هناك حرب عالمية جديدة تلوح في الأفق، وتوشك القوى العالمية على الوقوع فيها بسبب روسيا، وسط صراع بين سياسة أمريكية ضعيفة قد تكون جزءاً من تراجع استراتيجي شامل في المنطقة، ونفوذ روسي متزايد مع حليفه القديم بيلاروسيا.

فهل ستضطر موسكو لاتباع سياسة الوحدة بين كييف وموسكو ؟

أم ستكرر أخطاء الماضي بالحرب والخسائر الفادحة؟

سياسة الوحدة مع كييف مبادرة دبلوماسية روسية سرية ولكن  هناك رفض قطعي أوكراني، وتفضيلهم لحرب شاملة تقع على عاتق الجميع بخسائر هائلة.
وحتى هذه اللحظة لا يعلم أحد الحقيقة، ولكن أياً كان السبب، فإن هذه التحركات على الحدود الآن تكشف العلاقة المعقدة بين موسكو وكييف على مر العصور .
وإن الحاجة الروسية للحدود الجنوبية الأوكراني كمنفذ واسع على البحر الأسود يشكل تهديداً خلال أي حرب قادمة، بينما تستفيد الأخيرة من تلافي خسائر حرب طاحنة. 

وخلال هذه الأزمة، أعلنت موسكو أنهم يحاولون الحفاظ على أمنهم القومي من أنشطة الغرب الخبيثة، ولكن ومع تطور الأحداث، أصبح واضحاً أن الأهداف تغيرت، حيث تعمل موسكو بجهد على عدم انضمام أوكرانيا للغرب، وبالتالي عزلة بلاده في المنطقة، وتفوق الأميركي منافسه الإقليمي في هذا الوقت، وخوفاً من تحول أوكرانيا إلى معسكر آخر بعيد عن الاتحاد السوفييتي.

فيجب أن تلجأ روسيا في هذا الوقت الى الوحدة الروسية الأوكرانية، ولا ترتكب نفس الخطأ مرتين"، عليها الأخذ بزمام المبادرة وعدم الانجرار في إدخال قواتها الى أوكرانيا، وتدعيم النظام الانفصالي الداخلي، وذلك فقط لتأمين المصالح الاستراتيجية الروسية في القارة الأوروبية.

ربما يؤدي دخول بوتين إلى كييف، إلى شيء أقرب لفوز موسكو  بتوسيع الاتحاد السوفيتي المفاجئ من النفوذ في أواخر 1950، والذي صاحبه تصدع في السياسة الخارجية..

بعد 50 عاماً من الآن، قد يحدد المؤرخون ما إذا كان عام 2022 هو بداية إنهيار حكم بوتين في روسيا أم إنهيار الهيمنة الاميركية ع دول العالم.