الجمعة 05 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

وظائف الأدوات التشغيلية ودورها التخريبي في الثورة السورية

05 ابريل 2023، 09:05 م
وظائف الأدوات التشغيلية ودورها التخريبي في الثورة السورية

مرهف الزعبي

كاتب سوري

05 ابريل 2023 . الساعة 09:05 م

لم ننكر كثائرين أنَّ ثورتنا اُخترقت منذ انطلاقتها من قبل أجهزة مخابرات متعددة تظاهرت بالوقوف مع الشعب السوري، وتقديم الدعمين المالي، والعسكري اللذين لم يكونا إلا لإنشاء كيانات مسلحة تستهدف به الشعب السوري لتشتيت قواه الثورية، واستنزاف الثوار بتقاتل بيني كما حصل في أغلب المناطق السورية.

فكان الدعم يصل لأشخاص منتقين بعناية فائقة بعد دراسات مخابراتية-أمنية دقيقة. ليظهر للثوار أنَّ الدعم الذي تقدَّم لأغلب قادة المجموعات المسلحة (المتلقين السلبيين) أضرَّ بالثورة أكثر مما أفادها. ونسف منجزاتها أكثر مما حافظ عليها، ولم يُكسِبها انتصاراً واحداً يُضاف إلى سجل الانتصارات السابقة.

لهذا فقد اعتمدت أجهزة المخابرات على هؤلاء بعد تعيينهم، وتثبيتهم، وتمكينهم، وتقويتهم بالدِعام اللازمة كممثلين، وقادة في الثورة لتحقيق أهداف خبيثة لاحت مفاصلها منذ ما قبل بيان جنيف، وليس انتهاءً باتفاقيات الخيانة التي تمثلت بسوتشي، واستانا. والذي اعتبرهما حكم أسد انتصاراً له بعد تبجحه بانتصارات جيشه على الفصائل المسلحة، والقضاء على الإرهابيين على حد تصريحاته، والتي تبعها انسحابات تكتيكية قامت بها الفصائل المذكورة تنفيذاً لاتفاقيات الدول الثلاث روسيا، إيران، وتركيا، لتنحصر في سجن الشمال من دون قتال، أو رد للعدوان، وللمجازر التي يتعرض لها المدنيون الذين لم يحملوا السلاح ليلاقوا حتفهم في المدارس، والمشافي، والأسواق، والمنازل. وبقيت في أحسن أنشطتها حرس حدود ومراكز معابر لا أكثر. كما تجاهلت جميع نداءات الاستغاثة، والفزعة التي كان يطلقها ثوار ريف حمص الشمالي، والغوطة، ودرعا من أجل فتح معارك جديدة، وكسر طوق الوصاية، والتبعية، والارتهان للأجنبي.

ورغم ما تبيَّن لعامة الشعب السوري بأنه لا توجد دولة في العالم تناصر ثورتنا، أو تقدم لها الدعم اللازم لإسقاط حكم أسد؛ إلا أنه لا يزال قسماً كبيراً من المأجورين، والسُذَّج يراهنون على دول عربية، أو أعجمية على مناصرة الثورة عبر ما تصرح به عبر مسؤوليها جهراً، وتعمل على نقيضه سراً. دون أن يدركوا (رغم وضوحها) المهام الخطيرة التي وُكلت بها هذه الدول منذ انطلاقة الثورة. ومنها على سبيل المثال لا الحصر: قطر والسعودية بدعمهما لفصائل طعنت الثورة بخاصرتها كفيلق الرحمن، وجيش الإسلام اللذان كانا على مقربةٍ كبيرة من القصر الجمهوري في قلب العاصمة دمشق، والطريق معبدٌ أمامهما لدخول الأخيرة، وإسقاط حكم أسد. ليتفاجئ السوريون بأنَّ الدعم المالي، والسلاح لم يأتِ إلا لخلق تقاتلٍ بيني، وحرف السلاح من وجهة قتال جيش أسد، وميلشياته إلى صدور بعضهم البعض دون أن توحد كلا الدولتين جهودهما لإنهاء الخلاف الحاصل بين أدواتهما التشغيلية ليصبا في خانة الهدف المنشود للشعب السوري وهو إسقاط أسد. ناهيك عن دعمهم للمعارضات السورية السياسية والتي لم تفرز مخرجاتهما إلا ما يخدم أسد من هياكل، ومنصات، وهيئات تفاوض، ولجان. والقائمة تطول، وتطول.

وبالتعريج على جامعة الدول العربية الوظيفية التي لم تكن أفضل حالاً مع الشعب، والثورة السورييَّن من غيرها ممن تدخلوا بملف الثورة السورية. فقد كانت تعطي أسد عبر وفودها المهلة تلو المهلة للقضاء على الثوار عسكرياً. ولم تكن طرفاً حيادياً فيما يحصل في سورية من حربٍ بين نظام حكمٍ مجرمٍ مغتصبٍ للسلطة، وبين الشعب السوري الذي قدم آلاف الشهداء لنيل حريته، وكرامته. فلم تشفع دماء مئات الآلاف من السوريين، ومثلهم من المعتقلين، بالإضافة إلى تشريد الملايين منهم عند هذه الجامعة للإجماع بضرورة إسقاط مجرم سورية، ومرتكب المجازر بحق أطفالٍ، ونساءٍ، وشيوخٍ، وشباب. أو تشكيل لجانٍ قانونية بأبسط الأمور لرفعها لمحكمة العدل الدولية، ولمحكمة الجنايات الدولية. بل كان العكس تماماً يشرعنونه كلما دنا إسقاطه، ويقومون بدعمه، وتقويته، والتستر على جرائمه التي لا تُعد، ولا تُحصى. وأخيراً تسليمه دعوة رسمية لحضور قمتها في الرياض لتعويم الإجرام بحق الشعب السوري من جديد.

ولا بُدَّ من الولوج حول اتفاقيات الخيانة، والعار سوتشي، واستانا. حيث كانت هذه الاتفاقيات من أخطر ما تعرضت له الثورة السورية منذ انطلاقتها من قبل جميع الممسكين بملف الأخيرة. عندما أُجبرت الفصائل، والمعارضات السياسية الوظيفية بالتوقيع على مناطق خفض التوتر الأربعة والتي تنص على التالي: وقف إطلاق النار بين الأطراف المتصارعة، وتسوية وضع من يرغب مع مخابرات أسد، وتسليم السلاح لمن يرفض وقف إطلاق النار، ومن لا يرغب بتسليم سلاحه، أو تسوية وضعه، يتمُّ تهجيره إلى الشمال السوري قسراً. الأمر الذي نتج عنه إفراغ وسط سورية، وجنوبها من سكانها الأصليين (السُّنة) ليحل مكانهم مرتزقة الميلشيات الشيعية من دول مختلفة قامت بتجنيسهم حكومة أسد، ووطَّنتهم في ريف حمص الشمالي، والغوطة، ودرعا، وأرياف حلب، وحماة، وإدلب، واللاذقية.

إنَّ الثالوث الموقع على اتفاقيات سوتشي، وأستانا لا يزال مستمراً في خطته التي تهدف إلى وأد الثورة، ومحاربة المعارضين لآل أسد. والمساعدة في بسط سيطرة قوات الأخير على مناطق المعارضة المسلحة تنفيذاً لمن تمَّ التوقيع عليه بمساعدة الضامن التركي الذي يتقارب مع آل أسد، ويضمن تنفيذ الاتفاقيات التي وُقع عليها بكل أمانةٍ، وإخلاص. ليستعيد أسد سلطته، ويفرض وصايته على جميع الأراضي السورية. وهنا سيسجل التاريخ وصمات عارٍ لمن خذل ثورة بلاد الشام التي قامت فيها أنبل ثورة على أطهر أرض.

اقرأ أيضاً:
رسالة عاجلة من المعارضة السورية إلى قادة الدول العربية
وصل للمنطقة قبل 10 أيام.. مقتل شخص بطائرة مسيرة في إدلب
العالم الهولندي يحذر من زلزال مدمر ويحدد موعده نهاية الأسبوع
شاهد إصداراتنا: