الأحد 05 مايو 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.92 ليرة تركية / يورو
40.78 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.89 ليرة تركية / ريال قطري
8.62 ليرة تركية / الريال السعودي
32.35 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.92
جنيه إسترليني 40.78
ريال قطري 8.89
الريال السعودي 8.62
دولار أمريكي 32.35

مبادرة "آرام" الخيرية.. جهود فردية لمساعدة منكوبي إدلب

15 ديسمبر 2019، 11:45 ص
مبادرة آرام الخيرية لمساعدة مكنوبي إدلب
مبادرة آرام الخيرية لمساعدة مكنوبي إدلب

عائشة صبري

صحفية سورية

15 ديسمبر 2019 . الساعة 11:45 ص

عائشة صبري – خاص آرام:

وسط مخيمات عشوائيَّة تفتقد لمقوِّمات الحياة في محافظة إدلب شمالي سوريا، تجد نازحون يعيشون معاناة مضاعفة عن غيرهم بفعل الأمراض وفقدان العلاج والعديد من الاحتياجات، خاصة في فصل الشتاء، كونهم يتأثرون بموجات برد قاسية.

انعدام المساعدات من قبل المنظّمات الإنسانيَّة المحليَّة والجهات الدوليَّة، دفع العديد من الشباب الغيور على الأهالي إلى القيام بمبادرات إنسانيَّة فرديَّة، ومنها مبادرة "آرام الخيرية"، هدفها مساعدة العائلات في بعض الحاجيات الأساسيَّة التي يفتقدونها.

photo_2019-12-15_11-37-57.jpg

مدير مبادرة آرام الخيرية حسين الدغيم، قال لشبكة "آرام": إن المبادرة تُعتبر إنسانية خيرية تطوعية عفوية بحتة، تختص بالحالات الإنسانية الخاصة، وليست عامة لجميع شرائح المجتمع السوري.

وأضاف أنهم بدأوا الفكرة باسم "آرام" في الشهر التاسع من العام الجاري، ومستمرة للآن، وهي نتيجة لمبادرة "وتعاونوا" التي جرت عام 2018، وفق فكرة طرحها شباب لإغاثة النازحين جراء القصف على ريفي إدلب الجنوبي وحماة الشمالي.

وتابع: "استلمت مشروعاً طبياً من منظمة "الأمين" وكان لي جولة على 42 مخيماً قرب منطقة معرة النعمان جنوب إدلب، فتعرَّفت على كثير من الحالات الإنسانية الصعبة، وهي من غير نزوح تعاني وضعاً صعباً".

photo_2019-12-15_11-37-35.jpg

قصص صعبة

أشار الدغيم إلى أنه من الممكن أن يتواجد ثلاثة معاقين أو أربعة في العائلة الواحدة أو الأب معاق، ولديه عدد أفراد أسرة لا يقل عن عشرة أشخاص، حيث تحتاج هذه الحالات مبادرات شخصية لأن المساعدات الإغاثية العادية لا تكفي.

واستدرك أن "أبرز قصص المأساة هي الأسر التي تتكرر فيها الإعاقات، كأرملة لديها أربع فتيات أعمارهن بين الـ 20 و32، ومصابات بمرض ضمور عضلي، برفقة شقيقهم، ما جعلهم عاجزين عن الحركة، ولا توجد سوى فتاة واحدة سليمة تساعد والدتها بأعمال المنزل وقضاء حاجة شقيقاتها المرضى".

وبيَّن أن الدعم للمبادرة عبارة عن جمع تبرعات مالية من أشخاص، سواء في الداخل السوري أو الخارج، حيث تكون نسب التبرع متفاوتة، وفي حال كانت المبالغ متوفرة يتم تغطية أكثر من مئة عائلة في الشهر الواحد.

photo_2019-12-15_11-37-32.jpg

هدف الحملة

بدوره، يوضح أحد أعضاء المبادرة، الحقوقي رضوان السليمان، أنَّ هدف الحملة الأساسي من رصد الحالات الإنسانية يتمثل بإمكانية تواصلهم مع الجمعيات والجهات المعنية بمساعدة كلَّ حالة حسب حاجتها.

ويقول في حديثه لـ"آرام": "على سبيل المثال الأيتام يحتاجون لكفالة دائمة، والمرضى يحتاج لدواء دائم أو عمل جراحي أو أجهزة طبية، ومن هنا جاءت تسمية الحملة بـ"آرام" والتي تعني "العلامات في الصحراء".

وذكر أن الحملة باختصار "هي وسيلة دالة على أصحاب الحاجات ومن يقدمها لهم بشكل مستمر"، لافتاً إلى أنَّ دعمهم "شحيح جداً" عبر التبرعات والصدقات من أفراد، لذلك لا يستطيعون كفالة الحالة بشكل دائم.

وأشار إلى أنهم غطوا ما يقارب العشرين حالة الخميس الماضي، وقبلها بيوم عشر حالات، ليكون مجموع العائلات التي وصلت إليها المبادرة 275 حالة، حيث تم تسليم كل عائلة من (25 إلى 35) ألف ليرة سورية، بقيمة إجمالية بلغت ستة ملايين و750 ألف ليرة سورية.

photo_2019-12-15_11-37-54.jpg

الأكثر حاجة

تستهدف حملة آرام الخيرية، الحالات الإنسانية الخاصة وفق معايير، هي: "أن تكون الأسر نازحة، وتفقد المعيل (أرملة)، أو يكون الأب مريض أو معاق ولديه أطفال وأحدهم على الأقل لديه إعاقة".

