السبت 06 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

درغام الخلف الحوران لـ"آرام": نظام الأسد وراء التشهير بي وهذه حكايتي

25 مايو 2022، 11:39 م
المقدّم درغام الخلف الحوران في إسطنبول 25 أيار 2022 - آرام
المقدّم درغام الخلف الحوران في إسطنبول 25 أيار 2022 - آرام

آرام – عائشة صبري

بعد تداول تسجيل مصوّر في العاشر من الشهر الجاري، يظهر فيه أحد الضباط المنشقين عن نظام الأسد وهو يعمل بجمع "النايلون" من حاويات القمامة من أجل تأمين معيشته في مدينة قيصري التركية، وصل المقدّم درغام الخلف الحوران، يوم أمس الثلاثاء، إلى مدينة إسطنبول.

وذلك بدعوة من رجل الأعمال السوري عبد الله الحمصي، الذي عرض عليه وظيفة في مكتبه الخاص تليق به وبرتبته العسكرية، وحول مجريات حياة الضابط المنشق وكيفية انتشار تسجيله المصوّر الأخير ورأيه بعرض الوظيفة عليه، أجرت شبكة "آرام" معه الحوار التالي:

  • حدثنا عن بداية انشقاقك عن النظام؟

بدايةً كنتُ أتعامل مع ثوار أصدقاء لي في مدينة حلب قبل انشقاقي حيث كنتُ في مطار حميميم بريف اللاذقية وانتقلت لمطار كويرس بريف حلب، ولم أنفّذ طلعات جوّية منذ عام 2010، وبقيت على رأس عملي لغاية اعتقال صديقي المقرّب "فراس" من قبل المخابرات الجوّية، لذلك اتجهت لمناطق سيطرة الثوار في حلب ومعي الرقيب أول "أبو صدام" الذي انشق في تلك الأثناء نهاية العام 2012.

ومكثتُ لمدّة شهر مع أحد ألوية الجيش الحر، ثم عملت لفترة مع "أمن الثورة"، بعدها عملت لنحو شهرين مع لواء آخر، لكن لم يعجبني الوضع العسكري حينذاك فهو يفتقد للتنظيم، بعدها آثرت الجلوس في منزلي في حي الصاخور الذي سيطر عليه الجيش الحر في تموز/يوليو 2012، لغاية أيار/مايو من العام 2014 ونعيش على ما تبقى من نقود وذهب لعائلتي أيضاً بعتُ مسدسي الشخصي، وكان عملي تأمين الانشقاق للعناصر والضباط من جيش الأسد ومنهم من آويته في منزلي.

  • متى وصلت تركيا وكيف كانت أحوالك المعيشية؟

عندما ازداد القصف على حي الصاخور، طلبت من زوجتي الذهاب لمنزل أهلها في حلب، وذهبت إلى تركيا بمفردي إلى مخيم الضباط جنوب تركيا كوني على اطلاع تأمين ضباط من قبلي، لكن لم يتم تأمين سكن لي وأغلقت الأبواب في وجهي، فاستأجرت غرفة مخصصة للفحم في مدينة غازي عنتاب بقيمة 200 ليرة تركية، وجاءت أمي من ريف إدلب لتعيش معي.

حاولت تأمين عمل، لكن عمري بالأربعين أعاق إيجاد عمل مناسب، فلم أجد سوى العمل في مزرعة لتربية الماعز قرب مدينة أزمير، هناك واجهتني عمليات التفتيش التي تتطلب أوراقاً ثبوتية والتي أفتقدها بسبب انشقاقي ما دفعني لترك هذا العمل، وعدتُ للغرفة في غازي عنتاب، حينها كانت زوجتي حاملاً، إذ وصلت عنتاب في الشهر التاسع من عام 2014، وذلك بعد وصولي في الشهر الخامس، ولدي أربعة أولاد أكبرهم في الصف الخامس ابتدائي وأصغرهم عمره ثلاث سنوات ونصف العام.

بعد وصول زوجتي، كان طلبي تأمين كرفانة في مخيم أسكن فيها مع عائلتي، فذهبتُ لرئيس الائتلاف الوطني كان حينها هادي البحرة، ووزير الدفاع بالحكومة السورية المؤقتة اللواء محمد نور خلوف.. أخبروني يجب رفع كتاب بطلبي، بعدها اتصلت بهم فأخبروني "نحن لاجئون مثلنا مثلك ولا نستطيع مساعدتك..."، حتى توصلتُ لأحد أصدقاء الدراسة فساعدني بتأمين كرفانة في مخيم كلس2، حيث أقمنا هناك منذ نهاية العام 2014 حتى الشهر السابع من العام الماضي 2021.

وحينها عملتْ زوجتي بشهادتها (خريجة كلية التربية) كمدرّسة في المخيم مع راتب للعائلة من المخيم قدره 300 ليرة تركية شهرياً، وحصلت على الجنسية التركية، والأتراك ساعدوني بأن أبقى في المخيم رغم حصولي على الجنسية. لكن بعد توقف عمل زوجتي في مدرسة المخيم بسبب توقيف عمل المعلمين السوريين عن التعليم في تركيا منتصف العام 2021 الماضي.

اضطررتُ للبحث عن عمل فاستأجرت منزلاً في مدينة قيصري وساعدني الناس بالأثاث المنزلي، ووجدتُ عملاً في جلي الأواني بأحد المطاعم لمدة 12 ساعة براتب قدره ثلاثة آلاف ليرة تركية، لكن المطعم توقف بسبب بيعه، لأعمل بعدها في كافتيريا "الباتروس" كعامل منظفات مقابل يومية قدرها 120 ليرة تركية بدوام 12 ساعة من الواحدة ظهراً حتى الواحدة ليلاً.

وبعد انصرافي كنتُ أحمل كيساً، وأبحث عن البلاستيك في حاويات القمامة حيث المصروف في تركيا مرتفع جداً ولا يكفي ما أجنيه من نقود يومية.. بعدها تركتُ العمل في الكافيتريا بسبب خلاف مع أصحاب العمل، فقررت العمل في جمع النايلون عبر عربة أطفال قديمة حيث أقسّم فيها المواد التي أجمعها بأكياس منفصلة (كرتون، بلاستيك) وذلك من الساعة الخامسة فجراً حتى التاسعة مساءً.

  • كيف انتشر مقطع عملك في جمع البلاستيك، وكيف كانت نتائج نشره؟

إنَّ أمي تعيش في مدينة دبي الإماراتية عند شقيقي لكنّه على خلاف معي بسبب تأييده لنظام الأسد وانحيازي لصفوف الثورة، وعند طلبي لأمي السبعينية التي أنهكها المرض بأن تعود للعيش معي في تركيا بعد فراقنا منذ العام 2015، طلب أخي مني مبلغاً قدره 800 دولار من أجل تجديد جواز السفر في سفارة النظام بالإمارات، فأخبرته: ألا تصدقني لا أمتلك مالاً واضطررت للعمل الشاق في جمع النايلون من حاويات القمامة، (وهو آخذ نظرة عنّي أنّي قبضت ثمن انشقاقي كونه من مؤيدي النظام).

لذلك، قمتُُ بتصوير نفسي مع عربة القمامة كي يصدقني، لكن -للأسف- بدلاً من تعاطفه معي نشر المقطع وكتب عليه بما معناه: "أخي لأنَّه خائن للوطن حاله يبيع قمامة في تركيا هذا حال من يخون وطنه"، وذلك بهدف تشويه صورة الثورة السورية عبر وسائل الإعلام وتشميت المؤيدين بالمنشقين عن النظام.

بعدها تداولته وسائل الإعلام التابعة للمعارضة السورية، وهنا أثبت الشعب السوري طيبته وثوريته عبر تضامنه الكبير معي، حيث تواصل معي الكثير من الناس، وعلى رأسهم قائد لواء المهام السرية أبو زهير الشامي، ورجل الأعمال عبد الله الحمصي الذي عرض علي العمل معه كمراقب دوام في مكتبه بإسطنبول مقابل راتب شهري قدره عشرة آلاف ليرة تركية، لكنّي لم أقبله لأنّي شعرت بنفسي عالة عليه، ويُحاول مساعدتي بتجديد جواز السفر لأمي، وحالياً كلّ ما أرجوه هو وصول أمي خاصة أنَّها تعاني جداً من معاملة أخي السيئة لها، لدرجة طلب منها أجار المنزل ألف دولار وقامت الشرطة هناك بتوقيعه تعهداً كي لا يتعرّض لها.

أخيراً.. في محنتي اكتشفتُ حبّ السوريين لبعضهم وهم شعب أرقى من أن يعاقبوا بنظام مجرم ومعارضة فاسدة تحكمهم وذل معيشة يلاحقهم أينما كانوا من أجل مطالبتهم بالحرية من عبودية بشار الأسد، أشكر كلّ من وقف معي لا سيّما الإعلامي أحمد النجار وأبو محمود الأبرش، وأنوّه إلى أنَّ عبد الله الحمصي له أعمال خيرية كثيرة لا يفصح عنها لكنّه صرّح عنّي ليرد على ادعاءات النظام حولي.

  • من هو المقدّم درغام الخلف الحوران؟

أنحدر من مدينة حلب مواليد 1973، تحصيلي العلمي شهادة بكالوريا علمي وبها تطوّعت بجيش النظام السوري، بعدها تخرّجت من معهد الملاحة الجوية وكنت ضابطاً طيّار، ثم أكملت دراستي ودخلت كلية الحقوق في حلب، لكن لم أتخرّج منها حيث تركت الدراسة عند وصولي للسنة الرابعة بسبب انشقاقي وانحيازي لصفوف الثورة، ورغم الضائقة المادية التي عشتها في تركيا، لكن بالنسبة لي أبداً غير نادم على الانشقاق فأيّ مهنة حتى لو كانت في جمع القمامة أو في التنظيف والصرف الصحي هي أشرف من قتل أبناء الشعب السوري ظلماً وعدواناً.

من جانبه، نشر عبد الله الحمصي على صفحته في فيسبوك صورة تجمعه مع المقدم درغام، وكتب: "علينا دعم جميع أحرار وخاصة الضباط الشرفاء المنشقين، والذين تم تحييدهم والذين صعد على أكتافهم الفاسدون، تم تأمين عمل للمقدّم درغام الخلف الحوران.. مثل هذه الشخصيات العسكرية الشريفة يجب أن ندعهما بقوّة وبشكل علني".

وأشار في تعليق إلى أنَّ شماتة أعداء الثورة السورية والفاسدين وعملاء النظام بالمقدّم المنشق، دعتني لنشر ما قمت به، حتى لا تضيع النخوة وحتى لا تفقد الناس الشرفاء الأمل بالثورة السورية، ولمنع المتسلقين واللصوص من الجمعيات الخيرية وغيرها من التسلق على حساب المقدم المنشق وسرقت تبرعات باسمه كما حصل في العديد من المواقف المشابه، وحتى يكون عملي هذا تشجيع لباقي رجال الأعمال السوريين الأحرار منهم لمساعدة جميع شرفاء الثورة السورية.

كذلك نشر أبو زهير الشامي خبر وصول المقدم إلى اسطنبول وتأمين عمل يليق به.

اقرأ أيضاً: