الثلاثاء 09 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

بعد أن سكن الترند.. رسالة مناصحة إلى شباب حركة حماس

21 يوليو 2022، 05:39 م
بعد أن سكن الترند.. رسالة مناصحة إلى شباب حركة حماس

عباس شريفة

كاتب وباحث سوري

21 يوليو 2022 . الساعة 05:39 م

أولاً: يا شباب حماس إن توهم مركزية القضية الفلسطينية دون سواها من القضايا الأخرى كالقضية السورية جهل في حركة تحرير الشعوب، فكما كانت موجات التحرر والتحرير عدوى تمتد في المحيط الجغرافي الذي تشتعل شرارته كذلك كان الاحتلال والاستبداد عدوى تمتد شرارته على كامل المحيط الجغرافي.

وحتى لو افترضنا أن قضية القدس وفلسطين هي القضية المركزية للأمة لكن ما هو مفهوم الأمة لديكم هل هي أنظمة الطغيان والاستبداد المجرمة أم الشعوب التي لم تألوا جهداً ولا نقطة دم في سبيل قضيتكم، فإن كنتم تعتقدون أن الأمة هي حكامها، فيالها من ظلمات بعضها فوق بق بعض.

وإن كنتم تعقدون أن الأمة هي شعوبها فهل تظنون أنكم بتخليكم عن قضيتهم في نيل الحرية والكرامة سيكونون عوناً لكم في فك القيود عن فلسطين والاقصى وهل كان الشيخ السوري عز الدين القسام يرى فرقاً بين الاحتلال الفرنسي لسورية والاحتلال الصهيوني لفلسطين عندما حمل بارودته من جبلة إلى حيفا لقتال الصهاينة.

ثانياً: يا شباب حماس إن الرصيد الأخلاقي لحركات التحرر في العالم هو الرصيد الأهم الذي يجد التمسك به والحرص عليه من النفاد وساعة أن تفقدوا رصيدكم الأخلاقي بالانحياز للأنظمة المستبدة والنظام الإيراني الطائفي، فلن ينفعكم ما تحصلون عليه من فتات مادي تافه، فإن القضايا الكبرى والفتح الأعظم إنما يكون بالزنود المتوضئة التي لم تمتد لمصافحة جزار أو مجرم، وإن كنتم تتعذرون بالضرورة الملحة وهو ما لا ينطق به قادتكم فإن الضرورة المبيحة لأكل الجيفة عند تحقق الهلاك إنما تقدر بقدرها، ولا تبرر لصاحبها أن يمتدح الجيفة ويزينها ويبيحها وكأنها نوع من الطبيات.

ثالثاً: يا شباب حماس إن أوليات الحاسة الاستراتيجية تثبت لكل ذي بصيرة أن النظام السوري وطوال السنوات العشرة من عمر الثورة السورية كان الخيار الاستراتيجي للكيان الصهيوني في حفظ أمن إسرائيل، وإن تخوف إسرائيل الأكبر كان من الشعب السوري وكان الكيان الصهيوني على الدوام عامل الغط الرئيسي لمنع إسقاط النظام فهل تدركون بفتحكم للعلاقات مع النظام أنكم أصبحتم استراتيجياً في محور واحد مع الكيان الصهيوني.

رابعاً: تدركون أن السياسة الطائفية التي تنتهجها إيران في اليمن وسوريا والعراق دفعت بالكثير من الدول العربية للتطبيع مع الكيان الصهيوني، وهو ما كانت تحلم به إسرائيل وأن إيران بدعمها للمجرم الحوثي وحزب الله اللبناني الذين تبادلون معهم  الود والتحيات، تستنزف طاقة الأمة في صراعات طويلة على حساب تجميع هذه الطاقات لتوجيهها نحو القضية الفلسطينية.

فهل أدركتم قدر الضرر البالغ الذي سببته إيران لقضيتكم وحجم الانفضاض الشعبي من العرب والمسلمين عنكم بعد تقربكم من أذناب إيران في المنطقة ووصفكم للمجرم الذي قتل أطفال السوريين قاسم سليماني بشهيد القدس، أم أنكم لا تبالون إلا بدماء أطفال غزة وما سواها فهي دماء مباحة لإيران.

خامساً: يا شباب حماس تعلمون أن صورة إيران وأذنابها من الميليشيات الطائفية الشيعية قد أصبحت سمعتهم في الحضيض بعد المجازر والجرائم التي ارتكبوها بحق السنة في العراق واليمن وسوريا، وأن إيران لا ترى في القضية الفلسطينية إلا مجرد منديل أبيض لغسل عارها ويديها المتلطخة بدماء السنة، وأنتم بتبجيلكم لأذنابها تسمحون بهذا الاستخدام الهمين والتسيس الرخيص للقضية الفلسطينية من دولة لم تقدم ولا قطرة دم واحدة على أرض فلسطين وعلى حساب شعوب قدمت النفس والنفيس وأغلى ما تملك في سبيل فلسطين.

سادساً: يا شباب حماس بعيداً عن ابتعادكم اليوم عن نبض الشارع العربي الكاره لإيران ونظام الأسد، فعلى الأقل أن تنظروا لاتساع الهوة بينكم وبين نبض الشارع الفلسطيني الذي رفع أعلام الثورة السورية وردد أهازيجها وشتم إيران وأتباعها في أحداث حي الشيخ جراح الأخيرة، كما قام ثلة من شباب غزة بحرق صورة قاسم سليماني التي رفعتموها في وسط غزة تتحدون بها مشاعر أهلها.

فهل تدركون أنكم بدأتم تغزلون بعيداً عن مشاعر الشعب الفلسطيني، وأنكم لم تعودوا تمثلون توجه الشعب الفلسطيني في علاقاتكم مع نظام الأسد وإيران وأن اخطر ما ينكس حركات التحرر هو الانفصام النكد بين نخبتها وبين حاضنتها الشعبية.

أعتقد أنكم بحاجة لحسبة استراتيجية جديدة تنحازون بها إلى المبادئ الراسخة على حساب المصالح العابرة هذا إن كان ثمة مصالح حقيقية وليست مصلحة خادعة، فمن من عاقل يقول أن هناك مصلحة بإعادة العلاقات مع نظام مجرم بات منبوذاً من كل العالم ومكروها من كل شعوبها ولا يرى في القضية الفلسطينية إلا طشتاً لغسل جرائمه بحق الشعب السوري، وما من عاقل يرضى أن يستفز مشاعر الشعوب المسلمة التي باتت تدرك خطر المشروع الإيراني عليها أكثر من خطر إسرائيل.

اقرأ أيضاً: كيف جرى التعاطي مع صورة "الرفاعي" و"هنية"؟