حذر خبير اقتصادي من ظاهرة خطيرة تهدد مستقبل السوريين في مناطق سيطرة نظام الأسد، تتمثل بتراجع نسبة الولادات، بالتزامن مع تزايد الهجرة، والتي قد تصل إلى احتمالية الانتقال لمجتمع الكهولة ونفاذ القوة العاملة في البلاد.
ونقلت صحيفة "الوطن" الموالية، عن الخبير الاقتصادي عامر شهداء، أن مدير مشفى التوليد وأمراض النساء في دمشق أكد على تراجع نسب الولادات بنسبة كبيرة، تزامناً مع تزايد نسب الهجرة خارج سوريا.
وبحسب مدير المشفى فإنه قد انخفض عدد الولادات لنحو 400 ألف طفل خلال الأشهر الستة الأولى من العام الحالي، وهو ما رأى فيه "شهدا" مؤشراً خطيراً، يرتبط بانخفاض الإنتاجية مستقبلاً.
واعتبر أن ذلك "ينذر باستنساخ تجارب دول أوروبية، واجهت مشاكل في دفع مستلزمات المتقاعدين لديها، من صناديق الضمان الاجتماعي، جراء تراجع العمالة، مما اضطرها لفتح الأبواب لاستقطاب المهاجرين، بغية سد العجز لجهة الضمان الاجتماعي".
وقال شهدا إن "المشكلة لا تقتصر على استنزاف الموارد البشرية فحسب، إذ إن تزايد الهجرة المتزامن اليوم مع تراجع الولادات، سيؤدي حتماً لتراجع الطلب ضمن الأسواق المحلية، بغض النظر عن الارتفاع في الأسعار، نظراً لارتباط الركود بضعف الطلب بالدرجة الأولى، مما سيؤدي إلى تراجع موارد الدولة، وبالتالي سيرخي بظلاله أكثر على واقعنا الاقتصادي المنهك".
وأضاف أنه "في عملية حسابية بسيطة، وبالاعتماد على تصريح وزارة الداخلية سابقاً بإصدار قرابة 950 ألف جواز سفر خلال العام الحالي، ومقارنتها بخسارة الولادات البالغة 600 ألف ولادة، فإن ذلك يعني خسارة ما يقارب مليون و200 ألف عنصر بشري خلال العام الحالي، أي ما يعادل نسبة 75% من القوة العاملة في سوق الاقتصاد السوري".
وتعيش مناطق سيطرة نظام الأسد أوضاعاً اقتصادية متردية، نتيجة أزمات معيشية متلاحقة وارتفاع جنوني بالأسعار نتيجة انهيار الليرة السورية المتواصل، فضلاً عن ارتفاع نسبة البطالة وقلة فرص العمل، ما دفع الكثيرين للهجرة خارج البلاد بحثاً عن حياة أفضل.
اقرأ أيضاً: الشيخ الرفاعي يوضح حقيقة جماعة "القبيسيات" وموقفه من منيرة القبيسي
شاهد إصداراتنا:
