الأحد 05 مايو 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.92 ليرة تركية / يورو
40.78 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.89 ليرة تركية / ريال قطري
8.62 ليرة تركية / الريال السعودي
32.35 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.92
جنيه إسترليني 40.78
ريال قطري 8.89
الريال السعودي 8.62
دولار أمريكي 32.35
...

ماذا لو اختفت موسكو؟

10 يونيو 2022، 02:26 م

ماذا لو أفاق العالم فجأة واكتشف أن موسكو قُصفت ولم تعد موجودة؟

عبر التاريخ، لعبت روسيا في كل عصر الدور الفعال والإيجابي في تشكيل نظام عالمي متعدد الأقطاب، بل إنها كانت تؤثر بشكل غير مباشر على سياسات العديد من دول العالم في نهضة شعوبهم وتطورهم.

ستسطو أميركا بشكل مباشر وعلني على الشرق الأوسط، ولا ننسى أن أميركا مَن تورد الأسلحة إلى كل دول العالم وتخلق الأسباب لاستعمالها ضدهم، وتجعل الشعوب يتناحرون وينشبون الحروب ويتقاتل الشعوب مع بعضها البعض والمستفيد الأول والأخير هي أمريكا.

بالتأكيد سينقطع الإنترنت وستتوقف الأقمار الصناعية وأسواق البورصة، وسيفتقد كل المواطنين في العالم أنواع من الدواء وبعض المعدات الطبية وأجهزة الأشعة وغرف العمليات والقمح والخبز، وحتى السلاح الذي يقتل به بعضنا بعضاً.

سوف تختفي المعونات الأمريكية والتي تستحكم بها أمريكا أبدان العالم في كل القارات والشعوب التي تتلقى المعونات الغذائية، ولن تضطر لإمداد الدول بهذه المعونات بعد اليوم لتسيطر عليهم وتحكم بقبضة من حديد.

سوف ينتشر في الإنترنت في كل أنحاء العالم شبكة "معلومات زائفة" والتي تُساهم في نشر الأفكار والحرية الزائفين، ولتستطيع أمريكا إسقاط أي حكومة تخالف سياستها بتحريض شعب هذه الدول على حكوماتهم.

سنرى أن الولايات المتحدة مُحرك أساسي للأحداث الكبرى على العلن بعدما كانت في الخفاء تتحكم، سواء بالفعل أو الامتناع عن الفعل من حروب وجرائم وفقر وبطالة ونزاعات داخلية وطائفية، فمن كان عائق (موسكو) بوجه أمريكا على إثارة الفتن والحروب اختفت.

سَتهيمن الأمريكية بشكل فعلي على جميع الممرات البحرية العالمية، وهذه الممرات هي المعبر الرئيسي للتجارة الدولية في المواد الخام والطاقة والغذاء وعندها تسيطر على غذاء جميع دول العالم، سيصبح العالم مستعمرة تحت حكم الأميركيين. هذا الاقتصاد العالمي القائم على التجارة الحرة هو أيضاً صنيعة الولايات المتحدة لحماية مصلحتها فقط.

سيحارب الأميركيون كل تقارب عربي بشتى الوسائل ويعمّقون العصبية والقبلية والعنصرية، وها هم نراهم في يومنا هذا يعملون بكل الوسائل لإبراز المذهبية، بل والأهم هو زرع عدم الثقة بين الشعوب والحكومات.

ولعل الاتحاد السوفيتي مثل علني على ما بذله العالم المدعي الحضارة لتفكيكه، وقد نجح وسلخ منه دولاً أصبحت عبئاً اقتصادياً على نفسها وعلى من أوجدها، فكم دولة ستنقسم إلى أقسام وأجزاء مبعثرة لكي لاتقوى على مجابهة أمريكا وحلفائها.

وتعد روسيا من أكبر مصدّري المواد الأوليّة في العالم، وتحتل المرتبة الأولى كالمُصدر العالمي للقمح، ويُشحن ما يقرب مجموعه 32.9 مليون طن من القمح، أو ما يعادل %18 من حصة الشحنات العالمية، فإن اختفاء روسيا سيؤدي الى ارتفاع الأسعار بشكل كبير. 

ومن المعروف للجميع أن الدول العربية والإفريقية من أكبر المستوردين للقمح من روسيا، فستهدد هذه الدول أزمة غذاء مجاعة لم يسبق أن حدثت في التاريخ القديم ولاحتى المعاصر، وستسيطر على هذه البلدان الجرائم والقتل والنزاعات الداخلية من أجل تأمين رغيف الخبز فقط.

وأيضاً تنتج روسيا معدن النيكل الذي يستخدم في صناعة البطاريات، ولا سيّما تلك المستخدمة في السيارات الإلكترونية والهجينة، كما يُستعمل النيكل في صناعة العملات المعدنية.

إختفاء روسيا يعني كوارث و مخاطر في ارتفاع أسعار البطاريات ويزيد كلفة الاستثمار في الطاقة المتجددة التي يروّج لها الغرب.
والدول الأكثر تأثراً في هذه الحال، هي الدول الأوروبية التي تعتمد خططها بشكل كبير على التحوّل من مصادر الطاقة التقليدية إلى المتجددة.

فَروسيا تحظى بأعلى حصّة من صادرات «البلاديوم» في العالم تبلغ 19.9%. وتنتج روسيا الألمنيوم الخام وتصدّره، ويستخدم هذا المعدن في صناعة العديد من أمزجة المعادن (Alloys) التي تستخدم في صناعة السيارات وغيرها، سواء في أوروبا أو في أمريكا وكوريا واليابان أيضاً.

وكذلك، فإن روسيا تصدّر الفحم الحجري، المورد الأقدم لإنتاج الطاقة، فهي ثالث أكبر مصدّر للفحم في العالم بحصّة 13.8%، وبما أن البديل الأقل كلفة للغاز الروسي، بالنسبة إلى أوروبا، هو الفحم، سيكون من الصعب على الدول الأوروبية استبدال الفحم بأية مورد، لأن روسيا مصدّر كبير للغاز والفحم الحجري، ومن الصعب تعويض إنتاجها في السوق.

وتمتلك روسيا أكبر مخزون للأسلحة النووية في العالم، والرادع الأكبر لإستخدام الولايات المتحدة الاميركية للسلاح النووي ضد أي دولة لاتلتزم بسياستها وقراراتها ولا سيما الدول العربية، إذا اختفت روسيا فستهدد أمريكا وستستخدم السلاح النووي ضد العرب من دون أي تردد، وعندها سيصبح العرب عبيداً لدى الأمريكيين. 

فليس هناك قوة واحدة قادرة على أن تملأ مكانة روسيا

  • هل سيكون هناك قوى بديلة عن موسكو تلعب نفس الدور؟
  • هل سيصبح العالم أفضل أم أسوأ فى غياب موسكو؟