الجمعة 03 مايو 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.92 ليرة تركية / يورو
40.78 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.89 ليرة تركية / ريال قطري
8.62 ليرة تركية / الريال السعودي
32.35 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.92
جنيه إسترليني 40.78
ريال قطري 8.89
الريال السعودي 8.62
دولار أمريكي 32.35

بعد مقتل سليماني

محلِّلون لـ"آرام": إيران ستُصعد جزئياً ولن تصل لحرب شاملة

04 يناير 2020، 04:27 م
محلِّلون لـ"آرام": إيران ستُصعد جزئياً ولن تصل لحرب شاملة
محلِّلون لـ"آرام": إيران ستُصعد جزئياً ولن تصل لحرب شاملة

عائشة صبري – آرام:

توقع سياسيُّون ومحلِّلون عسكريون أنَّ الردَّ الإيراني على مقتل قائد فيلق القدس التابع لميليشيا الحرس الثوري الإيراني سيكون بشكل محدود وجزئي، مؤكدين بذات الوقت أنَّه لن يصل إلى منطق الحرب الشاملة التي يُمكن أن تندلع وتؤثر على عموم منطقة الشرق الأوسط.

وقالوا في تصاريح مُتفرقة لـ"آرام" الجمعة: إنَّ "مقتل قائد ميليشيا فيلق القدس قاسم سليماني، هو صفعة قوية للمشروع الإيراني في المنطقة، وخبر سار لكلِّ ذوي الضحايا الذين قتلوا على أيدي تلك الميليشيات"، لافتين إلى أنَّ ذلك الأمر سيُساهم بإضعاف النفوذ الإيراني في سوريا لصالح النفوذ الروسي.

وكان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، أكد بعد مقتل سليماني، على التزام بلاده بخفض التصعيد مع إيران، مبيناً أن الولايات المتحدة مستعدة للدفاع عن نفسها.

بدروه، بيَّن الباحث السوري في الشأن الأمريكي الأكاديمي صالح المبارك لشبكة "آرام"، أنَّه "لن يحدث تصعيد إلى حدِّ الحرب الشاملة، قد يكون هناك مناوشات، فالإيرانيون خبثاء ويعلمون مقدرة أمريكا التدميرية خاصة في عهد ترامب".

وأضاف المبارك "أنَّهم سيصعدون بالتنديد والوعيد وربَّما يفتعلون أمرًا بسيطًا لردِّ الاعتبار بطريقة محدودة ومدروسة، وحصل هذا الشيء سابقًا عندما أسقطت طهران طائرة بلا طيار أمريكية ردًّا على قافلة الخليج العربي".

وتابع أنَّ "أمريكا وخاصة إدارة ترامب تُريد تحجيم إيران وتأديبها، ومنها الضغط عليها لسحب قوّاتها من سوريا، فالموضوع له انعكاس على الشأن السوري عبر تقليم أظافر إيران في المنطقة".

صفعة للمشروع الإيراني

المحامي الفلسطيني أيمن فهمي أبو هاشم، رأى أنَّ عملية اغتيال سليماني والمهندس ومن معهم من ضباط إيرانيين الذين ساهموا في ارتكاب الجرائم في سوريا والعراق واليمن، هي "صفعة قوّية للمشروع الإيراني، وخبر سار لكلِّ ذوي الضحايا الذي قضوا نحبهم على أيديهم".

ولفت أمين عام تجمُّع مصير أبو هاشم في تصريحه لـ"آرام"، إلى أنّ عملية الاغتيال "سيكون لها تداعيات بكسر الروح المعنوية بهذا المحور الذي يُتاجر بقضية فلسطين والقدس، ويُغطِّي جرائمه باسمها".

وباعتقاده أنَّه "أصبح واضحًا أنَّ هناك محاولة إيرانية للتغطية على هذه الجريمة أو التقليص من أهميتها، لكن مصابهم كبير، فاستهداف القادة له تأثير بالغ في المنطقة ومصلحة وفائدة لكلِّ الشعوب التي تريد الخلاص من شرور إيران".

وأكد أبو هاشم أنَّ الفصائل الفلسطينية وعلى رأسهم حركة حماس والقوى اليسارية مثل الجبهة الشعبية والديمقراطية، التي استنكرت مقتل هؤلاء المجرمين ونعتهم بالشهداء، "ستخسر كثيرًا بسبب هذا الموقف".

وأضاف أن "مباركة مقتلهم وتأييدها هو الموقف الصحيح، ومن يستنكر يطعن بعدالة القضية الفلسطينية، ولا تعبّر سوى عن مصالح حزبية ضيقة لهذه التنظيمات المدعومة من إيران".

إضعاف النفوذ الإيراني

من جهته، قال الباحث في الشأن السوري عباس شريفة، لـ "آرام": إنَّ الضربة الأمريكية التي أسفرت عن مقتل قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس "ستسهم بإضعاف النفوذ الايراني في سوريا لصالح النفوذ الروسي".

وأردف شريفة أنَّ "هذا سيؤثر على مستقبل نظام الأسد الذي بات اليوم يُفضِّل التحالف مع إيران التي تظهر تمسكًا قويًّا ببقائه في السلطة، بينما يتسم الموقف الروسي بالتردُّد وجعل مصير رأس النظام محل تفاوض".

واستدرك "لكن سيبقى النفوذ الإيراني موجوداً، وهو ما سيدفع الكثير من اللاعبين إلى إعادة التموضع من جديد في الساحة السورية عندما تبحث واشنطن عن فصائل عسكرية جاهزة لمواجهة إيران بعد رفض ميليشيا (قسد) طلب الأمريكان الدخول بهذه المواجهة".

إيران ستردُّ

سفير سوريا الأسبق في السويد بسام العمادي يعتقد أنَّ "إيران ستردُّ في الزمان والمكان المناسبين"، قائلًا لـ"آرام": إنَّه "لا يختلف عاقل مع القول بأنَّ إيران لا تستطيع الدخول في حرب ضد أمريكا، لكن خسارة مجرم كبير تضع إيران في حرج كبير".

وأضاف، أنَّ "طهران لا تستطيع المضي دون ردٍّ، وفي الوقت ذاته لا يُمكنها التسبُّب بمواجهة عسكرية ليست قادرة على الخروج منها بسلام، فقد وضعت نفسها في موقف لا تحسد عليه بعد سلسلة من الأعمال المارقة كالهجوم على المنشآت النفطية السعودية وإسقاط الطائرة الأمريكية المسيرة وأخيرًا الهجوم على السفارة الأمريكية".

وأشار العمادي إلى أنَّ "إيران تواجه ساعة الحقيقة، فمنذ فترة طويلة تُمارس سياسة حافة الهاوية، ولم تُكشف أوراقها لأنَّ الطرف الآخر لم يدفعها لذلك، ولكن الأمر مختلف الآن، وسيكون عليها العودة لحجمها الطبيعي المساوي لقوتها، وأن تبتلع الإهانة وكرامتها معًا، وإلا ستكون نهاية نظامها الحالي على يد من سمح لها بهذا التمدد".

ويبقى المخرج الوحيد لهذا المأزق لإيران من وجهة نظر العمادي، أن "تقوم بعمل ما يحفظ ماء وجهها دون أن يدفع أمريكا للردِّ عليه بشكل حاسم، وربَّما بعد التفاهم معها على ذلك، أو أن تصرَّح بأنها ستقوم بالرد في المكان والزمان المناسبين، وإلا فستفتح على نفسها أبواب جهنم".

ويُشار إلى أنَّ ردة فعل النظام الإيراني على مقتل سليماني ستُشكّل اختبارًا حقيقيًا كبيرًا لهذا النظام أمام جمهوره، لذلك فإن صمت أو انفعال طهران على مقتل سليماني يمكن أن يكون له تأثيرات مدمّرة على البروباغاندا الحكومية، ويمكن أن يكون لردة الفعل نتائج وتبعات بعيدة المدى.