ولفت الحقوقي رضوان إلى أنهم ذهبوا لمخيم البرّ الواقع في بلدة حزانو على أوتوستراد باب الهوى شمال إدلب، لتغطية عائلة فيها ربّ الأسرة معاق ذهنياً وعنده خمسة أولاد مصابين بمرض التوحد، والأم تتولى شؤونهم في خيمة تفتقد لمقومات الحياة.

وتابع "عند زيارة هذه العائلة تفاجئنا بوجود 15 عائلة لديهم إعاقات، منهم أبّ مريض قلب وسكر وضغط وضعف نظر ولديه طفلين معاقين نتيجة ضمور عضلي وزوجته معاقة".

ويذكر أن من بين القصص، عائلة نازحة من مدينة صوران شمال حماة لمخيمات معرة النعمان جنوب إدلب، تتألف من أم أرملة لديها ثلاثة أولاد مصابين بالعمى وفتاة لديها خلل عقلي، حيث زوجتها لأحد الشباب لتخفيف أعباء المعيشة، فأنجبت طفلاً معاقاً، وزوجها غادر المكان، ما زاد معاناة تلك العائلة.

وأوضح أن من الحالات الصعبة، أربعة أطفال أيتام، توفي والدهم فتزوجت الأم من آخر وذهبت، وهم مشردون يعيشون في خيمة لجدتهم المُسنة الأرملة في ريف معرة مصرين شمال إدلب.

وأردف أنهم ساعدوا عائلة يُعاني الزوج من الشلل والزوجة لديها مرض عصبي وعندها طفل وطفلة معاقين، إضافة إلى رجل يُعيل أسر أشقائه الستة (خمسة شهداء ومصاب) وعددهم 42 شخصاً يقطنون في منزلين بمدينة معرة النعمان.

photo_2019-12-15_11-37-49.jpg

آلية العمل

تعتمد مبادرة "آرام" على التواصل مع المعنيين في شؤون المخيمات والمجالس المحلية ومتابعة صفحات المنظمات والنشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي لرصد الحالات التي يبرزونها والتواصل معها للمساعدة.

ويضيف السليمان "عملنا في المبادرة تطوعي، ولا نتقاضى أيّ مرتب لقاء ذلك، كما تواجهنا صعوبات كثيرة، وحالات إنسانية خاصة جداً وكم بكينا لهول رؤية تلك الحالات".

ونوّه أنه من الصعوبات التي تواجه فريق المبادرة، صعوبة الوصول إلى الحالات، وصغر الكادر وقلة أو انعدام وسائل التوثيق مثل كاميرا احترافية، وجهاز كمبيوتر محمول، حيث تضيق دائرة العمل بقدر الأمور المتوفرة.

وأوضح أن الجولات الميدانية تكون مرة أو مرتين أسبوعياً، بينما الرصد مستمر على مدار الساعة، وعندما يبلغ عدد الحالات ما بين العشرة والعشرين حالة يتم الخروج في جولة ميدانية لزيارتهم، لكن التنقل مساحته كبيرة تصل لـ 200 كيلو متر في المشوار الواحد.

photo_2019-12-15_11-37-19.jpg

وفي آخر بيان أحصى فريق "منسقو الاستجابة" في تقرير مصور "إنفو غراف"، الأربعاء، تضرر 5526 عائلة نازحة نتيجة هطولين مطريين على محافظة إدلب حيث بلغ عدد المخيمات التي تعرضت للأضرار 42 مخيماً، من أصل 1395 مخيماً في إدلب.

وأوضح التقرير أن المخيمات في محافظة إدلب تنقسم إلى مخيمات نظامية يقطنها 962 ألفاً و392 نازحاً، ومخيمات عشوائية يبلغ عددها 242 مخيماً عشوائياً يقطنها 121 ألفاً و832 نازحاً.

وكان فريق "منسقو الاستجابة"، ناشد المنظمات والهيئات الإنسانية المساهمة في تأمين الاحتياجات العاجلة للنازحين والمهجرين ضمن هذه المخيمات، وتحقيق الاستقرار الأولي من خلال العمل على إصلاح الأضرار وشبكات الصرف الصحي والمطري والعمل على رصف الطرقات ضمن المخيمات. 

وكانت الحملة العنيفة التي شنُّها نظام الأسد وحلفاؤه الروس والإيرانيون، على أرياف إدلب الجنوبي والشرقي، وحماة الشمالي والغربي، أدت إلى نزوح مئات الآلاف باتجاه المناطق الحدوديَّة مع تركيا.

ووجد هؤلاء أنفسهم يبيتون في العراء ولا يوجد سوى أوراق أشجار زيتون تظلّهم دون أدنى مقوّمات الحياة، وذلك عقب انتهاء الجولة الـ12 من محادثات أستانا في 26 نيسان/أبريل 2019.

photo_2019-12-15_11-38-06.jpg