روّجت وسائل إعلام روسية عن "استقالات جماعية لجنرالات في صفوف الجيش التركي"، في طريقة تدل على انحياز واضح للرواية التي تستخدمها المعارضة التركية وعلى رأسها "جماعة الخدمة" التي يتزعمها فتح الله غولن.
ونفت وزارة الدفاع التركية في وقت سابق الأنباء التي تحدثت عن استقالة خمسة جنرالات دفعة واحدة، مؤكدة أن الاستقالة كانت لجنرالين اثنين لأسباب خاصة.
ورغم ذلك، أفردت وسائل إعلام روسية حيزاً واسعاً للخبر، مدعيةً أن "كبار الجنرالات المسؤولين عن العمليات العسكرية التركية في سوريا يسعون إلى الاستقالة وسط تصاعد التوترات في إدلب".
وادعت صحيفة "سفوبودنايا بريسا" الروسية، أن "استقالة الجنرالات والعقداء الأتراك يمكن تفسيرها كمحاولة لحماية النفس من ملاحقة قضائية على الهزيمة القادمة".
وأضافت في مقال ترجمه موقع "روسيا اليوم"، أن "ما يجري من استقالات بين كبار الضباط في الجيش يذكر بالتطهير الذي جرى عقب محاولة الانقلاب الفاشلة في العام 2016".
وبحسب مصادر تركية، فإن جنرالين اثنين تقدما بطلب التقاعد، لأسباب صحية وعائلية.
وقالت وزارة الدفاع التركية إنه "يحق لأي عامل طلب الاستقالة في حال حصوله على حق التقاعد، وبحسب الرغبة، وهناك فترتان لتقديم الطلب، الأولى في كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير، والثانية في تموز/يوليو وآب/أغسطس".
من جهته، وصف الصحفي التركي، حمزة تكين، الترويج لهذه الأنباء أنه في "إطار المحاولات اليائسة الهادفة إلى زعزعة الثقة بالجيش التركي".
وأوضح أن اثنين من الجنرالات طلبا التقاعد بسبب الوضع الصحي لأحدهما، والوضع العائلي للآخر، حسبما صرح لموقع "المدن".
وأضاف "للدقة، هم حصلوا على التقاعد، والأنباء عن استقالة احتجاجاً على سياسات معينة في سوريا أو في غيرها، الهدف منها التضليل"، مؤكداً على أن "لا علاقة للأمر بإدلب، ولا بخطط الجيش التركي".
ولفت إلى أن "الهدف من بث هذه الأنباء المغلوطة، تصوير الأمر وكأن الجيش التركي يعيش أزمة".
وأردف "استخدام هذه الأخبار الكاذبة بهذا الحجم من وسائل إعلام يفترض أن تكون رصينة، يؤكد انزعاج الدول التي تقف خلف هذه الوسائل من السياسة التركية الثابتة والنجاحات في سوريا وليبيا وأذربيجان".
وأكد تكين على تماسك الجيش التركي وتناغمه مع السلطة السياسية، قائلاً: "لم يكن الجيش التركي على هذا الحال منذ تأسيس الجمهورية التركية، والتعاون بينه وبينه السلطة السياسية في أوجه".
وحول الملف السوري، والوضع في إدلب، والحديث عن طلب روسي من تركيا بسحب بعض النقاط العسكرية في الشمال في إدلب، أكد تكين على "عدم وجود أي تغيير في انتشار قوات بلاده".
وتابع: "على العكس من ذلك، الجيش التركي يعزز نقاطه العسكرية في إدلب، بنوعية السلاح وزيادة عدد الجنود"، مشدداً على أن ذلك يدل على أن القرار التركي حاسم حول إدلب.
اقرأ أيضاً: الهجرة التركية تكشف عن أعداد السوريين الخاضعين للحماية المؤقتة
وأكمل "لن تترك تركيا إدلب لقمة سائغة لمن يريد أن يعتدي عليها، والصبر التركي على الخروق ربما يزعج البعض، ولكن هذا الصبر لن يستمر إلى ما لا نهاية، والأرجح أنه إن تمادت الأطراف الأخرى أكثر، ستكون تركيا مضطرة للرد المدروس والمحكم".
وختم صحفي التركي كلامه بالقول: "لقد سمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حرفياً من الرئيس رجب طيب أردوغان خلال القمة الأخيرة، إنه لا تراجع تركياً عن إدلب".
شاهد إصداراتنا:
