ارتكبت ميليشيا "الحشد الشعبي" الشيعية مجازر مروعة بحق عشرات المدنيين في مناطق متفرقة من محافظة ديالى السنّية في العراق، انتقاماً لمقتل 15 عنصراً من الميليشيا على يد تنظيم "داعش" في المنطقة.
وذكرت وكالة "الأناضول"، أن مئات المسلحين من الميليشيا الشيعية شنوا هجوماً عنيفاً على أهالي قرية “نهر الإمام” السنية المجاورة، وقتلوا من أهلها العشرات، ثم أدخلو 40 جرافة تولّت جرف البساتين بالقرية.
وأحرق المسلحون الشيعة المركز الصحي الوحيد في القرية، كما تم إحراق المسجد المجاور له وتدمير ما لا يقل عن 30 سيارة وماكنة زراعية وحرق بساتين بمساحات واسعة و9 منازل بشكل كامل.
وبحسب مصادر محلية، فإن نحو 200 عائلة هجرت قرية "نهر الإمام" خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، بالإضافة إلى 55 عائلة من قرية "العامرية"، وأكثر من 60 عائلة من قريتي "الميثاق" الأولى والثانية، ومن قرية "الرشاد" نحو 25 عائلة.
واتهم الأهالي قائد شرطة المنطقة وآمر الفوج فيها بالتخاذل والتواطؤ مع المهاجمين لعلمهما المسبق بتحرك عناصر الميليشيا باتجاه القرية.
وينتمي المهاجمين إلى قبيلة بني تميم الشيعية من سكان قرية الرشاد، وشنوا الهجوم انتقاماً لمقتل أبنائهم خلال هجوم مسلح شنه تنظيم "داعش" الأربعاء الماضي.
وكان التنظيم قد أقدم على خطف 3 أشخاص من قرية "الهواسة" الشيعية وطلبوا الفدية مقابل إطلاق سراحهم، ولدى قدوم أهالي المختطفين فتح عناصر التنظيم النار عليهم وأوقعوا 12 قتيلاً منهم بالإضافة إلى المختطفين الثلاثة.
وعقب ذلك، هاجم مئات المسلحين الشيعة، قرية "نهر الإمام" وقتلوا منهم 13 شخصاً وجرحوا العشرات، ورغم طلب الأهالي للنجدة والحماية من السلطات الأمنية و"الجيش" العراقي، إلا أن الأخيرين لم يتحركوا لإغاثتهم.
من جهتها، أكدت "هيئة علماء المسلمين في العراق" أن هذه الجرائم المروعة "تأتي في سياق معاقبة أهالي محافظة ديالى على موقفهم الرافض لسيطرة الميليشيات على المحافظة وعزوفهم عن المشاركة في الانتخابات.
وأضافت أن هذه الجرائم "تعيد إلى الأذهان جرائم الميليشيات عام 2014 وما بعدها، فضلاً عن الاستمرار في مخطط تغيير التركيبة السكانية في المحافظة وافتعال الفتن بين مواطنيها".
وقالت الهيئة: "ندين هذه الجرائم البشعة التي ترتكب بحق أهالي ديالى، ونؤكد أن ما حدث هي جرائم مدبرة ومخطط لها، وتتحمل مسؤوليتها المباشرة حكومة الكاظمي وميليشياتها والأجهزة الحكومية التي وقفت متفرجة.
اقرأ أيضاً: وزير لبناني يكشف عن قرب استقالة قرداحي وتدخل واشنطن بالأزمة
وتقع ديالى في الجهة الشرقية من العراق وتبعد عن العاصمة بغداد 57 كم، ويمر بها نهر ديالى الذي يصب بنهر دجلة، وقد عرفت ديالى، وتعدّ محور المشروع الإيراني في المنطقة.
وتحرص طهران على الاستيلاء عليها بشكل كامل لما لها من أهمية استراتيجية قصوى ليس في العراق وحسب وإنما في كامل المنطقة.
ويرجّح غالبية المحللين أن تكون حادثة الاختطاف وما تلاها من قتل لذويهم ومن ثم الهجوم على قرى ديالى، مفتعلة بالكامل من قبل ميليشيا "الحشد" لتنفيذ جريمتهم بحق الأهالي والاستيلاء على المنطقة.
شاهد إصداراتنا:
