الأربعاء 01 مايو 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.63 ليرة تركية / يورو
40.52 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.91 ليرة تركية / ريال قطري
8.65 ليرة تركية / الريال السعودي
32.46 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.63
جنيه إسترليني 40.52
ريال قطري 8.91
الريال السعودي 8.65
دولار أمريكي 32.46

ما بعد قيصر ليس كما قبله

 ما يهمُّنا كسوريين أنَّه تم إقرار قانون سيزر (قيصر) في الكونغرس الأمريكي بصرف النظر عمّن صوت مع أو ضد.

أهمية إقرار قانون قيصر تكمن في أمرين:

 الأول: أن معاناة الشعب السوري وما يتعرض له من جرائم متواصلة ضد الإنسانية منذ تسع سنوات من قبل النظام الأسدي وحلفائه، قد خرجت من الدوائر الرسمية والسياسية الضيقة في أمريكا وتوسعت باتجاه الرأي العام للشعب الأمريكيـ ما يعطي الرئيس الأمريكي أريحية في اتخاذ مواقف متقدمة.

والثاني وهو الأكثر أهمية:

 إنه بعد إقرار هذا القانون يمكننا اعتبار أن الملف السوري أصبح على سلم أولويات السياسة الخارجية للإدارة الأمريكية الحالية (والمقبلة)، وانتهت سياسة إدارة الظهر وترك الساحة للروس.

 فلم يعد ملف محاربة تنظيم "داعش" هو الناظم الوحيد للاستراتيجية الأمريكية في سوريا، بل أصبح موضوع محاسبة نظام الأسد على جرائمه يشرع الباب أمام الرئيس الأمريكي لممارسة المزيد من الضغوط على نظام أسد وداعميه.

وبات علينا أن نترقب كيف سيستخدم الرئيس ترامب ومن بعده (إن لم يفز بولاية ثانية) هذا التخويل الممنوح له من قبل المشرعين الأمريكيين.

ولربَّما نلاحظ على المدى القريب والمتوسط تغيرًا ملموسًا في السياسة الروسيَّة تجاه الحل السياسي، ومرجعية جنيف نتيجة إدراكها بأنها تراهن على حصان خاسر حتمًا.

كما قد ينعكس ذلك أيضًا على السياسة التركيَّة، وميولها أكثر فأكثر لزيادة التنسيق مع الأمريكان على حساب الروس فيما يخص الشأن السوري عمومًا والشمال السوري وموضوع المنطقة الآمنة على وجه الخصوص.

ويساعد على ذلك الضغوط الأمريكية على تركيا (وليس آخرها تمرير الكونغرس نفسه لقرار الاعتراف بالمجازر الأرمنية) بسبب تحالفها مع الروس، وإصرارها على صفقة صواريخ (S400).

وهنا تجدر الإشارة إلى أنَّ تحالف تركيا التقليدي هو مع الأمريكان، وأنَّ العلاقة جيِّدة فيما بين الرئيسين الأمريكي ترامب والتركي أردوغان، وأن أكثر ما دفع تركيا وشجَّعها على التحالف مع الروس هو سياسة إدارة الظهر التي بدأت في عهد الرئيس السابق أوباما، والتي يبدو أنها انتهت بعد (قيصر).