عائشة صبري - آرام
تضامن نازحو مخيم الركبان الواقع في البادية قرب الحدود السورية – الأردنية مع أهالي محافظة إدلب شمالي سوريا لما يتعرضون له من إبادة جماعية من قبل نظام الأسد وداعميه الروس والإيرانيين، رغم معاناتهم من الحصار.
وقال الناطق باسم هيئة العلاقات العامة والسياسية بمخيم الركبان شكري شهاب، في تصريح خاص لـ"آرام": إنَّ الحراك الثوري المستقل في المخيم نظّم وقفة احتجاجية خلال يومي السبت والأحد، تنديداً بالصمت الدولي وتجاهل المنظمات الحقوقية لمشكلتهم والمذبحة التي يتعرض لها أهالي إدلب.
وأضاف شهاب أنَّ الوقفة شارك فيها أطفال من المخيم وطلاب مدرسة الحي التدمري بحضور رئيس مجلس عشائر تدمر والبادية السورية بالمخيم السيد محمد الهيان (أبو نشوان).
ولفت إلى أنَّ المحتجين عبروا خلالها عن تضامنهم الكامل ووقوفهم إلى جانب المدنيين في إدلب، منددين بهتافات ومنها: "إدلب نحن معاكِ للموت"، و "بالروح بالدم نفديكِ يا إدلب"، و"المجتمع الدولي صمتكم يقتلنا"، و "نجوع ونمرض وتعيش إدلب حرة"، و"أوقفوا قتل المدنيين في إدلب".
ويستمر نظام الأسد بدعم روسي في حصار مخيم الركبان منذ شهر شباط/ فبراير 2019، حيث أغلق كافة الطرق المؤدية إلى مخيم الركبان لمنع وصول الطعام والمحروقات إلى سكانه بهدف إخضاعهم على التسوية معه، ونقلهم إلى مناطقهم الخاضعة تحت سيطرته في ريف حمص الشرقي وسط البلاد.
وأكد شهاب أنَّ المخيم حالياً وضعه "مجمّد" بمعنى ليس هناك أمل في الحياة، وذلك بعد أن اضطر معظم سكانه إلى الذهاب لمناطق سيطرة نظام الأسد خلال الأشهر الماضية، ولم يبقَ فيه سوى حوالي الثمانية آلاف نسمة، وهؤلاء قرروا عدم العودة إلى مناطق سيطرة الأسد بأيّ شكل من الأشكال.
وأشار إلى غلاء أسعار المحروقات إن وجدت، إذ يُباع كيلوغرام الحطب الرطب بـ ١٥٠ ليرة سورية، واللتر الواحد من مادة المازوت بـ ٨٥٠ ليرة سورية، فالعائلة تحتاج وسطياً إلى عشرين كيلو غراماً من الحطب، أو خمسة لترات من المازوت للتدفئة يومياً.
كما نوّه شهاب إلى أنَّ أغلب الناس تستعمل المواد البلاستيكية، وإطارات السيارات المهترئة كوقود للتدفئة، ما يتسبب بتصاعد دخان أسود مترافق بروائح كريهة نتيجة حرق هذه المواد، لافتاً إلى أنَّ البيوت طينية وسقفها قماشي (شوادر لا تحفظ الحرارة) إضافة إلى عدم وجود أبواب لإغلاق الغرف، فهي عبارة عن قطعة قماش.
وكان وفد من الأمم المتحدة برفقة الهلال الأحمر السوري، زار مخيم الركبان منتصف شهر آب/ أغسطس الماضي، وشكّل ثماني نقاط في المخيم، من أجل إحصاء عدد السكان عبر استبيانات ورقية تتضمن اختيار البقاء في المخيم، أو الذهاب إلى مناطق سيطرة النظام أو مناطق سيطرة الثوار.
وذكرت شبكات إخبارية، خلال الشهر الجاري، أن ميليشيات الأسد اعتقلت أكثر من 100 شخص بينهم نساء كانوا قد خرجوا في وقت سابق من مخيم الركبان بضمانات أممية، وذلك بمداهمة مراكز الإيواء المنتشرة في حمص، حيث حوّلت الميليشيات عدداً من المعتقلين إلى فرع مدينة تدمر وفروع أخرى في العاصمة دمشق.