السبت 04 مايو 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.92 ليرة تركية / يورو
40.78 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.89 ليرة تركية / ريال قطري
8.62 ليرة تركية / الريال السعودي
32.35 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.92
جنيه إسترليني 40.78
ريال قطري 8.89
الريال السعودي 8.62
دولار أمريكي 32.35

الطرق الفضلى لتحقيق أهداف الثورة السورية

01 أكتوبر 2022، 09:30 م
الطرق الفضلى لتحقيق أهداف الثورة السورية

مرهف الزعبي

كاتب سوري

01 أكتوبر 2022 . الساعة 09:30 م

لقد أجادت القوى الاستعمارية عبر ضباط استخباراتها وزراعتهم في الصفوف القيادية للمقاطعات العربية الوليدة من أجل الهيمنة عليها، أو موالين لهم، والسيطرة على مقدراتها، وتفتيتيها عندما تتطلب مصالحهم ذلك. ناهيك عن زرع الخلافات العربية - العربية واستمراريتها فقُسَّمت الدولة العربية إلى أقاليم، ورُسمت بينها الحدود الوهمية، واختلقت النزاعات، والخلافات، والعداوات.

لتبقى هذه الأخيرة سيدة الموقف لعقود طويلة، لديمومة النزاعات، والصراعات، بين الشعب العربي الواحد حتى حينه. وقد أدى ذلك إلى انحسار علاقات الدول الوليدة بين بعضها، وخلق عداء بين الأخوة، واختلاق حروبٍ بينية. فعلى سبيل المثال لا الحصر نذكر الخلاف العراقي الكويتي، اليمني السعودي، السوداني المصري، والجزائري المغربي. ناهيك عن خلافات بين أقاليم دول الخليج فيما بينها.

فغالباً ما تتفتت الأسرة، المؤسسة، الحزب، الجيش، والدولة من داخلها أكثر مما تتعرض له من ضغوطات، وحروب خارجية. ولأن انتصار الثورة يتعارض مع أهداف، ومصالح الدول الاستعمارية لهذا فقد سعت هذه الأخيرة على زراعة جواسيس داخل صفوف الثورة، وقيادتها لسهولة إضعاف الثورة، وإفشالها بتنصيب أشخاص يحملون جنسيات مزدوجة، ويعملون لمصالح دول معادية للثورة السورية لإبقاء الوضع كما هو عليه. وقد نجحوا في ذلك إلى حدٍ كبير.

فرغم غياب قيادة ثورية موحدة في بداية الثورة، وعدم تنسيق دقيق للأعمال القتالية مع جميع الثوار في المناطق الثائرة ضد نظام الأسد، وبوجود تحصين قوي لنشطاء الثورة، وقادة المجموعات الثورية، ازدادت الانتصارات المتتالية التي حققها الثوار على الأرض، فحرروا أكثر من خمسةً وثمانين بالمئة مما كان يغتصبه جيش أسد.

ولولا تدخل المخابرات المتعددة بحجة توحيد جهود الثوار ودعمهم لما كان هناك انحسار جغرافي للثوار على الأرض. ولما ضعفت الثورة وسيطر على قرارها من ليسوا أهلاً لها، وكفؤاً لقيادتها، وتمثيلها ولسقط حكم الأسد الشمولي الطائفي في غضون شهور.

فكانت نتيجة الدعم، والتدخل الخارجيين القلاقل في صفوف الثوار، وازدياد الجواسيس، والمفسدين، في صفوف الثورة، وتنصيب ممثلين، وقادة يقفون ضد تحرير سوريا، وإسقاط حكم أسد، وضد تحقيق أهداف الثورة. بالإضافة إلى شراء الذمم من ذوي النفوس المريضة، والضعيفة، وتهميش الثوار، وحصر النازحين، والمهجرين في بقعة جغرافية تكاد تكون أشبه بسجن لا أكثر.

بغياب أغلب الخدمات وانتشار القتل، والسلب، وتجارة وترويج المخدرات، وفتح شرايين الحياة لحكم الأسد عبر الممرات ما بين الأخير والمعارضات المسلحة. ناهيك عن التضييق على الحاضن الثوري، وإذلاله وتقييد حريته، والمطالبة ما بين الفينة والأخرى بسحب السلاح من الثوار، وترخيصه بذرائع الحفاظ على الأمن الذي غيَّبه من تسلموا تمثيل الثورة، وقيادتها عنوةً تمهيدا لتوطيد التقسيم الذي سعى الجميع له.

أوجّه رسالتي لكلّ ثائرٍ حرٍ بأنَّ قوة أي نواة ثورية تكمن بمدى تحصينها من الاختراقات المخابراتية، وبمدى تجانس القائمين عليها، والسريِّة التامة في أنشطتهم، ولقاءاتهم. فلقد دأبت الجاسوسية العالمية على اختراق دول، وثورات لانهيارها أو إضعافها من داخلها تمهيداً لإفشالها.

ولنكن على ثقة أنه لا توجد دولة واحدة في العالم تصطف إلى جانب ثورتنا، وتناصر قضيتنا العادلة. بل جميعهم يسعون لتضييق الخناق علينا، وإذلالنا لإعادتنا إلى حظيرة الأسد التي فرَّ منها السوريون والتي تحقق مصالح الآخرين على حساب دماء السوريين، وأرواحهم، ومقدرات دولتهم.

وما تزال أجهزة مخابراتية تراقب بكثب الوضع السوري وخاصة الثائر كي لا ينهض من جديد، وتوجه جواسيسها لإفشال أي خطط تهدف إلى كسر قيود الهيمنة، والتحرر منها، وتحرير سوريا، واعتقال أو اغتيال من يسعى لتحقيق أهداف الثورة. لأن ما تمر بها المنطقة وانتشار الثورات، والحروب في كل من روسيا، وإيران توفر علينا الكثير من الوقت، والدماء، والأرواح لمتابعة ما هتف به شعب سورية الحر.

وإنَّ كل ما يحصل في الشمال السوري من إبقاء حالة الجمود، وانتشار الفساد، والتضييق على الثوار، وحاضنتهم يخدم أسد، ومستعمرين، وغزاة. في حين يرزح الحاضن الثوري في الفقر، والجهل، والتضييق عليه، وتضليله من قبل الأدوات التشغيلية التي لا يقل وبالها عما تقوم به أجهزة مخابرات أسد من تضليل، وانهيار للروح المعنوية، وزرع اليأس، والقنوط في نفوس الشعب السوري الثائر.