تنتشر عشرات المجموعات التجارية على منصات التواصل الاجتماعي، خاصة بالمناطق المحررة شمالي سوريا، والتي يتم فيها عمليات بيع وشراء مختلفة، في ظل إقبال كبير عليها من قبل السكان في تأمين متطلباتهم وحاجياتهم.
وتعتبر منصة "فيسبوك" من أبرز المنصات التي لجأ إليها تجار المواد المستعملة والسيارات والألبسة، كطريقة جديدة لبيع المنتجات، إلا أنها تتميز برداءة التعامل بها، والعشوائية في طرح المعروضات من قبل التجار، يرافقها صعوبة في التواصل بين البائع والمشتري، فضلاً عن عدم وجود أي قوانين تحكمها.
هذا كله دفع مجموعة من الشبان السوريين، إلى العمل على إطلاق تطبيق "سوق الشمال" الإلكتروني لتسهيل العمليات التجارية، والاستغناء عن البيع والشراء بشكله التقليدي، والمتبع حالياً.
تطبيق "سوق الشمال"
قال أحد القائمين على المشروع في تصريح خاص لـ"آرام"، إنه تم أطلاق التطبيق الخدمي على "غوغل بلاي"، وهو مجاني بشكل كامل ويعتبر الأول من نوعه في المنطقة، بهدف استثمار التكنولوجيا في تسهيل العمليات التجارية في الشمال السوري.
وأضاف أن "التطبيق يقدم العديد من خدمات التسوق الإلكتروني داخل المناطق المحررة في إدلب وريف حلب، ويحتوي على العديد من التصنيفات، مثل العقارات والسيارات والمفروشات، والألبسة، وغيرها".
ويعرض التطبيق صور المنتجات وتفاصيل عنها، إضافة إلى إمكانية التواصل مع صاحب المنتج مباشرة دون أي وسيط، كما بإمكانه شراء المنتج فوراً، وفقاً لمحدثنا.
وأوضح أن "التطبيق يهدف إلى عرض أكبر عدد ممكن من المنتجات الموجودة في متاجر الشمال السوري، ويوّفر العناء الكبير للمستخدم، ويجعله يستعرض العديد من المنتجات ويتسوّق من هاتفه، دون الذهاب إلى السوق".
إضافة إلى ذلك، "يوفّر التطبيق على أصحاب المتاجر والمنتجات عناء التسويق لمنتجاتهم، حيث يمكنهم عرض عدد لا محدود من المنتجات على السوق، وإرفاق العديد من الصور وشرح التفاصيل، بالإضافة إلى السعر".
فكرة المشروع
وقال محدثنا إن فكرة إنشاء التطبيق "جاءت من العناء الذي يواجهه الموجودين في الشمال السوري في تسوق احتياجاتهم، وخاصة أن أسواق المنطقة متفرقة، وليس لها تجمع واحد".
وأشار إلى أنه من خلال التطبيق حالياً، "يمكنك مشاهدة جميع المنتجات التي ترغب بشرائها وأنت في منزلك، دون حاجة إلى الذهاب للسوق"، مبيناً أن بعض المتاجر "توفر خدمة التوصيل للزبائن".
وتابع: "قبيل إطلاق المشروع، قمنا بدراسة للوصول إلى مدى القبول بفكرة التطبيق بالمنطقة، وخلصنا إلى هناك الكثير من السكان يستخدمون مجموعات الواتساب والفيسبوك من أجل التسوق، ولكن دون ضوابط".
وأردف: "تطبيق (سوق الشمال) سيوفر للسكان جميع الخيارات لشراء المنتج، دون إخفاء أي شيء"، مستدلاً على ذلك بأن العديد من الأشخاص يعرضون منتج عبر مجموعات الفيسبوك ويكتبون "السعر على الخاص"، ما يعيق عملية البيع أو الشراء، في حين يعرض التطبيق الجديد السعر ورقم التواصل للزبائن بشكل مباشر.
ضرورة الاستثمار في الشمال السوري
وأكد المتحدث على ضرورة الاستثمار في المناطق المحررة داخل سوريا، لما قد يعود بالفائدة على السكان هناك، الذين رفضوا البقاء تحت حكم نظام بشار الأسد، وفضلوا البقاء في المخيمات والعيش بكرامة، حتى ولو كانت الظروف صعبة.
ودعا السوريين المقيمين خارج سوريا، والذين يرغبون بفتح أي مشروع تجاري بأن يكون داخل المناطق المحررة، والذي من شأنه أن يدعم اقتصاد المنطقة، ويساهم في تخفيف الأزمات التي يعاني السكان منها هناك.
اقرأ أيضاً: خمسة مطالب من نظام الأسد للموافقة على عودة العلاقات مع أنقرة
شاهد إصداراتنا:
