قدم معهد واشنطن لسياسة الشرق الأوسط نصائح لنظام الأسد بخصوص أزمة مصادر الطاقة التي تعاني منها مناطق سيطرته في سوريا.
وأكد المعهد في دراسة له على ضرورة رجوع نظام الأسد إلى طاولة المفاوضات لإيجاد تسوية سياسية للصراع في البلاد، من أجل التخفيف من حدة الأزمة التي شلّت مناطق سيطرته.
ونصح المعهد كلاً من النظام وحليفته الأبرز روسيا، بالموافقة على تمديد آلية إدخال المساعدات الإنسانية للسوريين عبر الحدود عن طريق مجلس الأمن.
وحذر من أن السبب الدقيق الذي أدى إلى أزمة الطاقة غير واضح، لكن حدوثها في هذا الوقت وامتداد الاحتجاجات إلى مناطق سيطرة النظام مثل السويداء، ينذر بأن السوريين مقبلون على الشتاء الأقسى منذ عام 2016.
ودعت الدراسة الولايات المتحدة إلى استغلال هذه الظروف من أجل ضمان تمديد آلية إدخال المساعدات عبر معبر باب الهوى بريف محافظة إدلب إلى الشمال السوري.
ومقابل تمديد آلية المساعدات في الشمال السوري وفقاً للدراسة، على واشنطن المساعدة في تخفيف حدة أزمة الطاقة في مناطق النظام، وذلك عبر وضع آلية تضمن وصول المحروقات لتخفيف معاناة المدنيين من دون إتاحة فرصة لاستغلالها من قبل النظام.
ونصحت الدراسة إنشاء "قناة بيضاء" للمساعدات الإنسانية، وهي آلية سبق أن اتبعتها أمريكا مع إيران عام 2020، وتسمح للشركات والحكومات الأجنبية بإنشاء آلية دفع للصادرات الإنسانية المشروعة إلى ذلك البلد، طالما أن النظام لن يستفيد منها.
وبموجب الآلية المذكورة، لن يصل أي حوالات مالية وما شابه لنظام الأسد، كما دعت الدراسة إلى إنشاء غرفة رقابة على الشحنات من وإلى سوريا.
وأشارت إلى إمكانية مساهمة واشنطن بحل أزمة الطاقة من دون توسيع نطاق التطبيع مع النظام، وحثّت أمريكا على انتزاع تنازلات سياسية واضحة من النظام، مثل إطلاق سراح المعتقلين وتيسير عمل اللجنة الدستورية.
يأتي هذا في الوقت الذي تخطط فيه روسيا عرقلة وصول المساعدات للسكان شمال سوريا، من أجل الضغط في المفاوضات والحصول على مكاسب سياسية لصالح نظام الأسد.
يُذكر أن مناطق نظام الأسد تعيش أزمة محروقات خانقة أثرت على جميع مظاهر الحياة، تزامناً مع ارتفاع في أسعار السلع والخدمات نتيجة تواصل انهيار الليرة السورية التي تخطت حاجز الـ 6 آلاف ليرة مقابل الدولار الواحد.
اقرأ أيضاً: بعد منعهن من التعليم الجامعي.. طالبان تصدر قراراً جديداً يخص النساء
شاهد إصداراتنا:
