أقدم شاب من مدينة محردة بريف حماة وسط سوريا، على الانتحار عبر إطلاق النار على رأسه، تاركاً خلفه رسالة كتبها بعناية كبيرة وكلمات مؤثرة.
وذكرت صفحات موالية للنظام، أن الشاب كريم اليوسف من مدينة محردة أطلق النار على نفسه من بندقية حربية بعد منتصف الليل، نتيجة ضغوطات نفسية وعائلية شديدة، ما تسبب بمقتله على الفور.
وأشارت الصفحات إلى ترك الشاب المتوفي رسالة مؤثرة خلفه، وصفتها بأنها "يعجز عن كتابتها شكسبير"، يشرح فيها أسباب اتخاذه قرار قتل نفسه.
وجاء في نص الرسالة: "في فترة من الفترات يجتمع عليك كل شيء، خيبات الحظ، تحطيم الأحلام، التعب الجسدي، الذكريات المرّة، لا يمكنني تحمّل هذا.. الآن أفكر كل ما حولي يدعو للموت، وكل تلك الأشياء تشجعني على الانتحار".
وأضاف "لم أتوقع أن أجلس وأكتب رسالتي الأخيرة يوماً ولكنني أفعل، ربما ليس الآن ولكن بعد وقت وجيز، قد قتلتم روحي وأنا سأقتل جسدي حتى نتعادل، هذه المرة لن أجيب على هاتفي للأبد، لا أريد أن أتأخر في مكان ما هناك من ينتظر مجيئي، هل تعلمون.. إن الحياة لم تكن بتلك الجدية".
وتابع: "الحقيقة أن الذين تركتهم خلفي، هم المنتحرون وليس أنا، لطالما كانت حياتي عبارة عن وهم، سيكون انتحاري الشيء الحقيقي الوحيد، والآن يأتي الغموض، لا يوجد كرسي لي في هذه الحياة كل الأماكن معبأة، لا مزيد من الخذلان بعد الآن، لقد قاومت هذه الحياة بما يكفي حان الوقت لأرحل، على أي حال لم يكن البقاء سهلاً جداً.. لماذا يسمي الله الشوق إلى لقائه انتحاراً؟".
وأردف: "حسناً لن يزورني أحد ولن تحلّ بي الرحمة ولكن هذه الحياة وظيفة غير مناسبة لي وأنا أعلن استقالتي، سألحق بأحلامي المغادرة، أنا أنسحب فهذه ليست معركتي أريدكم أن تقطّعوا جسدي وتبعثروه تحت الأرض لا تدفنوا كل هذا الحظ السيىء في حفرة واحدة، ربما أكون قد أسأت للرب وللبشرية ولكني لم أكن أقصد قتل نفسي، كانت النية قتل شيء ما بداخلي ولكنني قتلت نفسي عن طريق الخطأ، لا أريد أن أكون في جهنم ولكن لا محال ولن يكون معي أحد في الجحيم حتى المقربين".
وختم رسالته قائلاً: "صدقاً لقد نجوت من هذه الحياة بأعجوبة.. هذه النهاية.. ليست كما خططت لها لكنها النهاية وأنا سعيد، سنلتقي في الجحيم أيها الأوغاد.. وداعاً".
اقرأ أيضاً: سوري يرفع قضية على مرتزقة روس بعد تعذيبهم شقيقه حتى الموت
وتشهد مناطق سيطرة نظام الأسد حالات انتحار عديدة لشبان وشابات لأسباب مختلفة، أبرزها الحالة المادية المزرية التي تعيشها الفئة الشابة ضمن مناطق سيطرته، من فقر وبطالة وعوز وأزمات نفسية نتيجة الحرب.
شاهد إصداراتنا:
