الجمعة 03 مايو 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.77 ليرة تركية / يورو
40.65 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.90 ليرة تركية / ريال قطري
8.64 ليرة تركية / الريال السعودي
32.39 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.77
جنيه إسترليني 40.65
ريال قطري 8.90
الريال السعودي 8.64
دولار أمريكي 32.39

افتتاح أول مركز تسوية بإدلب.. هل بدأت المصالحة بين تركيا ونظام الأسد؟

08 سبتمبر 2022، 02:13 م
هل بدأت المصالحة بين تركيا ونظام الأسد؟
هل بدأت المصالحة بين تركيا ونظام الأسد؟

آرام - بسام الرحال

أثار افتتاح نظام الأسد مركز "تسوية" في مدينة خان شيخون جنوبي محافظة إدلب شمالي سوريا، العديد من التساؤلات، حول عمل هذا المركز الذي يعتبر الأول من نوعه في المنطقة.

كما أن توقيت افتتاح المركز جاء بعد تصريحات من مسؤولين أتراك، أنهم بصدد العمل على إعادة العلاقات مع نظام بشار الأسد، والتأكيد على ضرورة عودة المهجرين السوريين إلى منازلهم.

وحضر افتتاح المركز شخصيات أمنية وعسكرية من نظام الأسد، من بينهم اللواء حسام لوقا، مدير إدارة "المخابرات العامة"، والذي يتولى ما يسمى بـ"ملف المصالحات" في عموم سوريا.

فقاعة إعلامية 

واعتبر الناشط الإعلامي أبو البراء الحمصي في حديثه لـ"آرام"، أن افتتاح نظام الأسد لمركز التسوية في إدلب، هو عبارة عن "فقاعة إعلامية" نتيجة عدم قدرته على استعادة المناطق الخارجة عن سيطرته، حيث يلجأ إلى أسلوب المصالحة الذي كرره بمناطق عديدة.

وتوقع "الحمصي" عدم استقبال المركز في مدينة خان شيخون، لأي شخص من سكان إدلب، مستدلاً على ذلك بافتتاح النظام لمراكز مشابهة سابقاً، حيث حدد معابر ومناطق معينة للوصول إليها، إلا أنها لم تشهد حضور أحد من السكان.

وحذر من أن وعود نظام الأسد بعدم التعرض للأشخاص الذين يقررون العودة إلى مناطق سيطرته هي وعود كاذبة، مشيراً إلى حدوث حالات عديدة لأشخاص قرروا العودة، حيث تم اعتقالهم من قبل الأجهزة الأمنية، ومنهم من قتل تحت التعذيب بعد أيام قليلة من وصوله وسلمت جثته إلى عائلته.

وكان محافظ إدلب الذي عينه نظام الأسد مؤخراً، ثائر سلهب، قال إن "التسوية في المركز الجديد تشمل الفارين والمتخلفين من الخدمتين الإلزامية والاحتياطية والمدنيين المطلوبين".

وأضاف أن "المركز يُعنى بتسوية أوضاع المقيمين داخل سوريا وخارجها من أبناء إدلب في حال العودة"، زاعماً أن المنشقين عن نظام الأسد "لا يترتب عليهم بعد التسوية أي مساءلة".

الدور التركي

من جهة أخرى، رأى "الحمصي" أنه لا توجد علاقة بين التصريحات التركية الأخيرة حول المقاربة مع نظام الأسد وافتتاح مركز التسوية في إدلب، معتبراً أن التصريحات التركية مجرد "جس نبض" للشارع السوري الثوري، لمعرفة مدى قبول فكرة المصالحة مع النظام.

وبدأت التصريحات التركية، بعد دعوة وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو إلى المصالحة بين المعارضة السورية ونظام الأسد، التي فجرت مظاهرات غاضبة للسكان شمالي سوريا.

ولاحقاً، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إنه "يتوجب علينا الإقدام على خطوات متقدمة مع سوريا"، وهو ما يشير إلى تغيير الإدارة التركية لسياستها تجاه القضية السورية، والالتفات نحو حلول ترضي جميع أطراف الصراع.

وفي زحمة التصريحات والتحليلات حول مستقبل العلاقات بين نظام الأسد وتركيا، رأت الباحثة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية أسلي أيدينتاسباس، أن التقارب بين حكومة أردوغان ونظام الأسد هدفه "الناخب التركي".

وقالت إنه "من المستبعد أن تمضي المجاملات بين ‎حكومة أردوغان ونظام الأسد قدماً"، مضيفةً أن فكرة تصالح ‎تركيا مع الأسد، "تهدف إلى بدء حوار سياسي يطمئن الناخبين بأن الحكومة تفعل شيئاً، ولديها خطط لإعادة السوريين".

هدف نظام الأسد من مراكز التسوية

ورأى المحامي قيس الشوا، أن نظام الأسد يعمد من خلال الترويج للتسويات إلى إظهار وكأن الحرب في سوريا انتهت، وأن المواطنين "المغرر بهم" عادوا إلى رشدهم و يتوقون للعودة إلى "حضن الوطن"، مبيناً أنها سياسية بدأ النظام فيها منذ عام 2018، من خلال فتح مراكز في مختلف المناطق التي استعاد السيطرة عليها.

وأوضح "الشوا" في تصريح لـ"آرام" أن هذه المراكز لم تجتذب إلا عدداً محدوداً من السوريين، مشيراً بالوقت نفسه إلى تعرض المئات منهم للاعتقال وتم تعذيب بعضهم حتى الموت، وهو ما ولّد فكرة لدى السوريين أن مراكز التسويات هي عبارة عن كمائن للمطلوبين للأجهزة الأمنية.

واستبعد المحامي السوري، أن يكون لتركيا دور في افتتاح مراكز التسوية أو تشجيع السوريين على الذهاب إليها، لأن تركيا تعي أن وعود نظام الأسد بعدم التعرض للراغبين بالعودة إلى مناطق سيطرته هي وعود زائفة.

وأكد أن تركيا ومن خلال التصريحات بضرورة المصالحة بين المعارضة ونظام الأسد، تريد حلاً سياسياً شاملاً بين السوريين على مبدأ وجود طرفين، هما المعارضة والنظام، وأن لا يوجد طرف يجب أن يعفو عن طرف آخر ويصفح عنه بذريعة أنه كان على خطأ، وهو مالا يتوفر في مراكز التسوية التي أعلن عنها نظام الأسد.

وكان نظام الأسد استعاد عام 2019 بمساندة حليفيه الروسي والإيراني، سيطرته على سراقب وخان شيخون ومعرة النعمان ومئات القرى والبلدات التي تدخل في "منطقة خفض التصعيد" بمحافظة إدلب.

ومع بداية عام 2021، جرى نقل المركز الإداري لمحافظة إدلب من المقر المؤقت في مدينة حماة إلى مقر شبه دائم في خان شيخون التي تعد رابع أكبر مدينة في المحافظة، بالإضافة إلى نقل مقر فرع مايسمى ب،"حزب البعث" وعموم الدوائر الرسمية إلى خان شيخون أيضاً.

اقرأ أيضاً: لبنان يسلّم موسكو امرأة روسية متهمة بـ"القتال في سوريا"

شاهد إصداراتنا: