الأحد 14 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

طبول الحرب تُقرع مجدداً شرقي الفرات

"نبع السلام" ستُستَأنف أم سينجح الاتفاق التركي الأمريكي؟

22 أكتوبر 2019، 11:18 ص
الجيش الوطني السوري
الجيش الوطني السوري

عائشة صبري – خاص آرام

توقع محللون سياسيون وعسكريون استئناف الجيشين التركي والوطني السوري معركة "نبع السلام" نظراً لعدم تنفيذ بنود الاتفاق من جانب ميليشيا قوات سوريا الديمقراطية "قسد" فيما يخص انسحابها من "المنطقة الآمنة" المتفق عليها.

وبحسب محللين عسكريين وسياسيين تحدثت إليهم "آرام" ورصدت آراءهم حول الأحداث المتسارعة شمال شرق سوريا، والتي تبدوا ضبابية، فإن كل الاحتمالات واردة سواء استئناف المعركة أو انسحاب "قسد" نظراً لتخلي الولايات المتحدة عنها نوعاً ما.

ومن المقرر أن تنتهي المهلة التركية عند تمام الساعة الثانية عشر ظهر الثلاثاء، وحتى الآن لم تنفذ أي خطوات ملموسة من الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين تركيا وأمريكا الخميس الماضي.

والقاضي بأن تكون "المنطقة الآمنة" في الشمال السوري تحت سيطرة الجيش التركي، ورفع العقوبات عن أنقرة، وانسحاب الميليشيات الكردية من المنطقة إلى عمق "20 ميلاً" 32 كيلو متراً وجمع أسلحتهم الثقيلة.

ومع مشارفة مهلة الـ 120 ساعة التي حددتها تركيا لمغادرة ميليشيات "قسد" للمنطقة الآمنة شمال شرقي سوريا على الانتهاء، توعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان باتخاذ خطوات وصفها بـ"اللازمة" بعد أن يبحث مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين مستجدات الأوضاع في سوريا الثلاثاء.

اللواء "محمود علي" محلل عسكري سوري قال: إنَّ "كل الاحتمالات واردة، ولكن أعتقد أن مجموعات الحماية الكردية ستقوم بتنفيذ الاتفاق للأسباب عدة منها، ضعف القدرة العسكرية لديها مقارنة مع الإمكانيات العسكرية للجيش التركي وفصائل الجيش الوطني السوري المشاركة بالعملية".

وأضاف خلال حديثه ل"آرام"  "يُعتبر الجيش التركي هو الثاني في حلف الناتو والسادس في العالم من حيث ترتيب القوة العسكرية".

وتابع "الجيش التركي لديه لوجستيات متطورة، ويملك سلاح الجو الذي يستطيع أن يستخدمه في حربه ضد قسد، لا سيما أن أراضي المعركة مكشوفة، ما يحدُّ من قدرة قسد بالرد على الهجمات الجوية، وبالتالي ستكون الخسائر المدنية بمناطق قسد كبيرة جداً".

أما الباحث السياسي السوري "فراس فحام" فأوضح أنَّ "ميليشيا قسد نفذت خلال الأيام الماضية انسحابات من مدينة رأس العين بريف الحسكة، لكن لم يتم إخلاء المنطقة التي جرى الاتفاق عليها بين أمريكا وتركيا الممتدة لأكثر من ٤٠٠ كيلو متراً، وبعمق ٣٢ كيلو متراً".

وبيّن "فحام أنَّ تجدد العملية العسكرية مرتبط بنتائج القمة المرتقبة بين أردوغان وبوتين في سوتشي، مؤكداً أن ذلك سيوضح بشكل دقيق مستقبل منبج وعين العرب (كوباني)، التي توليها تركيا أهمية كبيرة.

وأضاف "من غير الواضح بعد ما إذا كانت قسد توصلت لتفاهم مع روسيا الراغبة في استثمار هذه الورقة للضغط على أنقرة، أم لم تتوصل، وهذا ما سيتم نقاشه خلال قمة سوتشي القادمة".

بدوره، وصفَّ الصحفي السوري عدنان الحسين الوضع الحالي بـ "المعقد"، مبيناً أن كل الدلائل تشير إلى أن ميليشيات "قسد" لم تنسحب إلا من مدينة رأس العين فقط، وكافة القرى والبلدات ضمن نطاق ٣٢ كم لا تزال تحت سيطرتها.

ولفت إلى أن هذا كله يأتي ضمن الدوافع الرئيسة لعملية تركيا بالأساس، قائلاً "خلال الساعات القادمة إذا لم تنسحب الميليشيات الكردية بشكل كامل من المنطقة ستكون هناك عملية عسكرية أوسع بشكل كبير".

وأردف "الضغوطات الأمريكية على قسد كبيرة جداً، وقد نرى انسحاب سريع وقد لا يكون، إذ أنَّ استقدام ميليشيات الأسد وتغيير قسد لأعلامها بأعلام النظام السوري، ووجود دوريات روسية خلق تعقيداً كبيراً في الساحة وضغوط كبيرة على تركيا من روسيا وأمريكا".

واستطرد "من الواضح أنَّنا سنشهد تصاعداً في العمليات العسكرية خلال الساعات القادمة، إلا إذا ما حدثت متغيرات وربَّما مفاجآت، خاصة أنَّ تركيا أبدت استعدادها لشراء منظومة (أس 400) الروسية الثانية، وأبدت تعاوناً واسعاً مع الولايات المتحدة الأمريكية".

بدوره، قال المتحدث الرسمي باسم الجيش الوطني السوري الرائد يوسف حمود: "رصدنا صباح الاثنين اكتمال انسحاب الميليشيات الانفصالية الإرهابية من مدينة رأس العين".

ومضي بقوله، أنَّ "نسبة سيطرة "الجيش الوطني" الحالية في مدينة رأس العين شمال الحسكة بنحو سبعين في المئة، وقوات الجيش الوطني لم تدخل أحياء المدينة بعد انسحاب الميليشيا منها التزاماً بتعليق الأعمال القتالية منذ الخميس الفائت".

وأشار إلى أن الميليشيات لاتزال ضمن حدود المنطقة الآمنة المتفق عليها، منوهاً إلى أن الجيش الوطني التزم بوقف إطلاق النار بشكل كامل ولم يسيطر على مناطق جديدة بعد إعلان تعليق الأعمال العسكرية.

وتابع "سنستأنف الأعمال العسكرية من عدة محاور في حال لم تنسحب قسد من حدود المنطقة الآمنة".

وفي التاسع من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، أطلق الجيش التركي عملية "نبع السلام" في منطقة شرقي نهر الفرات شمالي سوريا، "لتطهيرها من إرهابيي حزب العمال الكردستاني وعناصر تنظيم داعش"، إلى جانب إنشاء "منطقة آمنة" لعودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم بعد نزوح قسري وتغيير ديمغرافي.