قال مصدر مطلع في العراق إن الجنرال الإيراني قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري "له تأثير كبير في نفوس الشيعة"، وأنهم "سوف يضيعون" عقب مقتله ومقتل أبو المهدي المهندس (نائب رئيس الحشد الشعبي العراقي)، واللذان اغتالتهما القوات الأمريكية في بغداد، أمس الجمعة.

وأضاف المصدر لموقع "آرام"، خلال نقله عن أحد العراقيين المتابعين لتفاصيل العلاقة بين إيران والعراق منذ العام 2003، السبت، أن "سليماني هو عظيم الفرس (رستم بالمفهوم التاريخي) والمعلوم عنه: التأني والدقة في الفعل ولا يتهور، وله تأثير كبير في نفوس شيعة العراق".

وتابع أن سليماني "كان ظهرهم القوي، وهو العقل المدبر لهم، وأنهم كانوا يعتقدون أن أمريكا لن تصل له".

وبين المصدر لـ "آرام"، أنه في لو رجحت كفة الأمريكان بالتحكم بالحكومة العراقية القادمة والملف الأمني سوف يُسلّمون شخصاً يدعى عبد الوهاب الساعدي هو شيعي ولكن (وطني)، أي غير مرتبط رسمياً بإيران، وتولى قيادة عمليات الموصل ضد داعش".

وأردف أن هذا "يحتاج إلى تصفية ما لا يقل عن 10 شخصيات كبيرة (اغتيال: فالح الفياض وهو مستشار الأمن الوطني ورئيس هيئة الحشد الشعبي، وهادي العامري وهو زعيم منظمة "بدر" وتحالف "الفتح" - وعزل زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر وغيرهم).

من جهة أخرى، رأى أستاذ علم الاجتماع بجامعة السوربون برهان غليون، أن عملية اغتيال سليماني والمهندس، هو رسالة أمريكية هدفها البدء بتحجيم الامبراطورية الإيرانية، وإعادة النظام الإيراني إلى حجمه الطبيعي.

وقال غليون في حديث مع موقع "عربي21"، أن "عملية الاغتيال الأمريكية لشخصية بحجم سليماني، هي رسالة لبداية عمل أمريكي جدي لتصفية الامبراطورية الإيرانية، وإعادة الإيرانيين إلى حجمهم الطبيعي ضمن حدودهم الطبيعية".

وأشار غليون إلى أن "سليماني كان هو رمز النشاط التوسعي الإيراني في المنطقة، وأنه كان في لبنان للانقلاب على الثورة الشبية هناك، ومر عبر سوريا لتثبيت النظام وجاء إلى بغداد لتصفية الثورة الشعبية المستمرة في العراق منذ أكثر من شهرين".

فيما يرى محللون أن اغتيال سليماني والمهندس يدعم توجه الشيعة العراقيين المساهمين في الثورة ضد الوجود الإيراني في العراق.

وجدير بالذكر أن الجيش الأمريكي وضع خطة اغتيال قائد "فيلق القدس" الإيراني قاسم سليماني، ضمن أهدافه منذ العام 2007، وذلك بحسب ما ذكرت وكالة "أسوشيتد برس"، السبت.

والجمعة، أكدت وزارة الدفاع الأمريكية "بنتاغون" مقتل سليماني، في قصف جوي استهدف سيارتين على طريق مطار بغداد، بناء على توجيهات من الرئيس دونالد ترامب.

واتهمت الوزارة سليماني، في بيان، بأنه كان يعمل على تطوير خطط لمهاجمة دبلوماسيين وموظفين أمريكيين في العراق والمنطقة.

وأشعل مقتل سليماني، غضباً في إيران التي توعدت بـ "رد قاس"، فيما أعلن على إثره المرشد علي خامنئي، الحداد 3 أيام.