آرام – عائشة صبري

اندلع حريق في سجن "إيفين"، الذي يُحتجز فيه سجناء سياسيون ونشطاء مناهضون للحكومة في العاصمة الإيرانية طهران، إضافة إلى احتجاز أجانب، وحذرت واشنطن إيران من تحمل مسؤولية سلامة النزلاء الأميركيين.

وقال علي رضا، عضو في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، لشبكة "آرام": إنَّ انفجاراً هائلاً دوى في سجن إيفين في الساعة 21.50 مساء السبت بتوقيت طهران، واهتزّت جميع نوافذ المباني المحيطة بالسجن.

وأضاف، أنَّ عدداً من السجناء كانوا متواجدين على أسطح هذا السجن في منطقة إيفين، وسط سماع أصوات طلقات رصاص مستمرة وصفارات إنذار من هذا السجن.

وأشار رضا، إلى اتجاه المتظاهرين القلقين على حالة المعتقلين نحو السجن رغم اعتداءات قوات الأمن، وأصبحت الأحياء المحيطة به مسرح انتفاضة مناهضة للنظام مرددين شعارات: "الموت للديكتاتور والموت لخامنئي".

اقرأ أيضاً: "الموت لخامنئي".. تفجر الاحتجاجات الشعبية في إيران

وفي سياق متصل، تقول مصادر "إيران إنترناشيونال": إنَّ أربعة أشخاص على الأقل قتلوا خلال الهجوم الذي شنته القوات الأمنية وما تلاه من حريق، كما أصيب عدد من السجناء بطلقات نارية، وآخرون بحالات إغماء بسبب استنشاق كمية كبيرة من الدخان والغاز وتم نقلهم إلى المستشفى.

وبحسب التقارير، فقد حدث اضطراب في "العنبر 7" من سجن إيفين منذ الصباح، ودوت صفارات الإنذار عدة مرات، ومع تصاعد التوتر بدأ صوت إطلاق النار.

وأضافت أنَّه بعد إطلاق أكثر من 200 إلى 300 طلقة، حاول السجناء الخروج إلى الساحة وكسروا أبواب الصالة 4 جنوبي السجن، ولكن عندما وصلوا إلى الباب الأخير، بدأ حراس الأمن في القاعات بإطلاق الغاز المسيل للدموع والغاز الملون.

رواية النظام الإيراني

ذكرت وكالة أنباء "فارس"، التابعة للحرس الثوري الإيراني، بأنَّ الحريق في سجن إيفين نتج عن حرق "مستودع الملابس وورشة العمل" في السجن، بعد "صراع مفتعل" بين سجناء العنبرين السابع والثامن.

وزعمت "فارس"، أنَّ عدداً من السجناء هربوا أمس السبت، ودخلوا حقل ألغام بعد "اشتباك مع قوات الأمن"، وأنَّ الانفجارات التي سمعت تتعلق بهذه القضية.

بدورها، قالت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا": إنَّ ثمانية أشخاص أصيبوا جراء الحريق الذي أضرمه سجناء ورشة للخياطة في السجن.

وصرح حاكم طهران محسن منصوري بأنَّ الهدوء عاد إلى السجن، وأن قوات الأمن انتشرت في الشوارع المؤدية إلى السجن لدواع أمنية.

بينما صرّح المدعي العام في العاصمة الإيرانية علي صالحي، بأنَّ الأحداث التي شهدها سجن إيفين في طهران مساء أمس السبت "غير مرتبطة" بما وصفها بأعمال الشغب التي تشهدها البلاد منذ نحو شهر عقب وفاة الفتاة مهسا أميني.

من جهتها، مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمقاومة الإيرانية، طالبت الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان والمفوض السامي لحقوق الإنسان والاتحاد الأوروبي بالتدخل السریع لمنع مذبحة سجناء إيفين.

ودعت السيدة رجوي أهل وشباب طهران إلى مساعدة العائلات التي ذهبت إلى سجن إيفين، مشيرة إلى أنَّه في سيناريو مشابه، في الأسبوع الماضي (6 تشرين الأول)، قتل ما لا يقل عن عشرة سجناء وأصيب آخرون بالرصاص والنيران في سجن لاكان في رشت.

تحذير أمريكي

بالمقابل، حذرت وزارة الخارجية الأميركية من أنَّ إيران تتحمل مسؤولية سلامة المواطنين الأميركيين المحتجزين في سجن إيفين، بعد الحريق والاضطرابات التي اندلعت داخل السجن.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس، في تغريدة على تويتر: "تتحمل إيران المسؤولية الكاملة عن سلامة مواطنينا المحتجزين من دون وجه حق والذين يجب إطلاق سراحهم فوراً".

وأضاف، أنَّ "واشنطن على اتصال بالسلطات السويسرية بهذا الشأن، التي ترعى المصالح الأميركية في إيران في ظل عدم وجود علاقات دبلوماسية رسمية بين طهران وواشنطن".

ويضم سجن إيفين سجناء أجانب بينهم الأكاديمية الفرنسية الإيرانية فاريبا عادلخاه، والمواطن الأميركي سياماك نمازي، كما يقبع فيه المواطن الأميركي مراد طهباز، الذي يحمل الجنسية البريطانية أيضاً، فضلاً عن المواطن الإيراني السويدي أحمد رضا جلالي.

اقرأ أيضاً: منظمة حقوقية تكشف حصيلة قتلى الاحتجاجات على يد قوات الأمن في إيران

شاهد إصداراتنا: