السبت 06 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

عدسة على الإدمان الرقمي.. مخاطر وواجبات (9)

09 مارس 2023، 02:07 ص
الإدمان الرقمي- جهاز كمبيوتر
الإدمان الرقمي- جهاز كمبيوتر

أحمد خضر المحمد – آرام

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران:102]. وبعد:

فلا يخفى على عاقلٍ ما ابتلي به زماننا من تسارعٍ في انتشار وسائل التواصل في العالم الافتراضي المتمثّل بالشابكة العنكبوتية. ولا ننكر ما في هذا العالم من منافع على مستوياتٍ عدّةٍ؛ من نشر المعارف، وتبادل المعلومات، وسهولة الوصول إلى أيّ خبرٍ أو حادثةٍ عبر محرّكات البحث، وتحقيق سنّة التعارف بين بني البشر. إضافةً إلى توسيع دوائر التسويق والتجارة الإلكترونية، حيث التواصل بين الشركات وعملائها حول العالم، وغير ذلك ممّا أفادت منه البشرية.

ومع ذلك، فقد كان لهذا الانفتاح آثارٌ مدمّرةٌ في العلاقات الاجتماعية، والقيم الأخلاقية، وإفساد فطرة الأطفال والمراهقين، فهذه البرامج تأخذ منّا أكثر ممّا تعطينا. وهذا ما سنبحثه في هذا المقال عبر مطلبين:

المطلب الأول: أخطار الإدمان الرقمي على العلاقات الاجتماعية وإنتاجية الأفراد.

أولاً: العلاقات الاجتماعية:

لا ينكر عاقلٌ أنّ وسائل التواصل على الشابكة قرّبت البعيد، ولكنّها -للأسف- بعّدت القريب؛ فمعظم جلسات الإخوة والأهل والأصحاب باتت باهتة الشكل والمضمون، إذ ترى الجميع قد أطرق رأسه في جوّاله يقلّب صفحات الشابكة باحثاً عمّا يسلّيه دون اهتمامٍ بمن يجاوره أو يجالسه.

فقد سمحنا لوسائل التواصل أن تحلّ محلّ تواصلنا المباشر مع الناس، وتحوّلت علاقاتنا الإنسانية إلى علاقة فردٍ بشاشةٍ، حتى أصبح مقدار الوقت الذي نخصّصه للشاشة، يقابله انخفاضٌ مماثلٌ في كمية ونوعية صلاتنا الشخصية. وهذا الانخفاض منع الكثيرين من اكتساب مهارات التواصل المباشر. لذلك نستطيع القول: إنّها مواقع للانفصال الاجتماعي لا للتواصل الاجتماعي.

حتى داخل الأسرة الواحدة حيث ينشغل كلّ فردٍ بهاتفه متحدّثاً مع الغرباء، ومندمجاً في عالمه الافتراضي، ممّا يعزله عن أسرته، إلى أن غدا الطابع الفردي هو السائد، وأصبح التفّكك الأسري قاب قوسين أو أدنى في مجتمعاتنا المحافظة.

وكلّنا يعلم ما في هذه الجلسات من بعدٍ عن منهج النبوّة في آداب الزيارة والمجالسة، من الإقبال على من يحادثك، وعدم الانشغال بشيءٍ آخر يشعر المتحدّث بالحرج وعدم الاهتمام من جلسائه، وهذا ما فطن له الرسول ﷺَ في إحدى جلساته مع أصحابه حين «اتَّخَذَ خَاتَمًا، فَلَبِسَهُ، ثُمَّ قَالَ: "‌شَغَلَنِي ‌هَذَا ‌عَنْكُمْ مُنْذُ الْيَوْمِ، إِلَيْهِ نَظْرَةٌ، وَإِلَيْكُمْ نَظْرَةٌ، ثُمَّ رَمَى بِهِ».

وكثيراً ما ينشغل أحد الزوجين عن زوجه، فيتحاوران وعين كلّ واحدٍ منهما على الجوّال، فيسمعان شيئاً، ويغيب عنهما أشياء، فلا هي تبالي بوجوده، ولا هو يبالي بجلوسها، ثمّ يتساءلان عن أسباب النفور والبرود العاطفي بينهما، حتى وصلت بعض العلاقات الزوجية إلى مرحلة الانهيار، وبعضها إلى الانفصال بسبب الإهمال والشكّ. وقد أظهرت دراسةٌ في دولة الإمارات العربية نقلاً عن قناة العربية أنّ 50 % من حالات الطلاق كانت بسبب وسائل التواصل الاجتماعي.

وهنا لا بدّ لنا من التذكير بأنّ بعض الأزواج قد ينشغلون بالجوّال بدافع العمل؛ حيث يتطلّب عمله منه أن يكون دائماً في حالة اتصالٍ لاستقبال الرسائل والردّ عليها، فيحسن بالزوجة أن تقدّر هذا الأمر، وأن تكون عوناً لزوجها على متاعب الحياة، والتماس الأعذار له.

ثانياً: ضعف الإنتاجية:

لا ريب أنّ الانشغال الكثير بوسائل التواصل يزيد من آلام الرقبة والكتف، ويزيد أيضاً من معدّلات الإصابة بالسمنة نتيجة الجلوس فتراتٍ طويلةً، ومن ثمّ الإصابة بالخمول والكسل. فالتنقّل بين المواقع باستمرارٍ يقلّل القدرة على التركيز سواءٌ في العمل أو في الدراسة، وذلك بسبب المعلومات الزائدة والصور والمرئيات المختلفة التي تعمل على إجهاد العقل وإرهاقه.

وهذا ما يشكو منه كثيرٌ من الطلبة، فما إن يفتح الكتاب دقائق معدودةً حتى ينشغل بالجوّال ساعاتٍ طويلةً. وقد رأيت بعضاً من مدرّسي القرآن من يستمع إلى طلّابه وهو يقلّب شاشة جوّاله متفاعلاً مع ما يشاهد، لا ما يسمع، والله المستعان. ويحضرني هنا قول الإمام الآجري -رحمه الله- (ت: 360 ه) وهو يتحدّث عن آداب المقرئ: "وَأُحِبُّ لِمَنْ يُلَقِّنُ إِذَا قُرِئَ عَلَيْهِ أَنْ يُحْسِنَ الاسْتِمَاعَ إِلَى مَنْ يَقْرَأُ عَلَيْهِ، وَلا يَشْتَغِلَ عَنْهُ بِحَدِيثٍ وَلا غَيْرِهِ، فَبِالْحَرِيِّ أَنْ يَنْتَفِعَ بِهِ مَنْ يَقْرَأُ عَلَيْهِ، وَكَذَا يَنْتَفِعُ هُوَ أَيْضًا"، ومن المؤسف أيضاً ما نراه أحياناً من تشاغل بعضهم بالجوّال في أثناء خطبة الجمعة، علماً أنّ الفقهاء نصّوا على حرمة الانشغال عن الخطبة بالصلاة والنوافل.

هذه البرامج تسرق منّا خير أوقاتنا؛ وهو وقت البكور المبارك، فنفتح البرنامج بنيّة دقائق معدودةٍ، فتتحوّل إلى ساعاتٍ بسبب التنقّل من صورٍ إلى مرئياتٍ، ثمّ إلى خبرٍ وتعليقٍ، وتعليقٍ على التعليق وردٍّ عليه، وهكذا تضيع أوقاتنا سدىً.

وبات من الصعب علينا تخيّل العيش دون برامج التواصل المشهورة، حتى "صاغ الباحثون مصطلح (النوموفوبيا - nomophobia) أي الخوف من عدم وجود الهاتف المحمول"، وقد أثبتت دراساتٌ نفسيةٌ عديدةٌ أثر المواقع الاجتماعية في تعزيز (اضطراب نقص الانتباه)، بفعل الإدمان الإلكتروني حتى يتحول إلى وسواسٍ قهريٍّ، فيستيقظ من نومه ليتفقّد الصفحة، ثمّ يعاود النوم، ثمّ يفتح الصفحة ويغلقها، وبعد بضع دقائق يفتحها مع علمه ألا جديد فيها، ولكنّه الإدمان. والخلاصة أنّ تشتيت التركيز وضياع الوقت أهمّ سببين في ضعف الإنتاجية.

المطلب الثاني: أخطار الإدمان الرقمي على الهوية القيمية والدينية وأخلاق الأطفال واليافعين

أولاً: ضياع الهوية القيمية والدينية:

كثيرٌ من الحسابات والمواقع باتت منبراً لنشر الشائعات والأكاذيب والخرافات، والأحاديث الموضوعة والقصص المكذوبة، والمعلومات المغلوطة في الشرع، ولا يعلم كثيرٌ من المسلمين أنّهم يأتون منكراً من القول وزوراً بقولهم على الله ورسوله ما ليس لهم به علمٌ، بحجّة الدعوة إلى الله الذي علّمنا في كتابه الكريم: قاعدةً عظيمةً في نشر الأخبار: {إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا} [الحجرات: 6]، وقاعدةً أخرى في التثبت في الدين: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} [الإسراء: 36].   

ويكفي أن نعلم أنّ الإلحاد المعاصر يعتمد على الشابكة في نشر شبهه والطعن في الأديان لما تتيحه من إخفاء الهوية الحقيقية للناشر، وخاصّةً في مجتمعاتنا العربية والإسلامية حيث الملحدون منبوذون. وكثيرٌ من أهل الزيغ والضلال كانت هذه البرامج السبب المباشر لتأثّرهم بالانحرافات الفكرية ثمّ سلوكهم سبل الكفر والإلحاد. ومن المعلوم أنّ الشبه ‌خطّافةٌ والقلوب ضعيفةٌ، لاسيما إذا لم ترسخ قدم المرء في العلم.

وقد باتت بعض برامج التواصل ساحةً للتفاهة، والسخرية من الآخرين، ونشر الفضائح، والطعن في الأعراض، وتتبع عورات الناس، وبثّ السموم والفرقة بين المسلمين، دون رادعٍ من دينٍ أو قيمٍ أو أخلاقٍ.    

ومن الطامّات الكبرى تلك الحملات التي يشاركها الجهّال في صفحاتهم؛ كالحملة المليونية لقراءة كذا، نهديها لأهل البلد الفلاني، أشعل الفيس بفضح جرائمهم، نريد لهذا المنشور أن يلفّ العالم خلال أربعٍ وعشرين ساعةً، ومنهم من يتاجر بالمنشورات الدينية لجمع الإعجابات والتعليقات وتقوية الحساب، وهنا أقول: بئست التجارة التي تتخذ من ذكر الله تعالى مطيّةً لزيادة أعداد المتابعين، {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج: 32].

ثانياً: الاضطرابات النفسية:

دراساتٌ كثيرةٌ أثبتت ارتباطاً وثيقاً بين استخدام وسائل التواصل، وبين الاكتئاب والقلق، والشعور بعدم الراحة، ومشكلات الأكل والنوم، وزيادة حالات الانتحار. وذلك بسبب ما يصاب به المتصفّح من انفعالٍ وتوتّرٍ تُبقي الدماغ في حالة تأهّبٍ قصوى، فلا يهنأ بطعامٍ، ولا منامٍ. منها دراسةٌ أجريت على 1787 شابّاً أواخر عام 2016م، وجدت أنّ "استخدام منصّات الوسائط الاجتماعية يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالاكتئاب والقلق".

وكشف باحثون في المعهد الدانماركي لأبحاث السعادة، عام 2015، أنّ كثيرين يعانون من "حسد فيسبوك"، وكان ذلك يظهر من خلال مقارنة حياتهم بحياة آخرين، وأنّ المتسبب الأكبر في ذلك كانت صور (السيلفي) التي يلتقطها الآخرون في أثناء الرحلات. وأنّ من أخذوا استراحةً منه مدّة أسبوعٍ شعروا برضىً عن حياتهم، وبتوتّرٍ أقلّ بنسبة 55%، وتحدّثوا أكثر مع العائلة والأصدقاء. وبالمقابل عزّزت هذه البرامج (النرجسية) لدى كثيرٍ من الناشطين فيها، لما يحقّقونه في هذا العالم الافتراضي من ترويجٍ للذات، وامتلاك العديد من الأصدقاء و(اللايكات)، والتفاخر بالإنجازات الشخصية لإشباع رغبة المدح والثناء من المتابعين.

ثالثاً: التأثير السلبي في أخلاق الأطفال واليافعين:

أوجدت هذه الوسائل أرضيّةً خصبةً لنموّ الجريمة وتعدّد صورها، واستحدثت جرائم جديدةٌ؛ كجرائم غسيل الأموال، والاتجار بالبشر، والابتزاز الإلكتروني، والتحرّش الجنسي، وانتحال الشخصية. وأصبح ترويج المخدّرات والشذوذ الجنسي بين صفوف الشباب أسهل، كما أنّ الوقوع في حمأة هذه الموبقات صار أكثر انتشاراً من ذي قبل بسبب الرسائل السلبية التي تبثّها تلك القنوات دون قيودٍ.

أمّا الاختلاط الإلكتروني بين الرجال والنساء عبر الشابكة، فهو الآخر إحدى الكبر، فهذا الاختلاط، وإن لم يكن مكانياً كالاختلاط المعروف في الجامعة والعمل، قد يكون أحياناً أشدّ خطراً؛ وذلك لخصوصية هذا التواصل، والتي ربما لا تتوفّر في الاختلاط التقليدي. وكثيراً ما نسمع عن علاقاتٍ محرّمةٍ وفضائح مخزيةٍ كانت بدايتها برامج التواصل.

ومن أخطاء كثيرٍ من الآباء والأمّهات أنّهم يمنحون أولادهم الهواتف النقّالة دون أيّة رقابةٍ تذكر، مع ميزاتٍ متعددةٍ للفساد والإفساد، والولد ليس بحاجةٍ أصلاً إلى الجوّال، ثمّ لا ينتبهون إلى ما يستقبله الولد أو يرسله، إذ كلّ فردٍ صار له عالمه الخاصّ، فلا مجال لجلساتٍ حواريةٍ بين الآباء والأبناء لحلّ مشكلاتٍ أو طرح حلولٍ. ومن المفارقات العجيبة أنّ خبراء التكنولوجيا الحديثة ينصحون الناس باستخدام هذه الأجهزة، ومع ذلك يفرضون قيوداً على أولادهم في استعماله.

وأمّا ‌الألعاب ‌الإلكترونية، فقد استحوذت على عقول أطفالنا وهمومهم، فلا يكاد يخلو بيتٌ منها، حتى أصبحت جزءاً من أثاث غرفة الطفل. وأظهرت دراسةٌ أجنبيةٌ أنّ ألعاب الحاسوب لها أضرارٌ كبيرةٌ على عقلية الطفل الذي يعتاد النمط السريع في تقنية هذه الألعاب؛ حيث يواجه صعوبةً كبيرةً في الاعتياد على الحياة اليومية الطبيعية التي تكون فيها درجة السرعة أقلّ بكثيرٍ؛ ممّا يعرّض الطفل إلى نمط الوحدة والفراغ النفسي سواءٌ في المدرسة أو في المنزل.

لذا فإنّ ترك الطفل مع جوّاله تضييعٌ للرعيّة، وأيّ تضييعٍ! والنبي ﷺَ يقول: «‌كُلُّكُمْ ‌رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ»، وليعلم كلّ راعٍ يترك من يعول لوسائل الإعلام أنّه يبني ثقافتهم بعيداً عن روح الإسلام. وليكن أحدنا قدوةً صالحةً تجاه أولاده في عدم الانشغال الطويل بهذه الأجهزة، والمتابعة الدائمة لهم فيما يرسلون ويستقبلون.

لقد أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءاً لا يتجزّأ من الحياة اليومية. لذلك لا بدّ من ترشيد استعمالها بدلاً من إلغائها بالكلّية، وذلك بتخصيص وقتٍ قصيرٍ للتسلية والترفيه، ووقتٍ مناسبٍ للعمل، وإلزام الأطفال باستخدام الجوّال لمقاصد علميةٍ ومعرفيةٍ، والتعليم عن بعدٍ، وخاصّةً في زمن الأوبئة.

ولا مانع من السماح لهم بشيءٍ من التسلية بما لا يتجاوز النصف ساعة يومياً. والعمل على إشغال وقت الفراغ الخاصّ بالشباب والمراهقين ببرامج علميةٍ، وتنمية مواهبهم بما يعود بالنفع عليهم وعلى مجتمعهم. وحثّ الدعاة والعلماء على استغلال كلّ مناسبةٍ وتجمّعٍ في تنبيه الناس على أهمية الوقت، ومحاربة المواقع التي تدعو إلى نشر الفاحشة والرذيلة والمخدّرات.

وأخيراً، في عصر الخصوصية هذا، تحت سماء القنوات الفضائية المشرعة أبوابها، لا بدّ من تنمية مراقبة الله في وجداننا، حتى إذا اعتزل أحدنا يبقى معه رقيبٌ يخشى عصيانه، والتحذير من ذنوب الخلوات، {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} [الحديد: 4].

المقالات المنشورة تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبّر بالضرورة عن رأي شبكة آرام ميديا

اقرأ أيضاً: عدسة على الإدمان الرقمي.. مخاطر وواجبات (2)

شاهد إصداراتنا: