الأحد 05 مايو 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.92 ليرة تركية / يورو
40.78 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.89 ليرة تركية / ريال قطري
8.62 ليرة تركية / الريال السعودي
32.35 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.92
جنيه إسترليني 40.78
ريال قطري 8.89
الريال السعودي 8.62
دولار أمريكي 32.35
...

..

العراق

المجتمع العربي والحركات التجديدية

27 فبراير 2022، 12:28 م

لو طُرح عليك سؤال طارئ عن سبب عدم نجاح الثورات في المجتمع العربي بسهولة، فما هي أكثر الأسباب إقناعًا ؟

ببساطة أن المجتمعات العربية يصعب فيها عملية التغيير، أي يصعب فيها ولادة فكرة أو حركة أو توجه مغاير عن الفكرة الحالية المعاشة بأي فترة من الفترات لأن المجتمع وصل إلى مرحلة من العجز والخمول الاجتماعي ما لم تصله أمة سابقة، لا الأمريكيتين ولا المجتمع الإنجليزي في زمانه المظلم، ولا حتى المجتمع الأندلسي بعد سقوط الخلافة الإسلامية، فإنهم توارثوا مبدأ (وجدنا آباءنا كذلك يفعلون) لذلك يبقون يعزون الأمر ويرمون العذر على الأسلاف دون دراسة وبحث، ولا يكلف نفسه بالسؤال هل المنهجية المعاشة صالحة أم طالحة، هل هي حق أم باطل، هل هي حلال علينا أم حرام، كل ذلك لا يهم بل الأهم من هذا كله السابقين منا لم يعترضوا، إذن نحن لا يمكن أن نعترض ونقتل مسيرة السابقين من حيث الطاعة والخضوع لذلك تجد هذه المجتمعات تدور في مكانها كأنها في دائرة مفرغة والحال لا يتغير منه شيء أبدًا بسبب هذه الأفكار والتقاليد، ولهذا السبب لا يمكن أن تنجح أي ثورة لدينا بتلك السهولة التي يتخيلها الثائر، فقد ذكر المرحوم الدكتور علي الوردي في الجزء الخامس من كتابه "وعاظ السلاطين" : "أن كحركة اجتماعية جديدة تُتهم أول الأمر بأنها من صنع الأجانب والزنادقة، فإذا نجحوا استولت على الحكم صارت من صلب الدين ودخلت في سجل المقدسات الموروثة"

لهذا السبب نجد أن سلسلة من الثورات التي حدثت في المجتمع العربي لا يؤمن بها المجتمع نفسه في الوقت الذي يجب أن يكون هو الداعم الرئيس لمثل هذه الحركات لأنه اعتاد على السير على طريقة الأقدمين من أسلافه أي على مبدأ الطاعة وتحريم التغيير، حتى وإن كان مظلومًا مسحوقًا فهو راضيًا بالحال لأن أبوه وجده كانوا راضين بذلك فهو لا يمكنه الخروج عن طوع أبيه وجده، وأبو وجده الذين كانوا يسيرون على طوع من كان أقدم منهم من الأجداد، وإن أي مجدد يظهر في أي حقبة يتبرأ منه المجتمع لأنه عميل ولديه علاقات خارجية ومآرب عافانا الله منها.

اقرأ أيضاً: