صعدت روسيا قصفها الجوي والبري على محافظة إدلب شمال غربي سوريا، الجمعة، بعد مضي ساعات على قمة الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين في سوتشي لبحث الملف السوري، وإدلب تحديداً.
وأعلن الدفاع المدني السوري عن مقتل امرأة، وإصابة 5 مدنيين (3 نساء وطفلان)، بقصف صاروخي مكثف لميليشيات الأسد وروسيا على شمال غربي سوريا، الجمعة.
وأضاف أن قصفاً استهدف مخيماً عشوائياً قرب قرية باتنته شمالي إدلب ما أدى لمقتل امرأة وإصابة امرأة وطفلة، فيما أصيبت امرأتان بقصف مماثل استهدف مدينة جسر الشغور.
وأشار إلى إصابة طفل بقصف على قرية أم الريش غربي إدلب، فيما استهدف القصف أيضاً قرى قلب لوزة وجفتلك قطرون غربي إدلب واحسم ومرعيان، بالتزامن مع غارات جوية روسية استهدفت أطراف بلدة الزيارة بسهل الغاب، وصاروخ أرض ـ أرض استهدف جبل الأربعين قرب أريحا.
أسباب التصعيد
نشر "مركز جسور للدراسات"، الجمعة، تقريراً بعنوان "استمرار التصعيد الروسي في إدلب رغم قمة سوتشي"، قال فيه إنه من الواضح أن قمة "سوتشي" كانت لبحث ملفات إستراتيجية، ومحاولة لرأب الصدع بين تركيا وروسيا، دون الخوض في التفاصيل التنفيذية التي سيتم إحالتها إلى المباحثات بين المؤسسات المعنية.
وأوضح أنه كان لافتاً التفاوت في التصريحات التي أطلقها كلٌ من الرئيس التركي، والكرملين الروسي في اليوم التالي من القمة، إذ أكد "أردوغان" على أنهم أبعدوا العناصر الإرهابية من الممر الآمن على جانبي طريق M4، في حين طالب الكرملين بإخراج "الإرهابيين" من إدلب.
وأضاف: "في ظل هذه المعطيات تبدو عملية التصعيد هي تأكيد موسكو على ما ستطالب به الوفود التقنية خلال لقاءاتها القادمة، التي يفترض أن تكون القمة قد مهدت لها، وأقلها الإصرار على فتح الطرقات الدولية، لاستكمال الإنجاز الذي جرى تحقيقه من خلال موافقة الأردن على التبادل التجاري، بما يعيد للنظام مكانته في تجارة العبور بين الخليج وأوروبا، ويساهم في إنعاش الاقتصاد".
وتوقع المركز أن تسعى روسيا إلى ما هو أبعد من ذلك، وفرض نقاط لها في المنطقة الممتدة من أريحا حتى جسر الشغور غرب إدلب، في حال كانت الظروف مواتية لها، خاصة إذا ما أحرزت تقدماً في حوارها الاستراتيجي مع الولايات المتحدة الأمريكية، بما في ذلك الملف السوري.
واستبعد المركز أن يكون التصعيد الحالي قد تم بناءً على تفاهمات جرت بين الرئيسين التركي والروسي في قمة "سوتشي" الأخيرة، ويبدو أن روسيا سوف تستمر بالاعتماد على الضغط العسكري للتأثير على مسار المفاوضات الشاقة مع تركيا حول الملف السوري، وفقاً للتقرير.
اقرأ أيضاً:
- بينها "حل نهائي في إدلب".. أردوغان يكشف مخرجات قمته مع بوتين
- نتابع التطورات بدقة.. وزير الدفاع التركي يعلق على التصعيد الروسي في إدلب
- "عزم": ألقينا القبض على أخطر خلية لـ "داعش" في ريف حلب الشمالي
- تركيا تمنع الاستئجار في منطقة "الفاتح" للأجانب.. والسبب!
شاهد إصداراتنا:
