السبت 04 مايو 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.92 ليرة تركية / يورو
40.78 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.89 ليرة تركية / ريال قطري
8.62 ليرة تركية / الريال السعودي
32.35 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.92
جنيه إسترليني 40.78
ريال قطري 8.89
الريال السعودي 8.62
دولار أمريكي 32.35
...

عملاء نهاية العالم

18 سبتمبر 2022، 08:03 م

ليز تراس رئيسة وزراء بريطانيا 

التّهديد باستِخدام الأسلحة النوويّة، وعلى لِسان السيّدة تراس التي تُريد أن تكون مارغريت تاتشر ثانية، يعكس توجه بريطانيا إلى استلام مقود حرب عالمية ثالثة قد تكون حرب نهاية العالم.
ووزير الدفاع البريطاني يهدد باستخدام الأسلحة النووية لحماية حلف "الناتو" ضد روسيا، ويؤكّد استعداد البحرية البريطانية لذلك.
كذلك، شدد وزير الدفاع البريطاني على أنّ "الناتو هو تحالف نووي"، وذكر أنّ "بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة لديها أسلحة نووية أيضاً". 
 وبريطانيا هي ثالث دولة في العالم أعلنت امتلاك السلاح النووي بعد الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي السابق.
والآن بريطانيا تخطط لزيادة العدد الأقصى للرؤوس الحربية التي يسمح للبلاد بتخزينها إلى 260.
إن من بين 215 سلاحا نوويا تملكه، نشرت نحو 120 سلاحا منها بعضها في صواريخ غواصات فانغارد النووية، وتشكل رادعا بحريا، أما الأسلحة الـ 95 الباقية فهي في المخازن.
وبدا أن العالم ذاهب في اتجاه سباق تسلح بعد انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية الصواريخ المتوسطة القادرة على حمل رؤوس نووية.

إن هذا القرار البريطاني لا داع له ومثير للقلق، خاصة أن السياسة البريطانية كانت على الدوام مع الحد من انتشار الأسلحة النووية ودورها.
إن قرار لندن غير مبرر، وضار سياسياً،  والقرار هدّام للاستقرار العالمي"، فيما بدا إنه إشارة جديدة تنضم إلى أخرى عديدة بشأن سباق تسلح دولي يلوح في الأفق.
التوجّهات البريطانية "الجديدة" جاءت تتويجاً لخطة بريطانيا في "مراجعة استراتيجيتها" التي أدرجت روسيا على رأس سلّم "التهديدات الكبيرة"، والصين بصفتها منافساً دولياً، والتي تترتَّب عليها استثمارات غير مسبوقة في حجم الإنفاق العسكريّ، بقيمة 221 مليار جنيه إسترليني لمدة 4 سنوات، أي ما يعادل 2،2% من الناتج المحلّي الإجمالي، في سياق سعي لندن لـ"إيجاد مكانة جديدة لها في الساحة الدولية"، وفي ظل تدهور علاقاتها مع روسيا والصين.

الجمهورية اللبنانية والكيان الصهيوني (مايُسمي نفسه إسرائيل)

ولبنان وإسرائيل في حالة حرب رسميا. وفي عام 2006، خاض حزب الله -الذي يتمتع بنفوذ سياسي كبير في لبنان- حرباً دامية ضد إسرائيل استمرت 33 يوماً.
وتصاعد التوتر بين الجانبين، في يونيو/حزيران الماضي، بعدما قامت إسرائيل باستقدام سفينة إنتاج وتخزين تابعة لشركة “إنرجيان” ومقرها لندن، للعمل على استخراج الغاز من حقل “كاريش” الذي تعتبر بيروت أنه يقع في منطقة متنازع عليها، وقوبلت الخطوة الإسرائيلية حينها بتهديدات من حزب الله.ويتنازع لبنان وإسرائيل على منطقة بحرية غنية بالنفط والغاز في البحر المتوسط تبلغ مساحتها 860 كيلومترًا مربعًا، وفق خرائط مودَعة من الطرفين لدى الأمم المتحدة، وتتوسط الولايات المتحدة في المفاوضات غير المباشرة لتسوية النزاع وترسيم الحدود البحرية بينهما.

فقد شهدت الآونة الأخير، تصاعدا في حدة الخلافات بين لبنان وإسرائيل حول المناطق البحرية المتنازع عليها، وذلك بعد دخول سفينة إسرائيلية للتنقيب عن الغاز في منطقة حقل كاريش في البحر المتوسط والتي تعتبرها لبنان منطقة متنازع عليها.

