السبت 04 مايو 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.92 ليرة تركية / يورو
40.78 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.89 ليرة تركية / ريال قطري
8.62 ليرة تركية / الريال السعودي
32.35 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.92
جنيه إسترليني 40.78
ريال قطري 8.89
الريال السعودي 8.62
دولار أمريكي 32.35

المؤامرات على الثورة السورية

26 مايو 2022، 04:53 م
المؤامرات على الثورة السورية

مرهف الزعبي

كاتب سوري

26 مايو 2022 . الساعة 04:53 م

 نحن نعترف بأننا مجموعات ثورية سياسية، وعسكرية، وإعلامية صغيرة، وغير منظمون. لكننا لسنا ضعفاء، بل أقوياء، نواجه كافة المؤامرات، والمخططات، ونسعى لإفشالها، ولكسر قيود الارتهان، والتبعية. وصحيح أننا متناثرون جغرافياً، لكننا متوافقون على أهداف الثورة توحدنا دماء شهدائنا، وتضحيات شبابنا، وآمال أبنائنا.

فلا زلنا نؤمن كثوار أنَّ كل ما حصل للسوريين، وثورتهم من كوارثٍ كان مدروساً، وممنهجاً منذ انطلاقة الثورة عبر المستويات الثلاثة السياسية، والعسكرية، والإنسانية صنعته دول، وأجهزة مخابرات يساعدهم في تنفيذ ذلك بعض الجواسيس الذين قاموا بزرعهم في صفوف الثورة، وأوكلوهم تنفيذ ما يُطلب إليهم من مخططات، ومؤامرات. ولم يكن عجزاً من المجتمع الدولي، ومنظمته الأممية لتقديم العون، والدعم اللازمين لتحقيق إرادة، ورغبة الشعب السوري لإسقاط حكم عائلة الأسد منذ نصف قرن من احتلال الأخير للسلطة في دمشق.

ليؤل الأمر في النهاية إلى التهجيرة السورية، والتغييرة الديمغرافية، وتقسيم الدولة. ولن ينتهي الأمر عند هذه الأخيرة فحسب، بل ستشهد دول مجاورة حالات تقسيم، وإعادة تموضعات، وإنشاء كيانات جديدة للإثينيات، والديانات، والمذاهب. وستكون الأوفر حظاً الشيعة كدولة داخليِّة مغلقة، والنصيريون بدولتهم الساحلية، يليهم الأكراد، ومن ثم باقي الطوائف.

ويبقى الخاسر الوحيد هم المسلمون السُّنة في دولة مغلقة قد لا يكون مستقبلهم أفضل مما حدث لعوائل داعش في مخيم الباغوز (شرق دير الزور) إن لم يتصدَّوا للمؤامرات، ويثوروا على الخائنين، ويصحوا من التضليل، والخداع الذي يتحفهم به خصوم الثورة، وأعدائها محاولين ثنيهم عن مواقفهم، ومبادئهم من أجل الاستسلام لسياسة الأمر الواقع. خاصةً؛ أنَّ دماء الثوار، وذويهم رخيصةً. وفاتورة دمهم، وأرواحهم كبيرةً.

ولم يعد يخفى على أحد من عامة السوريين، ونخبهم أنَّ المجتمع الدولي بمختلف تياراته، وأيديولوجياته تحالف لضرب الثورة في سوريا. فعقد اتفاقيات بينية للتضييق على النخب الثورية التي تحارب الفساد، والتخاذل، والذل، والخنوع، وتحاول إسقاط المؤامرات، وتكسر جدران الخوف، وتحث على الاستمرارية في الثورة مهما بلغت التضحيات.

وتُثبِّت الموقف الثوري، وتستمر بمتابعة، وإسقاط مفرزات الرياض2، وهيئتها، وتأسيسها لمؤتمر سوتشي. وإفشال كل من ردات فعل هذه الأخيرة، ودستورها، ومسار أستانا؛ وتحجيم القتال، وإيقاف معارك التحرير عبر مناطق خفض التصعيد. كما يجب العمل قضائياً على نزع الشرعية لكل من خذل الثورة، هياكل، وأشخاص. والمحاسبة القانونية لكل من يحيد عن مسار الثورة، وأهدافها، وتشكيل محاكم لكل من تواطئ مع أعداء الثورة، وغلَّب مصالح دول، وأجهزة، وهياكل، وأفراد على المصلحة الثورية العامة.

فبعد أكثر من عقدٍ من عمر الثورة تحريرٍ، وصمودٍ، واستمرارٍ رغم التضييق، والحرمان، والحرب على نخبها؛ تشكَّل إيمانٌ قوي، ورؤيةٌ عميقة عند الحاضن الثوري بأننا نقوى يوماً بعد يوم، وخاصةً عندما تسقط الأقنعة تباعاً. وأننا عازمون على جمع نخب الثورة الذين قدَّموا التضحيات، ولا زالوا مستمرين بنشاطهم الثوري. والتمهيد للتحضير لمعارك الغد.

وهنا يجب التذكير بقول عبد الرحمن بن خلدون منذ قرون عدة في كتابه (المقدمة) عن أنَّ إرادة الشعوب المستضعفة تبقى أقوى من بطش السلطان وجبروته. وما تحدث عنه كلاوز فيتير في كتابه (عن الحرب) منذ عقود عن المعارك ما بين الجيوش الجرارة، وحروب الشوارع تبقى حقائق ثابتة وإن طال عليها الزمن. وكلاهما يؤكد أن المنتصر هو الشعب الذي يمتلك الإرادة القوية، والعزيمة الصلبة، عبر حروب الشوارع بأسلحة خفيفة، ومتوسطة.

وأختم برسالتي إلى أخوتي الثوار بأن يحافظوا على أسلحتهم، وذخائرهم. وأن لا يقوموا بتسليمها لأحد. فلا توجد جهة أمينة عليه في الكون كله. فقد تكون الخطوة اللاحقة بعد إتمام ترسيم الدويلات عبر حفر الخنادق، هو سحب السلاح الفردي، واعتقال كل من سيقاوم مشروعي التقسيم، والتوطين.

اقرأ أيضاً: