عائشة صبري - آرام

قال مسؤول قطاع الدفاع المدني في مدينة معرة النعمان جنوب محافظة إدلب شمالي سوريا، عبادة ذكرى، إنهم أحصوا استشهاد 60 مدنياً وإصابة 160 آخرين إضافة إلى خلو المدنية بشكل كامل نتيجة القصف الأخير لنظام الأسد عليها.

وأفاد ذكرى في تصريح خاص لـ"آرام"، الأحد، بأنَّ الدفاع المدني وثق استشهاد 40 رجلاً و13 سيدة وسبعة أطفال، وإصابة 88 رجلاً و40 سيدة و32 طفلاً وطفلةً وذلك جراء القصف الجوي والبري المكثف على مدينة معرة النعمان وريفها منذ 15 كانون الأول/ ديسمبر الجاري.

وأشار مسؤول الخوذ البيضاء إلى أنَّ المدينة حالياً خالية من المدنيين إذ كان يقطنها 85 ألف نسمة كلهم نزحوا باتجاه مناطق الشمال السوري، وعند هدوء القصف يأتي البعض لتفقد منازلهم وأخذ أشياءهم، فهناك أناس لم يستطيعوا حمل شيء من متاعهم، لافتاً إلى مساعدة فرق الدفاع المدني لهم في هذا الأمر.

وأوضح أنَّ مدينة معرة النعمان تعرَّضت سابقاً لقصف، لكن هذه المرة الحملة العسكرية عنيفة جداً ترافقها زحف لميليشيات الأسد وسيطرتهم على قرى بمحيطها، وكان القصف براجمات الصواريخ الأخطر حيث كل صاروخ يهدم بناءً بأكمله، فهدف القصف هو إخلاء المدينة من السكان.

وحول الصعوبات التي واجهت عمل الخوذ البيضاء، ذكر أنَّ القصف المدفعي الذي لا يهدأ والطائرات الحربية الرشاش التي تستهدف الطرق الرئيسية في المدينة كان أصعب ما واجههم خلال عملية إخلاء الأهالي وسبَّب حالة خوف كبيرة، رغم مساعدة بعض المنظمات الإنسانية بالإخلاء عبر سيارات مستأجرة.

وأضاف ذكرى، أنَّهم أثناء عملية الإخلاء، "استنفرنا بكافة قطاعاتنا لإخلائهم عبر 40 سيارة قلاب و12 بورتر وعشر سيارات فان وعشر رافعات و8 أناتر، وفي الوقت الحالي خففنا العدد إلى 4 آليات مع سيارات الإسعاف نظراً لنزوح السكان"، لافتاً أنَّ لديهم خطة الطوارئ يعملون بها ولديهم خطط جاهزة، وهم متوزعون بشكل فرق في أنحاء المدينة.

يُشار إلى أنَّ معرة النعمان هي أكبر مدن ريف إدلب الجنوبي الشرقي، وتقع على الطريق إم-5 حلب - دمشق، وسيطرت عليها فصائل الثوار نهاية العام 2012، ونزح إليها آلاف السوريين من مختلف المناطق خلال السنوات السابقة.

ويُعد ريف المعرة من أكبر أرياف إدلب، من حيث الكثافة العددية للقرى والبلدات التابعة للمنطقة، والكثافة السكانية، وحركة النزوح منه كانت كبيرة خلال الأيام الماضية بعدما تقدمت ميليشيات الأسد إلى المنطقة.

وتوزّع مئات العائلات في ريف المعرة الشرقي على البساتين والأراضي الزراعية المحيطة في انتظار من يساعدهم على الخروج من المنطقة، فيما تعمل المنظمات والفرق التطوعية بكامل طاقتها لتقديم المساعدة.