وهدد أمين عام حزب الله حسن نصر الله بضرب منصات الغاز في حال استمرت إسرائيل بالتنقيب في تلك المناطق.
الجيش الإسرائيلي جاهز لأي سيناريو عسكري في حال قرر لبنان الذهاب في هذا الاتجاه.

وكانت إسرائيل قد أعلنت أكثر من مرة أن ملف حقل كاريش غير قابل للتفاوض، ملوحة في مناسبات عدة بجهوزيتها العسكرية للتعامل مع أي سيناريو.

المستفيد الذي يجلس في ذيل القائمة هو لبنان؛ فمن جهة تعول إسرائيل في مفاوضاتها معه عبر الوسيط الأميركي على دماره وحاجته الملحة للغاز اليوم قبل الغد، ومن ناحيةٍ ثانية يخشى لبنان و أنا أعتقد أن الزمن يعيد تجربة حقل "غزة مارين" الذي دخل في حالة من الجمود نظراً للتعقيدات السياسية والنزاعات الطاردة لأي شكل من أشكال الاستثمار.

عامل الوقت هو لاعب مركزي في المشهد، ويشكل نقطة ضعف لأميركا وإسرائيل أمام لبنان، في الوقت الذي تعولان فيه على عجزه وحاجته إلى التوقيع بأسرع وقت ممكن على الاتفاق لما سيعود عليه من أرباح، وتعرفان أسس تسويق المنتج الصحيح في الوقت المناسب؛ فإسرائيل تسوّق غازها وتنقذ أميركا شركاءها الذين يخشون البرد؛ فالشتاء على الأبواب.

وبرأيي أن موضوع ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل وحقل كاريش له علاقة بالاتفاق النووي (مع إيران) بشكل قريب ومتصل سواء إن وقع من جديد أو لم يوقع.

الجمهورية الإسلامية الإيرانية والخُميني

مع امتلاك إيران كميات كافية من اليورانيوم المخصَّب بنسبة 60%، جنبا إلى جنب مع أجهزة الطرد المركزي المتطورة، تصبح حيازتها للمواد الانشطارية اللازمة لصنع القنبلة مسألة أيام أو أسابيع قليلة في أبطأ الأحوال.

فقد اتخذت الجمهورية الإسلامية عدة خطوات مكنتها من رفع معدل تخصيب اليورانيوم إلى عتبة غير مسبوقة تبلغ 60٪. وبالتالي تقترب إيران من نسبة 85٪ اللازمة لصنع قنبلة، وإن كانت هناك عدة خطوات لا تزال مطلوبة قبل امتلاك صواريخ مزودة برأس حربي نووي.

و لقد بات لدى طهران الآن ما يكفي من اليورانيوم عالي التخصيب لصُنع قنبلة نووية (واليورانيوم عالي التخصيب تتجاوز فيه نسبة التخصيب، أو نسبة اليورانيوم-235، 20%)*. وستكون هذه المادة المُخصَّبة بنسبة 60% حاليا بحاجة إلى المزيد من التخصيب إلى 90% تقريبا قبل استخدامها في سلاح نووي، وهو ما يُطلَق عليه اليورانيم الصالح لصنع القنبلة النووية. بيد أن هذه العملية المُسمَّاة "بالاختراق النووي" (Nuclear Breakout) لن تستغرق سوى أسابيع الآن نظرا إلى التقدُّم الذي حقَّقته إيران على الصعيد النووي منذ عام 2019؛ حينما بدأت طهران تتحلَّل من قيود الاتفاق النووي المُوَقَّع عام 2015 بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاقية. ورغم أن هذا التطور وحده لا يمنح إيران القنبلةَ النووية، فإنه الخطوة الأهم على طريق صناعة القنبلة.

وقد قال نائب رئيس البرلمان الإيراني السابق، علي مطهري، إن هدف بلاده عند إطلاق الأنشطة النووية "كان صناعة القنبلة الذرية وتعزيز قوة الردع".

وبرأيي أي بلد يريد استخدام برنامج نووي سلمي لا يبدأ من تخصيب اليورانيوم وإنما من بناء مفاعل ثم يدخل مجال التخصيب، لكن إيران قامت بالتخصيب مباشرة وهذا ما أثار شبهة أنهن نريد صناعة قنبلة نووية". 

ويمكن الآن أن نثبت أن مشروع (عماد) كان برنامجاً شاملاً لتصميم وصنع واختبار الأسلحة النووية، وأن إيران تحتفظ بالمواد المتعلقة بهذا المشروع في السر حتى تتمكن من تطوير أسلحة نووية في الوقت الذي تختاره.
في حين أن المفاوضات لإحياء الاتفاق النووي لم تنته بعد، فقد كثفت إيران أنشطتها في مجال تخصيب اليورانيوم.

فالآن بات ضرورياً الوقوف بحزم أمام الأنشطة النووية الإيرانية غير السلمية،وأمام خطر انتشار السلاح النووي في منطقتنا التي قد تفضي الى حرب نهاية العالم .

وسؤالي حول جدوى سباق التسلح الذي لم يُفضِ إلا إلى مزيد من النزاعات والتوتر، الذي لن تنجوا منها البشرية بفعل السياسات الغبية للقادة الاغبياء في إستخدام الطاقة النووية، وعدم السعي الجدي إلى حظر انتشار الأسلحة البيولوجية والصواريخ الباليستية وكل ما من شأنه أن يهدد الدول ويقض مضاجع الشعوب في العالم هي في أمسّ الحاجة إلى السلام والتصالح والأخوة الإنسانية؟

فولوديمير زيلينسكي الرئيس الأوكراني

من أوكرانيا بدأت الحرب وسَتُفضي الى حرب نهاية العالم بتفجير محطة نووية،  فمحطة زابوريجيا للطاقة النووية هي 6 مفاعلات صممها الاتحاد السوفياتي السابق وتسمى مفاعلات "القدرة المائية-المائية في.في.إي.آر-1000 في-320"، والتي يتم تبريدها بالماء وتهدئة نيوتروناتها أيضا بالماء، وتعمل باليورانيوم 235 الذي يقدر نصف عمره بأكثر من 700 مليون سنة.
تعرضت المحطة للقصف في مارس الماضي، لكن لم يحدث تسرب إشعاعي ولم يلحق بالمفاعلات أي ضرر. وتبادلت روسيا وأوكرانيا اللوم في تلك الضربة.

وفي الأسبوع الماضي أوكرانيا قصفت محيط المحطة بشكل متكرر باستخدام طائرات مسيرة وصواريخ ، والآن أُثبت بالأدلة القاطعة أن اوكرانيا استهدفت مستودع تخزين للوقود النووي الذي يقع في مسافة تقل عن 120 متراً عن المفاعلات الستة.
فالقصف قرب المحطة النووية تسبب في ذعر دولي،فالوضع يتدهور بسرعة، وأي عمل عسكري في محيط المحطة يعرض العالم إلى خطر نووي.

وإن إقامة منطقة منزوعة السلاح، حلاً وسطياً قد يمنع الوصول إلى عواقب مأساوية جراء تعرض أي من المفاعلات النووية بأوكرانيا للقصف أو وقوعها في مرمى نيران المعارك وتحت مراقبة قوات تركية_صينية ضامنة.

كييف فتبحث عن تعاطف عام أوروبي أميركي حول المحطة التي سيطر عليها الروس وهذا يثبت إن استهداف المحطة تأتي من الجانب الأوكراني لتواجد الروس داخل المحطة دون أن تأبه للخطر الحقيقي، بل تحاول تصعيد الموقف وتستعطف العالم تارةً وتقوم بإبتزاز الأوروبيين تارة آخرى لخوفها من أي مصالحة مستقبلية بين موسكو وأوروبا ، وإيقاف الغرب الاسلحة عن كييف.

وفي ظل إقامة الدعوة لمنطقة منزوعة السلاح مع عدم رغبة موسكو التراجع عن أي أراضي سيطرت عليها سيكون تواجد قوات حفظ سلام تركية_صينية أو تركية_عربية خيار معقول لموسكو .
أنا متأكد إن اللعب في ورقة وقوع كارثة نووية سيكون من صالح حكومة كييف لأنها تعتبر الورقة الأخيرة في استفزاز الاوروبيين بطريقة دبلوماسية وتهديدهم بطريقة غير مباشرة بأن الخطر لن يهدد أوكرانيا فقط بل سيمتد الى الدول الاوروبية وسيبقى آثاره لعقود ليثبت للعالم ككل ضعف حلف الناتو والقادة الأوروبيين.