الخميس 04 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

تكتيكات تقليدية

هكذا يسعى نظام الأسد للوصول إلى معرّة النعمان بإدلب

20 ديسمبر 2019، 07:13 م
قوات النظام تقصف بالمدفعية مواقع الثوار في إدلب
قوات النظام تقصف بالمدفعية مواقع الثوار في إدلب

مركز جسور للدراسات

مركز أبحاث تأسس في ‏١ يناير ٢٠١٦‏ لتحليل الأحداث السياسية في سوريا والشرق الأوسط

20 ديسمبر 2019 . الساعة 07:13 م

تحاول ميليشيات الأسد الوصول إلى مدينة معرة النعمان جنوبي إدلب شمالي سوريا والسيطرة عليها، بما يؤدي بطبيعة الحال لتطويق نقطة المراقبة التركية في الصرمان أو معر حطاط أَو كليهما.

مستفيدة من غياب أي ردّ فعل من جانب تركيا حين محاصرة نقطة مورك شمالي حماة سابقاً، وكذلك عدم تقويض العملية السياسية في أستانا إثر انهيار وقف إطلاق النار حين بدأ الاجتياح البري في أيار/ مايو 2019 في إطار الحملة العسكرية الثالثة.

في الواقع، تتبع قوات النظام السوري وروسيا استراتيجية عسكرية تقليدية من أجل تحقيق هدفها في الوصول إلى معرّة النعمان في إطار الحملة العسكرية الرابعة، كما هو مبيّن أدناه:

1. سياسة الأرض المحروقة التي تهدف لقطع خطوط الإمداد العسكرية، وبثّ الذعر بين السكان المحليين للضغط على فصائل الثوار وتركيا.

2. القضم البطيء، في ظل صعوبة سيطرة ميليشيات الأسد على المنطقة العازلة دفعة واحدة، وهذا ما يُفسر إعلان روسيا لهدنة أحادية الجانب في نهاية آب/ أغسطس 2019، فمن العسير تحمّل التكاليف البشرية والعسكرية والاقتصادية للمعركة دون إعادة ترتيب الأوراق مجدداً.

3. السيطرة على التلال الحاكمة لتسهيل انهيار دفاعات فصائل المعارضة، وفي حال تعذّر الوصول إلى تلك المرتفعات تبادر قوات النظام السوري لفتح محور أو محاور مشاغلة في مناطق سهليّة.

4. الاعتماد على أسلوب (التطويق) أو فكي الكماشة في السيطرة على مساحات واسعة لتقليل التكلفة المفترضة، فمن المتوقّع أن تصل قوات النظام السوري إلى معرّة النعمان عبر محورين الأوّل يمتد إمّا شمال أو جنوب نقطة المراقبة في الصرمان والثاني إما غرب أو شرق نقطة المراقبة في معر حطاط.

5. الاعتماد على الهجمات الليليّة من أجل تحقيق خرق في دفاعات فصائل المعارضة، حيث أثبتت الحملة العسكرية الثالثة صعوبة ذلك خلال العمليات القتالية في وضح النهار.

6. تفتيت واستنزاف القوّة الدفاعية لفصائل الثوار، عبر تنفيذ ضربات متكررة وعنيفة ينفّذها النسق الهجومي الأول المكوّن غالباً من مجموعات المصالحات والميليشيات غير الاحترافية، لحين تنفيذ الهجوم الثاني عبر الأنساق الأخرى والتي قد تكون القوات الخاصة الروسية إحداها إلى جانب الميليشيات الإيرانية غير المحلية مثل حزب الله وفاطميون وغيرهم.

وتشهد محافظة إدلب ومحيطها تصعيداً عسكرياً كبيراً في إطار الحملة العسكرية الرابعة لنظام الأسد بدعم جوي وبري من روسيا وإيران، منذ نهاية تشرين الأول/ أكتوبر 2019، عبر قصف عنيف شمل أكثر من أربعين موقعاً، في حين بدأت العمليات القتالية في منتصف تشرين الثاني/ نوفمبر الفائت.

وحتى نهاية تشرين الثاني، استطاع نظام الأسد السيطرة على سبعة مواقع شرق مدينة معرّة النعمان قبل أن يضطر للانسحاب من أحدها، نتيجة القوة الدفاعية التي أبدتها فصائل المعارضة.

في الواقع، يهدف النظام السوري وحلفاؤه من استئناف العمليات القتالية في إدلب، لدفع تركيا وفصائل الثوار إلى تقديم تنازلات عسكرية أو سياسية في إطار تطبيق اتفاق سوتشي (2018)، بما يؤدي إلى فتح الطرق الدولية والمعابر الحدودية وكذلك الاستمرار في تقويض خيارات المعارضة سياسياً وعسكرياً.

وبات واضحاً أنّ روسيا تلجأ إلى السبل العسكرية لتحقيق أو فرض أهدافها بعد إخفاق أو عدم جدوى وبطء السبل الدبلوماسية في ذلك، لا سيما وأنّها مستعجلة لتحويل الانتصارات العسكرية التي حققتها منذ عام 2017 إلى إنجاز ونجاح سياسي.

وحدة التحليل والتفكير - مركز جسور للدراسات