دعت الرئاسة الروحيّة للمسلمين الموحدين، جميع الجهات المسؤولة في نظام الأسد، للوقوف عند مسؤولياتها، بعد أن سيطر أبناء السويداء على مقرات ميليشيا راجي فلحوط، محذرة من أنَّها ليست عاجزة عن حمل لواء الحق في المحافظة.
وقالت في البيان الذي حمل توقيع الرئاسة الروحية، متمثّلة بالشيخ حكمت الهجري: إنّ أهالي المحافظة يتم زجّهم بأوجاع جديدة في كلّ حين وحين، رغم توجيهاتها إلى السلم والهدوء وكف الشر وحقن دماء الأبرياء، والإرشاد الدائم إلى "دروب الخير والصلاح".
وأكّدت أنّ أصول أبناء الجلد الواحد متينة، بقولها: "فمهما تكاثفت قوى الشر لتوقد الأبناء ضد بعضهم، فتجعلهم دروعاً، يقتتلون لتنفيذ مآرب الغرباء عنا وعن أصالتنا وعن وطننا وعن فكرنا وديننا، ومهما أغوت الأموال والرفاهية الملوثة شبابنا، فسيبقى الأصل المعين صاحياً".
واستهجنت في البيان صمت الجهات المختصّة بنظام الأسد ونأيها بنفسها عن الأحداث الجارية بالقول: "إن لم تقم الدولة بأجهزتها الأصولية بالتصرف والمحاسبة والحماية، فلسنا عاجزين عن حمل لواء الحق تحت ظلال العدالة والشريعة والأصالة والعادات، وسط استغرابنا الذي اعتدناه من نأي الجهات المختصة".
وطالبت القيادات الحكوميّة الأسدية، بمحاسبة المسؤولين الذين منحوا العصابات شرعية الاعتقال والقتل والتعذيب والملاحقة وهم من أكبر المطلوبين على سجلات الدولة، داعية لاجتثاث جميع هذه المظاهر لتعود المحافظة لسابق عهدها وهيبتها.
وعن ما عرّفهم البيان بفعل إيقاظ الفتنة وإثارة البلابل، وزرع النّار والدمار في الشّوارع، ذكر: "من يغتصب لقمة العيش، ويصادرون لذة الانتصار على العدوان، من يحقنون الشكاوى تحت ظلال المزاودة بالوطنية، وتخوين ومقاطعة الصادقين المنادين بالصلاح، وقمع الفساد، من يحاولون إغواء الأبناء للتمثيل بأهلهم نقول: أنتم إلى الزوال كما زال غيركم".
كما نوّه البيان إلى عمل الإعلام وعدم التحريض وبث الفتن، وأن لا تستغل هذه الأحداث لتسويق فتنة أو مصطلحات أو تفسيرات بعيدة عن مضمونها، ليأتي على ذكر من أصحاب الأيادي السوداء، الذين جعلوا من العصاة والخارجين عن القانون، حماة للشارع والأخلاق، وهم بالأصل أول المروجين للمخدرات وللفساد وغيرها من منكرات.
وكانت الرئاسة الروحيّة للمسلمين الموحدين في جبل العرب، أطلقت نداءات مع أوّل أيام الانتفاضة الشعبيّة على عصابات الأمن العسكري، تطلب فيه النفير العام لمواجهتها من جميع الأهالي، لتبارك اليوم عبر بيانها لمن ذكرتهم، بالغيارى الميامين من المجتمع الأهلي الذين هبّوا لنجدة كرامتهم وأهلهم.
والجدير بالذكر أنَّ "حركة رجال الكرامة" سيطرت أول أمس الأربعاء، على مقرات ما يسمّى "حركة قوى الفجر" التي يقودها "راجي فلحوط" التي ازدادت قوّتها بعد دعمها من الأمن العسكري والاعتراف بها كجهة أمنية تنفذ قانون الأمن خلال الأشهر الماضية واعتقلت عدد من أبناء شهبا إضافة لعملها بصنع المخدرات.
اقرأ أيضاً: راجي فلحوط.. "قوة خارقة" تتهاوى أمام "رجال الكرامة" في السويداء
