السبت 06 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

وصول المعارضة السورية إلى السلطة لا يعني انتصار الثورة

27 أكتوبر 2022، 09:11 م
وصول المعارضة السورية إلى السلطة لا يعني انتصار الثورة

مرهف الزعبي

كاتب سوري

27 أكتوبر 2022 . الساعة 09:11 م

كثيراً ما وظَّفت الأجهزة المخابراتية وسائل التضليل والخداع، لاستخدامهما وسيلة عبور لتحقيق مصالحها عبر جواسيسها، وأدواتها التشغيلية. وقد نجحت بذلك في زرع عملائها، وفرضهم كـ قادة وممثلين، في الصفوف الأولى لمعارضين أو ثوار أو أحزاب، لأداء الأدوار التي تُناط بهم في الدول، والمناطق المستهدفة.

ووُفقت إلى حد كبير باتباع هذه السياسة. ومنها على سبيل المثال لا الحصر قادة حماس الجدد، والمعارضة السورية بشقيها السياسي والعسكري، والذين ارتهن أعضاؤها لقرارات الخارج، وإملاءاته. حتى أضحى المذكوران هما من يمثلان الشارعين الفلسطيني في قطاع غزَّة، والثوري السوري شمالي سوريا في الأوساط الإقليمية، والدولية دون أيّ وجود حقيقي للشعب المنتفض، أو الثائر الذي ثار في وجه أعدائه، واُغتصب قرار تمثيله، وقيادته.

وللتذكير فإنَّنا لا نبالغ إذ نقول بأنَّ المجتمع الدولي بجميع مؤسساته، وهياكله وقفوا صفاً واحداً مع حكم بشار الأسد. وتغاضوا عن جرائمه، وحموه من السقوط، والانهيار. وجنَّدوا له جواسيس ينفذون المؤامرات التي حيكت ضد الشعب، والثورة السوريين بمسميات ثورية. عبر ما يُقال عنهم أصدقاء، وحلفاء الشعب السوري.

فقاموا بتجنيد الخونة ليعملوا على إفشال الأخيرة، وتعويم الأسد، وإطالة أمد الحرب التي لم تهدأ رحاها منذ أكثر من عقدٍ من عمر الثورة. حيث تجلى ذلك بالاعتقال، والقصف، والقتل، إلى الحصار، والتهجير، وصولاً إلى التفقير، والإذلال في الشمال السوري.

فأصبح الشعب يدفع روحه، ودمه ثمن حروبٍ، وصراعاتٍ بينيّة على أرضه بإيعازاتٍ من قوى الغزو الخارجي التي لا تعرف للإنسانية معنىً، ولا قيمةً. مستنزفةً قواه، وكوادره بحيث يخرج منها هو الخاسر الوحيد في صراع تقوده نُظم الإرهاب العالمي على أرضه.

ولو نظرنا إلى المعارضة السورية المسيطرة على ملف الثورة السورية لوجدنا أغلب من تسلموا سدَّة القيادة، والتمثيل صنيعة المخابرات المتعددة. من حيث التعيين، والتلقي للدعم، وتنفيذ لما يُطلب إليهم. فأبعدوا نشطاءها، ونخبها، وأكاديمييها عن دورهم الحقيقي، وحرفوا نهج الثورة عن مسارها، وضيَّقوا على ثوارها.

إنَّ المعارضين (سياسيين، ومسلحين) الذين ارتضوا بأن يكونوا أدواتٍ بأيدٍ خارجية، لا يمثلون الثورة، ولا الشارع السوري. وهما أقرب ما يكونان إلى حكم الأسد من الثورة. وإنَّ ما أنتجوه خلال سيطرتهم على ملف الثورة كان الخذلان للمناطق الثائرة، والمحاصرة، وطعن المعتقلين، وعدم مناصرتهم، وتحريرهم من أقبية الاعتقال. ناهيك عن تسليمهم للكثير من المحرر إلى حكم أسد وفقاً لما أفرزته سوتشي، وأستانا بمشاركتهم، وتوقيعهم على ما يسمى بـ "مناطق خفض التصعيد" التي صبَّت جميع مخرجاتها في سلة نظام الأسد.

إنَّ وصول هؤلاء لسدة الحكم، وتحكمهم بمفاصل القرارات، والسيطرة على السلطة، واحتكارهم لها، لا يعني بالمطلق أنَّ الثورة السورية قد انتصرت. لأنَّ هؤلاء هم من يمثلون جهات خارجية معادية للشعب السوري. وستبقى المنطقة في حالة صراعٍ دائمٍ، وزعزعةٍ لأمن المنطقة، واستقرارها حتى يحقق الثوار جميع أهداف الثورة، وتطلعات الشعب السوري الحر.

المدونات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي آرام ميديا

اقرأ أيضاً: هل هيئة تحرير الشام تمتلك مشروعاً؟

شاهد إصداراتنا: