزيتون"، وفقاً لـ"عربي21".
وبعد تسليمه للنظام تنقل مدلج بين أفرع المخابرات في مدينة حلب، قبل أن يتم نقله إلى إدارة فرع "أمن الدولة" في دمشق، وبعدها أمضى مدلج نحو نصف عام من التحقيق والتعذيب في سجن فرع "المخابرات العامة"، انتهى به المطاف في "سجن صيدنايا"، أو ما يطلق عليه بـ"المسلخ البشري".
وروى: "في سجن صيدنايا، التعذيب لا يوصف، لكن أكثر معاناتنا كانت من الجوع، حيث يُخصص للمعتقل ربع رغيف خبز على مدار اليوم كاملاً".
وأضاف أن "الجوع كان يحرم غالبية المعتقلين من النوم، أما التعذيب ووسائله، فلا يمكن أن تُحيط بشرحه على مدار أيام من الحديث المتواصل".
ولا يعرف مدلج أسماء حامية السجن، لكنه يؤكد أن "طبيب العصبية في السجن، كان المسؤول الأول عن تصفية المعتقلين، بالحقن السامة في الرأس".
مشفى تشرين العسكري
وبعد تفاقم وضعه الصحي في صيدنايا، تم تحويل مدلج إلى مشفى "تشرين العسكري" بدمشق، يوضح: "في المشفى كان يتم تصفية الجزء الأكبر من المعتقلين، خنقاً أو بكسر عظم العنق".
وبما يشبه المشاهد الإجرامية في أفلام الرعب والعنف، يؤكد مدلج أن عنصراً واحداً، قتل في غضون ساعة 6 معتقلين، خنقاً، وعاين في فترة اعتقاله وفاة أكثر من 150 معتقلاً في سجن صيدنايا، ومشفى تشرين العسكري.
وتابع: "في المشفى كان يتم تكبيل المعتقل المريض وربطه في السرير الحديدي، دون مياه وغذاء لثلاثة أيام متواصلة، وطويل العمر فقط يبقى على قيد الحياة".
إلى الحرية مجدداً
وأشار إلى أنه قبل أيام تم الإفراج عنه، مضيفاً: "من صيدنايا توجهت لدمشق، وهناك أبلغت أكثر من عائلة عن مصير أبنائهم المعتقلين، بطلب من المعتقلين؛ لأن عائلاتهم تجهل مصيرهم تماماً، وبعدها توجهت لحلب، ومنها إلى مدينة عفرين حيث تقطن عائلتي وأولادي".
وأردف مدلج: "عند دخولي السجن كان عمر طفلي الصغير بضع شهور، والآن هو في سن الخامسة"، مناشداً المنظمات الدولية والأمم المتحدة، بالتدخل لإطلاق سراح المعتقلين في سجون النظام، وخصوصاً في سجن صيدنايا.
اقرأ أيضاً: العثور على جثة بدون رأس لعنصر من ميليشيا "حزب الله" بالرقة
يُذكر أن "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" تقدر أعداد المعتقلين في سجون نظام الأسد بما يزيد عن 100 ألف معتقل ومغيب قسري، وتؤكد استشهاد أكثر من 14 ألفاً تحت التعذيب منذ اندلاع الثورة في العام 2011 وحتى آذار/ مارس الماضي.
شاهد إصداراتنا:
