شهد عام 2019، خسارة تنظيم داعش كامل سيطرته العسكريّة في سوريّة بعد سلسلة الخسائر التي لاحقته عامي 2017 و2018، إضافة إلى مقتل زعيمه أبو بكر البغدادي بعملية للولايات المتّحدة في إدلب.
لكن التنظيم استطاع استيعاب الواقع الجديد عبر الانتقال إلى النشاط الأمني كبديل عن العسكري، عبر الخلايا النائمة وعمليات الذئاب المنفردة والتجنيد وغيرها.
وغالباً ما نجح تنظيم داعش نسبياً في الجهود الأولية لإعادة ترميم وأداء شبكاته الأمنيّة الإعلاميّة، هذا عدا تجاوز فراغ القيادة وتنافس الأجنحة الداخلي الناجم عنه.
ويبدو أنّ التنظيم يحاول أن يستفيد مجدداً من البنية الهشة أو غير المستقرّة للعلاقات بين مكوّنات النظام الدولي والإقليمي، وهي أرضية كانت قد وفّرت له إعلان الخلافة منتصف 2014 بناء على الوثيقة الاستراتيجية التي نشرها عام 2011.
وبالتالي فإن تنظيم داعش في عام 2020، سيبقى أحد الفواعل المحليّة الحاضرة في سوريا، لكن في سياق النشاط الأمني الهجين لا العسكري التقليدي، حيث سيركّز غالباً على:
1. إعادة تشكيل شبكته الأمنية على نحو أوسع وأكثر قدرة، عبر عمليات التجنيد والاستقطاب، مستفيداً من بيئة عدم الاستقرار في سوريا جرّاء التهميش الاقتصادي والاجتماعي التي تعيشها المجتمعات المحليّة.
2. محاولة تعميق حالة التوتّر وعدم الثقة بين السكان المحليين والسلطات الموجودة وتحديداً قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، عبر تكيتك "غزوات الاستنزاف" التي تهدف إلى توسيع نطاق الفوضى وتشتيت جهود القوات المحليّة حتى تفقد القدرة على ضبطها إلا ببذل جهود كبيرة وتكاليف عالية.
بعد أن يقوم التنظيم باستهداف بنوك الأهداف عبر عمليات الذئاب المنفردة أو بالتعاون مع وكلاء محليين لزرع العبوات الناسفة أو عبر قيام الخلايا النائمة بتنفيذ هجمات منظمة أو تحشيد المجتمعات المحلية ضد سلطات الأمر الواقع.
3. توسيع نطاق استهداف البنية التحتية لخارطة الطاقة في سوريا لا سيما جنوب شرق دير الزور وبادية تدمر، بما يساهم في تمويل أنشطته وعملية إعادة تشكيل شبكاته الأمنية والإعلامية، وإلحاق المزيد من الضرر في السلطات الموجودة.
وحدة التحليل والتفكير - مركز جسور للدراسات