الجمعة 12 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

مواقع التواصل الاجتماعي.. ماذا فعلت بأبناء الثورة السورية؟

24 اغسطس 2022، 11:44 م
مواقع التواصل الاجتماعي.. ماذا فعلت بأبناء الثورة السورية؟

عائشة صبري

صحفية سورية

24 اغسطس 2022 . الساعة 11:44 م

آرام – عائشة صبري

تتيح تطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي المجال لانتحال الشخصيات، ولعلّ أبرزها تحت ذريعة النشاط الثوري، وفي كلِّ مرَّة يُثار الجدل حول شخصية وهمية تم كشفها وتغدو في قائمة الترند، لكن يبقى اللغز عن حقيقة هذا المنتحل/ة "قيد مجهول".

وينقسم المتفاعلون مع الحدث ما بين ساخر منها أو متأثر كونه ربّما تواصل معها وأخبرها بمعلومات تخصّه، فيما ينأ آخرون عن التعبير. وآخر تلك الحسابات الوهمية، اكتشفها الإعلامي في إدلب كنانة هنداوي، لحساب ناشطة ثورية باسم "مريم الحمصية".

ويقول هنداوي لشبكة "آرام": إنَّه مطلع الشهر الجاري اكتشف أنَّ المدعوة "مريم الحمصية" لديها آلاف الأصدقاء، وتنشر أخباراً تتعلق بأحداث الثورة السورية كـ"ناشطة"، "شخصية وهمية" وموالية لنظام الأسد، وذلك وفق محادثة أجرتها معها إحدى الفتيات قالت فيها: إنَّها "تنحدر من اللاذقية وهي من مؤيدي بشار الأسد، وعملت الحساب كي تعرف الثوار الذين يشكلون خطراً على النظام في إدلب". حسب قولها.

ويضيف هنداوي، أنَّ هذه الناشطة الوهمية تعمل على بث الشائعات والفتن بين المتابعين وتمرّر تلك الشائعات بين أخبار الثورة التي تنشرها، وبذات الوقت تحصل على معلومات من خلال التعليقات لديها أو الحديث على الخاص، وهي مثل بقية الحسابات التي كُشفت سابقاً أو ما زالت تنتظر الكشف عنها، مؤكداً "سنتابع في كشف بقية الحسابات التابعة لمخابرات الأسد".

مريم الحمصية.jpg
وفي سياق متصل، تداول ناشطون مؤخراً اسم "رهام تركماني"، على أنَّها ناشطة وهمية، وهي تمتلك ثلاثة حسابات أحدهم باللغة الإنكليزية والآخر باسم: "رهام عمر تركماني"، ويوضح الناشط عدنان المشنن، لـ"آرام"، أنَّها حساب ينشر للثورة وأشياء أخرى ساخرة، والتفاعل لديها كبير من قبل المتابعين.

ويشير إلى حساب آخر، باسم "نور العيسى" تصف نفسها بناشطة إنسانية واحتالت على شخص مصري بمبلغ 1200 دولار بحجة المساعدة الإنسانية، موضحاً أنَّ الحسابات الوهمية تنتشر أكثر بأسماء بنات وهي سهلة الوصول للمتابعين وقبول صداقتهنَّ من قبل أشخاص معروفين في الإعلام، وبالأمس ظهر حساب باسم "ناشطة على خطوط النار" ويبدو من المنشورات هدفه الفتنة بين الناشطين السوريين.

أساليب أكثر حنكة ودهاء

عن الحسابات الوهمية، يقول الصحفي صخر إدريس لـ"آرام": إنَّها باتت تستخدم أساليب أكثر حنكة ودهاء، حيث يكون الحساب عبارة عن شبكة حسابات وهمية، للإيحاء بأنَّهم شخصيات حقيقية (أقارب وأصدقاء) خاصّة مع استخدام صور لأشخاص لهم حسابات حقيقية فيأخذونها وينتحلون شخصياتهم كما حصل مؤخراً مع العائلة في مجدل شمس التي تم انتحال عدد من أفرادها من قبل أسماء وهمية (زينة صفتلي ومايا الأتاسي وغيرهم).

يعتمد المنتحل للشخصية على إضافة صحفيين ونشطاء معروفين، وهي وفقاً لـ إدريس، "خطوة ذكية" منهم كون الصداقة المشتركة مع أشخاص معروفين أو مشهورين تُعطي بعض المصداقية للحساب الوهمي، ومن الملاحظ استخدام الحسابات الوهمية لـ"أسماء إناث" مع نشر قصص اجتماعية مؤلمة لكسب التعاطف، وهناك الكثير من الحسابات نشرت خطابات تحريضية غير مباشرة أوقعت من خلالها نشطاء وصحفيين وشخصيات معروفة في الفخ. لافتاً إلى حسابات وهمية أخرى تم التحذير منها، أحدهم باسم "سمر ملوح" والآخر باسم "مراد سرميني".

وكان سابقاً الحساب باسم مستعار يُستخدم لضرورة الأمن والسلامة خوفاً من الملاحقة الأمنية، مضيفاً: "وباعتقادي بعد التهجير القسري انخفضت كثيراً هذه الحسابات فلم يعد لها داعي كون أغلبية الثائرين خارج مناطق سيطرة نظام الأسد".

ويطالب إدريس، الصحفيين والإعلاميين، بالانتباه من الوقوع في براثن الحسابات الوهمية، وألّا يثق أحد بشخص جديد بسرعة، وبما أنَّ وسائل التواصل الاجتماعي تحوَّلت إلى مجتمع يُحاكي المجتمع الفيزيائي الميداني، فعلينا التنبه قبل قبول صداقة أحد والطلب منه بالتعرّف عليه وإجراء اتصال معه على أقل تقدير.

كما أنَّ الحساب المنتحل لشخصيات حقيقية يحظرهم كي لا يصل إليهم، ورغم معرفة الشخص الحقيقي لسرقة صوره بعد سنوات ونشره إلا أنَّه لا يصل صوته للناشطين كون المنتحل اختار أشخاصاً بعيدين عن الثورة، كما فعلت ابنة الجولان "وصال صعب" حيث نوهت مطلع العام 2021 لسرقة شخصيتها من قبل حساب "مايا الأتاسي". حسب إدريس.
منشور وصال صعب تحذر من انتحال شخصيتها.png
جيش إلكتروني

كذلك روى الناشط الإعلامي يحيى الخالد، لـ"آرام" قصة حدثت في العام 2013 لحساب وهمي باسم "الناشطة نور العبد الله" التي جمعت كمَّاً هائلاً من المتابعين وهو حساب غرضه النشر لصالح الثورة، وقد نشر صديقها أنَّ "نور" اعتقلها النظام، فقام المتابعون بحملة تضامن معها ولا أحد يعلم بأنَّها شخصية وهمية.

بالتالي وسائل التواصل الاجتماعي لها تأثير كبير على الشارع العام، حسب الخالد، فالجيش الالكتروني للنظام كان له دور مهم باختراق حسابات الثوار وزعزعة صفوفهم أحياناً عبر بث الأخبار الكاذبة واعتقال بعضهم، وسط ضعف الأمن الرقمي للثورة، وما يزال النظام يواصل ألاعيبه، بينما لم تشهد الثورة نشاطاً موازياً بالقوّة والتنظيم، بل محاولات فردية لمتطوعين ثوريين.

وفي هذا الصدد، يفيد الناشط الإعلامي أمين العلي، لـ"آرام" بأنَّه قبل نحو ثمانية أشهر اقترح على أحد المسؤولين في الجيش الوطني السوري، أن ينشئ مكتباً صغيراً يتضمن معدات بما لا يقل عن عشرة أجهزة حاسوب وإنترنت وكهرباء لتكون بمثابة جيش إلكتروني يعمل لصالح الجيش الوطني، لكن الفكرة ما زالت قيد التحضير ولم يصله رد بالموافقة أو الرفض بعد.

وبدروه الصحفي عدنان الحسين، يعتقد أنَّ الحسابات الوهمية المنتشرة بكثرة، لها غايات وحسابات خاصة وغالباً بعضهم يتبع لجهات معينة سواء أمنية أو سياسية أو غيرهم، معرباً عن صدمته من حسابات تبيَّن لاحقاً أنَّها وهمية، وعند محاولة التأكد من هويتها على الأقل كناشطة أو صحفية، تقوم بالحظر أو حذف الطلب، وبعد عدة طلبات مختلفة اضطررت لاتخاذ سياسة معينة بالتعامل مع الطلبات الجديدة والحسابات الوهمية وهي "عدم القبول حتى التعريف الكامل بالشخص والتعرّف عليه".

وعن موقع تويتر، يقول المحامي محي الدين لالا، لـ"آرام": من خلال المساحات التي نديرها في موقع تويتر حول مواضيع سياسية واجتماعية، ينضم إليها أشخاص مجهولين، وفي إحدى المرَّات كان هناك حساب يتكلّم معنا أنها "بنت اللاذقية الحرة"، لكن اكتشفت من خلال أسلوب الكتابة أنَّها رجل، فكلمته كيفك أبو حيدر، عندها انصعق ونفى، وبعد برهة من الزمن اعترف بكونه رجل. لافتاً إلى اتهامه من قبل حساب وهمي على فيسبوك، بـ"العمالة"، فطلب المحامي منه الدليل لكنَّه أوقف حسابه بعد أن وعده بذلك.

بينما يعود الحساب الوهمي الذي أثار ضجة على موقع فيسبوك في 26 حزيران/يونيو 2022 عند اكتشاف الناشط محمد حمزة، حقيقة ادعاء "زينة صفتلي" وفاة خطيبها (علي) حين نعته صفحات تابعة للجولان السوري وهو بالحقيقة اسمه "هادي دعبوس" وخطيبته تدعى "بلودان بشارة"، توفي بصعق كهربائي خلال عمله في أحد معامل الكرتون، واستغل المنتحل لشخصيتها على مدى سنوات صوراً لها في عيادة طبيب أسنان عملت فيها كـ سكرتيرة مدعياً أنَّه "طبيبة أسنان في إسطنبول".

وعند اكتشافها مع حسابات أخرى تدّعي قرابتهم لها، ألغت الحسابات الوهمية نشاطها، وحينها استغل "الترند" البعض لإنشاء حسابات تحريضية على فيسبوك وتويتر باسم زينة والصورة المنتحلة، ليعود حساب زينة للنشر مجدداً بعد اختفاء لمدة شهر لكنّها أقفتله، ونفت علاقتها بالحسابات التي أخذت اسمها، واعترفت بانتحال شخصية جولانية، لكنَّها أكدت وقوفها مع الثورة.

وهنا يشير الناشط أحمد الصالح، إلى أنَّ حساب "زينة" يبقى "قيد مجهول" وغير معروف صاحبه ولا الهدف من الانتحال، ولم يرد أية معلومات عن إحداثها ضرراً لأحد باستثناء من كان قد باح لها بأسراره ربّما، لافتاً إلى أنَّ الكارثة تكمن في تشويه حقائق الثورة السورية عندما استعطفت الإعلامين باستشهاد شقيقها الوهمي "تامر صفتلي" تحت التعذيب في سجون الأسد.

وأضاف الصالح لـ"آرام"، أنَّ الحسابات الوهمية غير معروف صاحبها أهو امرأة أم رجل، كذلك غير معروف الجنسية فربّما يكون غير سوري، وغالباً يكون الهدف إحداث شهرة وجذب متابعين على حساب الثورة السورية.
3انتشار خبر استشهاد لشخص وهمي.png
وفي 27 حزيران/يونيو من العام الماضي، ضجّ الفيسبوك بالسخرية من شاب مصري يدعى أحمد الشافعي انتحل شخصية ثائر حمصي مدعياً أنَّه صديق الشهيد عبد الباسط الساروت عبر فبركة صوره معه عبر الفوتوشوب، وحاول استعطاف المتابعين من أبناء الثورة عبر ادعاء محاولات اغتياله في مدينة إدلب، آخرها نشره فيديو وهو ملطخ بدماء والذي كشف زيفه ما دعا المتابعون لتسميته بـ"شهيد الكتشب".

اقرأ المزيد: شاب مصري يغامر بحياته للحصول على الجنسية الحمصية!

اقرأ أيضاً: إطلاق تطبيق إلكتروني يُسهل عمليات البيع والشراء شمالي سوريا

شاهد إصداراتنا: