الخميس 18 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

التكبير وأحكامه في العشر من ذي الحجة وأيام التشريق

06 يوليو 2022، 07:28 م
التكبير وأحكامه في العشر من ذي الحجة وأيام التشريق

فواز القباطي

كاتب وباحث يمني

06 يوليو 2022 . الساعة 07:28 م

الحمد لله وحده والصلاة والسلام  على من لا نبي بعده وبعد:

1 أجر إحياء السنة:

إن التكبير في العشر الأوائل من ذي الحجة وأيام التشريق ورفع الصوت به من السنن الذي عليه الصحابة وهدي سلف الأمة، إلا أنه في عصرنا من السنن  المهجورة، والأجر عظيم في إحياء هذه السنة وقد ورد في السنة النبوية ما يدل على حصول الأجر العظيم لمن أحيا السنن ونشرها، ومن ذلك ما رواه الإمام الترمذي وحسنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لبلال بن الحارث رضي الله عنه: (مَنْ أحْيا سُنَّةً من سُنَّتِي قدْ أُمِيتَتْ بَعدِي فإنَّ لهُ من الأجرِ مِثلَ مَنْ عَمِلَ بِها من غَيرِ أنْ يَنْقُصَ من أُجُورِهِمْ شيءٌ ومَنِ ابْتدَعَ بِدعةً ضَلالَةً لا يَرْضَاها اللهُ ورسولُهُ كان عليه مِثلُ آثامِ مَن عَمِلَ بِها لا يُنقِصُ ذلِك من أوزارِ الناسِ شيئًا) سنن الترمذي.

ويشهد لذلك أيضاً ما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى، كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ، كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا) صحيح مسلم؛ ولذا فإننا نقصد من خلال هذا المقال  إحياء سنة التكبير التي هجرها عامة الناس  حتى ننال أجر إحياء سنة النبي صلى الله عليه وسلم وسنتكلم هنا عن سنة  التكبير نسأل الله أن يوفقنا لصالح القول والعمل فنقول وبالله التوفيق:

2 مشروعية التكبير:

إن الإكثار من التسبيح والتهليل والتحميد في هذه الأيام يعد من السنن المشروعة لقوله تعالى: (ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام) الحج ٢٨، وقال ابن عباس رضي الله عنه: الأيام المعلومات هي أيام العشر، وقاله ابن كثير في تفسيره.

وقال الله تعالى: (ويذكروا اسم الله في أيام معلومات) ، وقال جل شأنه: (واذكروا الله في أيام معدودات) البقرة ٢.٣.

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من أيام أعظم عند الله سبحانه وتعالى ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد) رواة الإمام أحمد في مسنده  وغيره.

3 وقت التكبير:

يكون التكبير من بداية  دخول شهر  ذي الحجة ويستمر  إلى  آخر أيام التشريق وهو اليوم الثالث عشر من ذي الحجة.

يكون التكبير مطلقاً: وهو المشروع في كل وقت من ليلٍ أو نهارٍ، ويبدأ بدخول شهر ذي الحجة، ويستمر إلى آخر أيام التشريق.

يكون التكبير مقيداً: وهو الذي يكون عقب الصلوات، والمختار: أنه عقب كل صلاة، أيًّا كانت، وأنه يبدأ من صبح عرفة إلى آخر أيام التشريق.

واستحب العلماء كثرة الذكر في هذه الأيام في كل وقت وحين لحديث ابن عمر رضي الله عنهما عن أحمد رحمه الله وفيه: ( فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد).

4 مكان التكبير:

يسن التكبير ويستحب في البيوت والأسواق والدور والطرق والمساجد وغيرها وسائر الأماكن،  لقوله تعالى: (وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ) البقرة ١٨٥، ولفعل الصحابة رضوان الله عليهم فقد أورد البخاري في صحيحه أن الصحابة كانوا يكبرون في السوق  وفي منى وفي المسجد، وكان ابن عمر -رضي الله عنه- يكبِّر بمنى تلك الأيام، وخلف الصلوات، وعلى فراشه، وفي مجلسه وممشاه تلك الأيام جميعاً.

 5 صيغ التكبير:

صيغ التكبير فيه سعة ومن الصيغ المستحبة أن يقول:(الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلّا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد). و (الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلّا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد). و (الله أكبر الله أكبر كبيرًا). و (الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلًا)، وغيرها.

ويجوز التكبير بغيره لما ورد عند الشافعية والمالكية؛ قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى: وإن زاد فقال: "الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلاً ، الله أكبر، ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، لا إله إلا الله وحده صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده لا إله إلا الله، والله أكبرُ"، فحسنٌ، وما زاد مع هذا من ذكرِ الله أحببتُهُ.

وبهذا يتبين أن الأمر في التكبير واسع  ويسوغ فيه الخلاف ولا إنكار فيه، وإن كان التكبير الوارد عن الصحابة أولى من غيره، ويجوز الذكر بما تيسر من أنواع التكبير والتحميد والتسبيح وسائر الأدعية المشروعة ولا يجوز التبديع أو التحامل على من أخذ بقول الشافعي وغيره، فوحدة الصف والرفق بالمصلين الذين اعتادوا على صيغ التكبير التي قال بها العلماء في العيد أولى من الإنكار.

6 سنية الجهر بالتكبير:

ويسن الجهر بالتكبير ورفع الصوت به باتفاق الأئمة الأربعة، ولا بأس من التكبير بصوت واحد، قال ابن تيمية:  لا مانع من اجتماع الناس على التكبير بصوت واحد، وقد دلت الأدلة الصحيحة على جواز ذلك، وهو من فعل الصحابة.

 قال الإمام البخاري -رحمه الله-: "كان ابن عمر وأبو هريرة -رضي الله عنهما- يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبِّران، ويكبر الناس بتكبيرهما". وقال أيضاً: "وكان عمر -رضي الله عنه- يكبِّرُ في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون، ويكبِّرُ أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيراً".

وكان ابن عمر -رضي الله عنه- يكبِّر في منى تلك الأيام، وخلف الصلوات، وعلى فراشه، وفي مجلسه وممشاه تلك الأيام جميعاً.

وبناءً على ما تقدم فالمستحب الجهر بالتكبير  للأدلة المذكورة ولفعل كثير من الصحابة ومنهم عمر وابنه عبد الله وأبي هريرة رضوان الله عليهم أجمعين وهو محل اتفاق الأئمة الأربعة.

إن الجهر بالتكبير يكون للرجال أما النساء فتسر به.

فلذلك يستحب التكبير والجهر به في هذه الأيام إحياء لسنة النبي صلى الله عليه وسلم، ألا فكبروا ليبلغ تكبيركم عنان السماء كبروا فإن الله عظيم يستحق الثناء؛ الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.

نسأله سبحانه وتعالى أن يتقبل منا صالح الأعمال والأقوال.

اقرأ أيضاً: فضائل العشر من ذي الحجة

شاهد إصداراتنا: