الأحد 07 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98
...

..

العراق

نحن نعترض، نريد ديمقراطية

16 أكتوبر 2021، 12:39 م

مر زمان طويل وعقود غابرة على محاولة تبني الديمقراطية ونظامها المعروف في الشرق الأوسط والدول العربية على وجه الخصوص، وفي السنوات الأخيرة بدأت زوابع الربيع العربي ليشمل ما يشمل من الدول التي عصفت بها الاحتجاجات وقيام الثورات على الحكام في سبيل الحصول على الديمقراطية، من منطلق "أن الديمقراطية نتاج مجهود مجتمعي" أي بمعنى أنها لا تعطى باليد بل تولد من رحم المجتمع من خلال إنشاء مفاهيم في داخل تركيبته لتحويل السابق الدامغ في العقول في تراكيب ومفاهيم جديدة مبنية على أساس مبدأ الديمقراطية حيث بإمكان البدوي أن يلبس الجينز والقروي يلبس الملابس "الفاضحة" هذا من ناحية المظهر، 
ومن الجانب التوعوي يصبح من الممكن أن يتولى رئاسة الوزراء شخص ليبرالي أو علماني أو أي كان توجهه رجلا كان أو امرأة حتى وإن كان يترأس مجتمعا إسلاميا فالناتج هو واحد "رئيس الوزراء موظف يؤدي عمله لفترة ويرحل ويؤتى بغيره"، وعلى هذا المنوال كانت آمال هذه الشعوب في ثوراتهم المتتالية إلى أن حصل الذي حصل وكانت النتائج موجعة وفظيعة. 

كل هذه الأمور التي حصلت مفتعلة والجميع يعرف بذلك والعقلاء استنتجوا الأمر منذ البداية وبقوا منعزلين عن هذه الزوبعة لترك الزوبعة تمر بيد الرعاع ليدمروا ويثوروا ويصدموا بالنتائج، وهذا ما حصل بالفعل من خلال النظر إلى الواقع ستجد الخراب قد استولى على كل هذه البلدان وهم يسعون للحصول على الديمقراطية التي تجعلهم شعوب محترمة تظاهي شعوب أخرى ولدت وترعرعت وتربت على أسس ديمقراطية منضبطة لها حدود ومحفوفة بالقوانين الصارمة التي تؤيد حقوق الفرد ضمن نطاق حريته وتردعه بشدة في حال الخروج عن مضمار حدوده. 

"يقطع الطريق ويسلب راحة الآخرين ويقتل ويخرب المؤسسات المدنية والحكومية ليحصل على ديمقراطية" من هذه الفلسفة يريد أن يجبر العالم وحكومته أن توفر له ديمقراطية، فلك أن تتخيل كيف ستطبق ديمقراطية على مستوى تفكير من هذا النوع. 

إن مشكلة الديمقراطية هنا أطلقت عليها كلمة "مشكلة" لان في حقيقة الأمر القضية تستوجب هذه التسمية فالديمقراطية كما ذكرت في مقال سابق "لا تعطى ولا تؤخذ" الديمقراطية تطبق من داخل المجتمع، بمعنى أن هذا المجتمع في أيديولوجيته هناك نزعة عشائرية، نزعة تهجمية، طبيعة همجية، نزعة دينية كذلك يجب أن تكون في داخله نزعة تسمى "نزعة ديمقراطية" وهذه النزعة هي التي تقنع الإنسان من الداخل أن يستسلم للقوانين والاعتراف بالمكونات والاديان والاختلافات والاعراق وووو .... 

فإذا لم تتوفر هذه النزعة سيقوم الفرد بالتمثيل على محيطه والآخرين بأستسلامه للقانون ومجريات الديمقراطية لكن هذا كله سينسف من أول موقف ويستخرج نزعته الهمجية العشائرية التهجمية ويبدأ بشتم ولعن ورجم الديمقراطية ومن أتى بها إليهم، البعض يرى في هذا الشخص ازدواجية أو مخادع أو كذاب أو غير ذلك الا أن الواقع هي الأيديولوجيا، الأيديولوجيا التي ترعرع فيها هذا الفرد دمغت في داخله وبنت في روحه من الداخل النزعة التهجمية التي من غير الممكن أن تنسفها الديمقراطية وتحل مكانها لتعيش داخل هذا الفرد الذي مر الزمان على هذه الهيئة الداخلية. 

لذلك لو أرادت هذه الشعوب أن تحصل على ديمقراطية فلا يمكن أن تطرق باب السلطة الحاكمة وتطلب منهم العمل بطريقة ديمقراطية فهذا غباء غير مسبوق. إذا وصلت هذه الشعوب إلى مرحلة السلام الداخلي والاستسلام للقوانين وإحترام كل مجريات الديمقراطية من داخل النفس، بمعنى من المنزل الجميع يحترم الجميع وينظر إليه بمنظور الإنسان لا منظور الدين أو المذهب أو القومية أو التوجه بل من منظور الإنسان ببساطة ستكون هذه الديمقراطية. 

إن ما عصف في البلدان المذكورة أنفا كلها كانت ترمي أنظارها تجاه العراق وما حصل عليه من ديمقراطية وانفتاح وحياة يحفها التطور والتقدم وهذه كانت الرواية في بادئ الأمر "بداية الاحتلال" لكن سيكون هناك مقال آخر عن الديمقراطية التي حصل عليها المجتمع بعد حربه الأخيرة وما كانت الآمال وما النتائج

اقرأ أيضاً:

شاهد إصدراتنا: