الأحد 05 مايو 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.92 ليرة تركية / يورو
40.78 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.89 ليرة تركية / ريال قطري
8.62 ليرة تركية / الريال السعودي
32.35 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.92
جنيه إسترليني 40.78
ريال قطري 8.89
الريال السعودي 8.62
دولار أمريكي 32.35

الإعداد لمعارك الغد

11 يونيو 2022، 10:58 م
الإعداد لمعارك الغد

مرهف الزعبي

كاتب سوري

11 يونيو 2022 . الساعة 10:58 م

إنَّ الثورة السورية هي مرحلة مفصلية في تاريخ الثورات والحروب الحديثة، وهي أحد أهم أركان، وركائز الشرق الأوسط. لهذا تآمر على إفشالها كلّ تجار السلاح، والدماء في العالم.

وفي خضم ما يجري في سوريا، وما يُحاك ضد الثورة؛ يجب أن يتصدّى الثوار للمؤامرات، والمخططات القذرة التي وصفوها بالكارثية. حيكت ضدهم، وضد ثورتهم، ودولتهم بأصابع أجهزة مخابراتية دولية، وبمباركات إقليمية، وتُنفذ بأدوات تشغيليةٍ، محلية.

وأن يَعُدَّ السوريون الأحرار بمشاركة النخب الثورية الشريفة؛ برنامجاً ثورياً آنياً ومستقبلياً، لمواجهة هذه المخططات، والسعي لإفشالها، ولتحضير ما يلزم أثناء، وبُعيد التحرير، والخروج من الحالة الستاتيكية التي كبَّلت الثورة طيلة عقد من الزمن إلى حالة دينامية ممارسةً، وتطبيقاً لكلّ ما يتوافق عليه الثوار، لتحصين الثورة من الاختراقات، وقطع الطريق على الفوضويين، والجواسيس، والخونة لاحقاً.

يتجلى عملنا الثوري الآني على رفع الروح المعنوية، وزرع الأمل، وشدُّ العزائم عند الثوار، وحاضنتهم، لأنّه سلاحٌ يرفع هممهم نحو النصر، فيتلقياه القلب، والروح بشغفٍ، ويؤثر في نفس الإنسان وجسده، بوجود إيمانٍ، وعقيدةٍ راسختين بالنصر في قلوب الثوار، فهذا سلاح ما قبل المعارك.

وهو لا يقل تأثيراً، وتحقيقاً للأهداف عن أنواع الأسلحة العسكرية التقليدية، خاصةً إذا كانت الروح المعنوية عالية، وتفوق الانهيار النفسي الذي يبثّه الأعداء في صفوف الثوار، وبنفس الوقت التصدّي للحروب النفسية، فهي أيضاً لا تقلُّ فتكاً بنا جميعاً إن آمنا بها عندما نتلقاها.

 كما يكمن نشاطنا بالقيام على جمع شمل المخلصين، والشرفاء المتجانسين فكراً، وهدفاً، والمؤثرين في القرار السوري، بعد تزكيتهم من قبل الحاضن الثوري، وتنشيط واجباتهم من جديد، وتأمين البيئة الآمنة لعودة من تهجَّر من سوريا لحمايتهم من أذيال المخابرات الخارجية، وعملاء الجولاني التابع لأفرع المجرم بشار الأسد والذين سعوا إلى تهجير من بقي حياً، ونجى من اعتقالٍ، أو اغتيال، لتأخذ هذه النخب دورها في القيام بواجباتها الثورية التي هي عبارة عن تقديم الخدمات، والتضحيات كما كانت في بداية الثورة، والابتعاد عن المحصصات جغرافياً، وعشائرياً، وعائلياً، وتحزبياً.

فالتجمّعات الثورية التي تضمّ أشخاصاً يحملون أيديولوجيات متباينة، أو ينادون بتمثيل مناطقي، أو عشائري، أو إثني، أو عائلي دونما إخلاص، أو تضحيات للثورة لم ينتجوا قيادة موحدة، ولا حتى إدارة مدنية، أو سياسية مستقلة، ولم يستمروا أيضاً حتى بتجمعاتهم، بل فشلوا بكلّ ما يصبو لتحقيق آمال الشعب السوري، وتحقيق أهداف ثورته كلها.

إنَّ أيّ تباين في الجسم الثوري الواحد يؤدي إلى إضعافه، وإفشاله، وصولاً إلى تقسيمه.. ناهيك عن انعدام ثقة الحاضن الثوري بمن منحوهم الثقة، والتمثيل، والقرار نتيجة الإخفاقات التي قد تلحق بهم، فالنخب الثورية المتجانسة ستكون موحَّدة، ومتماسكة، وكتلة صلبة من ذات الفكر، والرؤى، والتطلع، والأهداف.

عندها تُترجم قوّة الثورة، وشرعيتها بمدى ما يقدمه أبنائها، وثوارها في الدرجة الأولى من إجماع، وانسجام، وتفاهم يقود إلى تنظيمٍ، وإدارةٍ، وتمثيلٍ واحدٍ، وتضحياتٍ، لتكون هذه الخطوة أحد ركائز العدة لمعارك تحرير الغد.

اقرأ أيضاً للكاتب: