الإثنين 06 مايو 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.92 ليرة تركية / يورو
40.78 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.89 ليرة تركية / ريال قطري
8.62 ليرة تركية / الريال السعودي
32.35 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.92
جنيه إسترليني 40.78
ريال قطري 8.89
الريال السعودي 8.62
دولار أمريكي 32.35

لا اعتماد إلا على ذواتنا

05 أكتوبر 2022، 11:19 م
لا اعتماد إلا على ذواتنا

مرهف الزعبي

كاتب سوري

05 أكتوبر 2022 . الساعة 11:19 م

"فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَىٰ نَفْسِهِۦ ۖ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِمَا عَٰهَدَ عَلَيْهُ ٱللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا". لقد أيقن بعد فوات الأوان قسم كبير من المدافعين عن مصالح دول وأجهزة، على حساب دماء السوريين، وأرواحهم بأنهم كانوا جزءاً فيما حصل للثورة السورية، وحاضنتها من كوارث، ونكبات.

وبعد أن تعرى ما صدحوا به من شعارات زائفة في علاقاتهم مع آخرين عمادها الصداقة، والأخوة فتبين لعامة السوريين، وخاصتهم المؤامرات التي حيكت ضدهم بمساعدة، وتنفيذ الأعضاء التشغيليين، من قبل الأدوات التشغيلية. متخذين الخداع، والتبرير، وسائل للتخاذل، والانسحابات التي قامت بها المعارضات السياسية، والمسلحة من دون قتال مع أسد، وميليشياته أعذاراً أقبح من ذنوب.

وما عدم الرد على المجازر التي كانت تُرتكب بحق أهلنا، وأبنائنا في المشافي، والمدارس، والأسواق. وصمُّ الآذان عن سماع نداءات الاستغاثة التي كانت تصدح بها حناجر الثوار في أرياف حمص، ودمشق، ودرعا، وحماة، وحلب، وإدلب، إلا خير دليل عن انسلاخ هؤلاء عن جسم الثورة، وارتباطهم بدول خارجية معادية لتحقيق أهداف الثورة السورية.

إلى أن وصل بهم الحد لوصف كل من يسعى لكسر قيود الهيمنة، والإذعان من أجل استقلال القرار السيادي الثوري بأنهم من تيارات الهدم. وبعدما تُرجمت سوتشي وأستانا إلى التطبيق على الأرض والتي تمثلت بسحب سلاح الثوار، والتهجير، والتغيير الديمغرافي عبر اتفاقيات خفض التصعيد الأربعة التي نصَّت عليها الاتفاقيات المشؤومة.

بالإضافة إلى محاولة كسر إرادة الشعب السوري، وتدجينه، وما يتعرض له من تضييق، وتوطين، وتفقير شمالي سورية بضمانة أحد الدول الموقعة، أيقنَّ السوريون جميعهم أنَّ النظام العالمي بأكمله تآمر عليهم، وعلى ثورتهم، وسوريتهم أيضاً كدولة، ومؤسسات.

بالتالي فإن طريق الخلاص من التجاذبات الإقليمية، والدولية، وتحرير سوريا، وإسقاط حكم أسد فيها لن يكون عبر هؤلاء، أو أحدٍ منهم. ولن تسمح أي قوى، أو أجهزة بإسقاط حكم أسد، أو تسلم الثوار لسلطة الحكم في دمشق.

ما نريد إيصاله لمن لا يزال يراهن على الضامن التركي، وغيره من دول، أو قرارات.

إنَّ أي تحرك ثوري باتجاه المناطق التي يحتلها نظام الأسد، وروسيا، وإيران، وقسد، وحتى تنظيم القاعدة المتمثلة بالجولاني لن يسمح به المجتمع الدولي. وسيتحمل نتائج أي اختراق لأي بند نصَّت عليه سوتشي وأستانا الضامن الذي ضمن تنفيذ ما تمَّ التوافق عليه نظراً للسماح له بالسيطرة على المناطق المتواجد فيها.

لذا فإنَّ الرهان على أي جهة أياً كانت، هو رهان خاطئ، وخاسر. وأنَّ العمل الثوري لتحرير سوريا لن يسمح به أحد. حتى وإن كان في الشمال السوري، وإنَّ طرق التحرير، وإسقاط الأسد، واستلام زمام المبادرة، واستعادة القرار الثوري، وتنظيم ثوار سوريا من جديد يتطلب السرية المطلقة، والحرص على عدم اختراق صفوف الثوار، والتفاني الدائم في خدمة الثورة من قبل الثوار السوريين وحدهم.

وأنَّ القسم الذي أقسمناه يجب أن يبقى نصب أعيننا نسعى للحفاظ عليه، وتنفيذه. عندها يصبح التحرير، وإسقاط الأسد تحصيل حاصل خاصةً مع انتشار الثورات في دول يعتمد النظام الدولي عليها في تثبيت سياساته في الشرق الأوسط، وقمع الشعوب الثائرة من خلالهم. الأمر الذي ينبئ بتوسع دائرة الحروب، وانهيار دول، وظهور أنظمة حكم جديدة لا ترتبط بقيود الهيمنة، والإذعان، والإملاءات.