السبت 06 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

لقاء أردوغان وبوتين هو الاجتماع الأصعب منذ بدء الثورة السورية

28 سبتمبر 2021، 02:21 م
أردوغان وبوتين
أردوغان وبوتين

كثفت الطائرات الحربية الروسية منذ أكثر من شهر من طلعاتها الجوية في أجواء محافظة إدلب، مستهدفة جميع أريافها وخاصة الجنوبية، في تصعيدٍ يراه محللون بأنه يحمل "رسائل ضغط" قبل اللقاء المرتقب بين الرئيسين التركي والروسي رجب طيب أردوغان وفلاديمير بوتين.

في مقابل هذا المشهد وبينما تحافظ القوات التركية المنتشرة في المحافظة على "عدم الرد" تخرج تصريحات "ذات دلالات" من طرف أردوغان، حيث قال في مؤتمر صحفي بعد صلاة الجمعة إن "نظام الأسد يشكل تهديداً لتركيا من حدودها الجنوبية"، متوقعاً أن يفعل بوتين "شيئا حيال ذلك". 

وأضاف بحسب وسائل إعلام حكومية: "أتوقع مقاربات مختلفة من السيد بوتين، أو بالأحرى روسيا، كشرط لتضامننا. نحن بحاجة إلى خوض هذا النضال معا في الجنوب"، في إشارة منه إلى حدود بلاده الجنوبية.

واللقاء المقرر عقده بين الرئيسين في التاسع والعشرين من سبتمبر/ أيلول الحالي، هو الأول من نوعه، منذ الاجتماع الأخير في مارس عام 2020، والذي يعتبر الأصعب منذ بدء الثورة السورية.

واتفق الطرفان في ذلك الوقت على وقف لإطلاق النار في إدلب على طول خط المواجهة ما بين فصائل المعارضة والنظام، على أن يتبع ذلك إقامة "ممر أمني" على بعد ست كيلومترات شمال ومثلها جنوب الطريق الدولي السريع الرئيسي في إدلب "أم 4".

ويربط الطريق المذكور المدن التي يسيطر عليها النظام في حلب واللاذقية، وكان قد شهد لعدة أشهر تسيير دوريات روسية - تركية، لكن سرعان ما توقفت، وسط تضارب الروايات ما بين موسكو وأنقرة عن سبب ذلك.

ملفات متداخلة

تتداخل المصالح الروسية - التركية في عدة ملفات إقليمية ودولية، من بينها الملفين السوري والليبي، بالإضافة إلى ملفات تصدرت الواجهة مؤخراً وتركّزت الأنظار عليها، أولاً أثناء الحرب بين أذربيجان وأرمينيا، وصولاً إلى التطورات المتعلقة بملفي أوكرانيا وبولندا.

ويسير الطرفان أيضاً في صفقة لشراء منظومة الصواريخ الروسية  "s400"، والتي كانت وما زالت حجر عثرة في طريق العلاقات بين تركيا وحليفتها في "الناتو" الولايات المتحدة الأميركية.

وهناك تقاطع اقتصادي كبير أيضاً، يتعلق بجزء كبير منه باتفاق مشروع خط الغاز الطبيعي "السيل التركي"، لنقل الغاز الروسي إلى أوروبيا عبر تركيا، وهو الذي يركّز عليه الساسة الأتراك والروس بشكل كبير، ويتداول ذكره كثيرا أردوغان وبوتين.

ورغم غياب التفاصيل الواضحة لما سيخرج منه لقاء الرئيسين في الأيام المقبلة، إلا أن التوقعات تشير إلى أنهما سيبحثان بشكل رئيسي الملف السوري، والتطورات المتعلقة بإدلب، وهو ما أشارت إليه التصريحات الرسمية، في الأيام الماضية.

ونقلت وكالة "الأناضول" شبه الرسمية، الخميس الماضي، عن أردوغان قوله إنه سيعقد مع بوتين لقاء ثنائياً "ذا أهمية بالغة، دون اجتماع وفدي البلدين". 

وأوضح في هذا الصدد: "لقائي مع بوتين سيكون ثنائياً دون وجود شخص ثالث، ولن يقتصر على الأوضاع في إدلب، بل سنناقش عموم الأوضاع في سوريا، والخطوات التي سنقدم عليها في هذا البلد، والعلاقات الثنائية أيضاً".

واستبعد مدير "معهد إسطنبول للفكر"، باكير أتاجان أن أردوغان إلى حل نهائي بشأن إدلب، ويقول: "الخريطة الجديدة لا بد منها، لكن سيتخلل رسمها بعض الضرب والقصف من جانب النظام والمعارضة". 

وأضاف أتاجان في تصريحات لموقع "الحرة": "أن يكون هناك شيء من الاستقرار وحل كامل فهو أمر ليس متوقعاً. الطرفان يريدان تهدئة الموقف لأنهما بحاجة بعضهما البعض، ولذلك سيجدون حلاً مؤقتاً".

وأشار ذات المتحدث المقرب من "حزب العدالة والتنمية" الحاكم إلى أن نظام الأسد سبق وأن طالب بانسحاب تركيا من الأراضي السورية، "وهذا ليس ًفي الوقت الحاضر، لأن دخول أنقرة يأتي بموجب اتفاقية أضنة".

وتابع: "سوف يكون هناك حل وسط ومؤقت لتأجيل النزاع إلى مرحلة لاحقة".

من جهته، توقع الدبلوماسي السابق والمقرب من وزارة الخارجية الروسية، رامي الشاعر، أن يكون اللقاء المرتقب بين بوتين وإردوغان "إيجابياً وبناءً من حيث المضمون والنتائج".

وبرر ذلك قائلاً: "لأن روسيا تتفهم أهمية الوضع في الشمال الغربي للأراضي السورية بالنسبة للأمن القومي التركي، كما تتفهم العبء الكبير الذي تتحمله تركيا من تواجد حوالي 3.5 مليون لاجئ سوري، وهو ما يرتبط مباشرة بتسوية الوضع في إدلب، والتعامل مع قضية المعابر الحدودية".

وبشأن الوضع في إدلب أضاف الشاعر: "أنا على يقين من أنه سيتم الاتفاق على الاستمرار بآليات التنسيق، ومراعاة أهمية ذلك بالنسبة للجانب التركي، مع مراعاة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، وسيادتها".

وأوضح أن "روسيا تقدّر الدور الكبير الذي تقوم به تركيا من خلال مسار أستانا، والتوصل إلى نظام التهدئة، الذي يسود عمليا على كافة الأراضي السورية".

اقرأ أيضاً: شهداء وجرحى بانفجارين منفصلين في مدينة جرابلس شرقي حلب 

ومع حلول يوم 30 من سبتمبر/ أيلول الحالي يكون قد مضى على التدخل العسكري الروسي في سوريا ستة أعوام.

وبحسب منظمات حقوقية وإنسانية،كانت الفاتورة البشرية لذاك التدخل عالية، حيث قتلت الطائرات الروسية قرابة 9 آلاف مواطن سوري، بينهم 2000 طفل و1300 امرأة.

وساهم التدخل العسكري الروسي في بقاء بشار الأسد على رأس النظام، وبدء عملية كبيرة لاستعادة أراض سيطرت عليها فصائل المعارضة في المراحل الأولى من الثورة السورية.

شاهد إصداراتنا: