السبت 06 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

أصدقاء سوريا يجتمعون بظروف استثنائية.. هل ستغيّر واقع الجمود؟

03 مارس 2022، 11:50 م
صورة أرشيفية لاجتماع أصدقاء الشعب السوري
صورة أرشيفية لاجتماع أصدقاء الشعب السوري

آرام – عائشة صبري

يتزامن اجتماع مجموعة أصدقاء سوريا المصغرة بقيادة أمريكا، اليوم الخميس، مع ظروف استثنائية أبرزها الغزو الروسي لأوكرانيا وإعلان واشنطن شهر المحاسبة ضد بشار الأسد، ما يطرح توقعات حول إمكانية تغيير واقع المجموعة غير الفعال منذ سنوات.

وتتفاوت آراء المعارضين لنظام الأسد، حول نتائج تُساهم في دعم الثورة السورية وإضعاف روسيا، ويقول الكاتب والمحلل السياسي د. باسل المعراوي: إنَّ الظرف الذي تزامن معه عقد الاجتماع المجدول سابقاً هو "ظرف استثنائي بكلّ المقاييس".

ويضيف في حديثه لشبكة "آرام": أنَّ الغزو الروسي لأوكرانيا وما نتج عنه من عزلة وعقوبات دولية على موسكو، سيؤدي إلى إضعاف الدور الروسي في سوريا، وهذا الضعف المتوقع سينعكس على نظام الأسد مباشرةً من كلّ النواحي السياسية والعسكرية والاقتصادية.

ويتوقع المعراوي، أنَّ المجموعة الدولية المصغرة ستستغل ذلك، في وضع تصوّر أو خطة للعمل على دعم الثورة السورية بشكل أفضل بكثير من السابق، ما سيشكّل أحد أوجه الصراع الدولي ضد روسيا وأذرعها في العالم.

وحول إعلان السفارة الأمريكية بدمشق في تغريدة لها قبل يومين أنَّ شهر آذار الحالي "شهر المحاسبة" لنظام الأسد على جرائمه بحقّ السوريين، يذكر المعراوي، أنَّ التغريدة لم تأتِ صدفةً، حيث تزامنت مع الغزو الروسي والعقوبات الدولية وتأييد النظام السوري لإجراءات روسيا بالاعتراف باستقلال إقليم دونباس، ومن ثم التصويت مع ثلاثة أنظمة مارقة في الجمعية العامة للأمم المتحدة بتأييد الغزو الروسي لأوكرانيا.

اقرأ أيضاً: مطالب للغرب بتصحيح سياسته في سوريا ومعاقبة الروس على جرائمهم

دور المعارضة السورية

يشير المعراوي، إلى المهمة الملقاة على عاتق المعارضة السورية بأن تعيد تشكيل نفسها بإصلاحات بنيوية لتزيل الصورة الباهتة التي ظهرت بها في الأعوام السابقة، استعداداً لمرحلة لا يستبعد أن تكون فيه بديلاً واقعياً للنظام السوري في ضوء الرغبة الدولية اليوم بمحاصرة النظام الروسي وأذنابه على كافة الصعد.

وفي هذا السياق، طالب خمسة أعضاء من هيئة التفاوض السورية في نداء موجّه إلى المجتمعين في واشنطن اليوم، بإعادة تفعيل دور مجموعة أصدقاء سوريا، والعمل على وضع حدّ للتغوّل الروسي في القضية السورية، وتحكّمها بمصير السوريين عبر الإملاءات التي تمارسها في جعل العملية السياسية أداة لإعادة فرض نظام الأسد الإجرامي على السوريين، والاستمرار بالتحكم بمقدّرات سوريا.

بدورها، الباحثة في معهد هدسون الأمريكي للدراسات، رانيا قيسر، تقول لـ"آرام": إنَّ المزاج السائد اليوم في الولايات المتحدة الأمريكية "يُعارض روسيا وبشدة"، لدرجة أنَّ أيّ نهج تدريجي يتم اتخاذه بالتنسيق مع موسكو لن يحظى بأيّ دعم أمريكي على الإطلاق.

وتردف: أنّه لا أحد في الكونغرس أو وسائل الإعلام أو الشعب في أمريكا متحمّس للعمل مع بوتين في أيّ قضية، بالإضافة إلى أنَّ غياب المملكة العربية السعودية عن هذا الاجتماع هو عقبة كبيرة أخرى أمام تنفيذ أيّ اتفاق فيما يخصّ النظام السوري.

وتلفت قيسر، إلى أنَّ الدول ليست جاهزة بعد لمحاسبة بوتين على جرائمه في العالم، لكن العدالة آتية خاصة في ظل أنَّ التمدد الروسي نحو أوروبا يُشكل خطراً كبيراً على المنطقة كلها، وبالتالي المؤشر يدل على عدم خروج الاجتماع بأيّ نتائج ملموسة.

اقرأ أيضاً: العبدة: الغرب يحمي أوكرانيا ويتعامل بـ"ازدواجية فجة" في سوريا

ارتباط الملف الأوكراني بالسوري

يرى الصحفي عقيل حسين، أنَّ الاجتماع اليوم رغم أنَّه مخطط له مسبقاً وليس استثنائياً في ضوء الغزو الروسي، إلا أنَّ ما يعوّل عليه من نتائج مختلفاً هذه المرة، بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا، فالملفان السوري والأوكراني مرتبطان، على الأقل بالنسبة لأمريكا والدول الأوروبية، ولكل من يعتقد أن عليه الحد من تغوّل القوى الروسية.

وباعتقاد عقيل، أنَّ مواجهة روسيا تتطلب بالتأكيد العمل بشكل شامل لإقرار استراتيجية هذه المواجهة، وبالتالي يجب أن تشمل سوريا بشكل أو بآخر، مضيفاً لـ"آرام": لكن لا أعتقد أنَّ التوجه لإعادة تفعيل قوى المواجهة العسكرية المعارضة في سوريا سيتم بشكل سريع، لأنَّه يحتاج لوقت بحكم البيروقراطية والروتين المعروف لدى الغرب.

كما يتطلب ذلك -وفق عقيل- دراسة وإعادة توجيه السياسات وتغيير وجهة نظر صنّاع القرار في واشنطن والدول الأوروبية، ويتوقع أنَّ هذه الدول ستُعيد ضخ الحيوية في مجموعة أصدقاء سوريا المصغرة بعد أن عانت من جمود خلال السنوات السابقة، وباتت أمراً اعتيادياً دون تقديم أي إضافات أو جديد.

من جهته، يؤكد المحلل العسكري والاستراتيجي العقيد عبد الجبار العكيدي، أنَّ ما يحصل في أوكرانيا متعلق بالوضع السوري، ولو أنَّ الغرب لم يسمح لبوتين المتوحش بأن يستفرد بسوريا ومن قبلها في جورجيا وشبه جزيرة القرم لما تجرّأ على مجرد التفكير بغزو أوكرانيا.

ويشير في حديثه لـ"آرام" أنَّ كلّ الخيارات مفتوحة أمام الولايات المتحدة والغرب لإضعاف روسيا في أماكن تواجدها، وإحداها سوريا، ومن وجهة نظر عسكرية تعد قاعدة حميميم بالساحل السوري "نقطة ضعف أكثر منها قوّة"، وذلك رغم اعتقاد الكثيرين بأنَّها نقطة متقدمة للروس في المياه الدافئة لتهديد مصالح الغرب وابتزازه.

ويوضح العكيدي أنَّ السبب وجود القاعدة الروسية في نقطة جغرافية تقع ضمن تضاريس تساعد الثوار على الوصول إليها واستهدافها بشكل مباشر إن تم تزويدهم بالأسلحة وخاصّة النوعية منها مثل مضادات الدبابات ( تاو) ومضادات الطيران (ستنغر)، بالإضافة الى صواريخ غراد وقذائف المدفعية.

وحول توقعاته عن نتائج الاجتماع اليوم، يقول: "لا ندري مدى جدية أمريكا والغرب في مراجعة أخطائهم الفادحة بمنح بوتين تفويضاً كاملاً في سوريا لاستباحة أرضها وتدمير مدنها وقتل شعبها وتهجيرهم، والعودة لدعم الثورة السورية وتحجيم الدور الروسي والإيراني، وهذا يتطلّب بالضرورة دعم الجيش الحر وإعادة تسليحه لإسقاط عميل الروس الذي منحهم التفويض التغول في سوريا وقتل شعبها".

وكانت مجموعة أصدقاء سوريا المصغّرة اجتمعت في العاصمة البلجيكية بروكسل على مستوى المبعوثين في الثاني من ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بدعوة من الولايات المتحدة الأمريكية، ولم تنصّ بيانات بروكسل والبيت الأبيض حينها على تنفيذ جوهر القرار الدولي 2254، والمتعلّق بتشكيل هيئة حاكمة انتقالية، واقتصر على التعبير عن الحاجة إلى ممارسة ضغوط مسبقة بشأن إدخال المساعدات الإنسانية إلى سوريا عبر منافذ حدودية.

اقرأ أيضاً: تصريحات روسية جديدة حول السلاح "النووي" والحرب العالمية الثالثة

شاهد إصداراتنا: