السبت 04 مايو 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.92 ليرة تركية / يورو
40.78 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.89 ليرة تركية / ريال قطري
8.62 ليرة تركية / الريال السعودي
32.35 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.92
جنيه إسترليني 40.78
ريال قطري 8.89
الريال السعودي 8.62
دولار أمريكي 32.35

غاية العجب ....قاسم سليماني شهيد؟

07 يناير 2020، 11:09 ص
وصفي أبو زيد
وصفي أبو زيد

وصفي أبو زيد

أستاذ مقاصد الشريعة الإسلامية

07 يناير 2020 . الساعة 11:09 ص

تعجبت غاية العجب من رجال ونساء في منشوراتهم على التواصل الاجتماعي وفي اتصالات خاصة أن يسوغوا إطلاق وصف "الشهيد" على مجرم سفاح، ووصف "الشهيد" وصف شرعي له حقيقته ومعاييره التي لا يجوز أن تطوَّع لتسويغ خطأ ظاهر!

وحجتهم في ذلك أن أميركا هي التي قتلته!!

هل كل من قتله الأمريكان في ساحة قتال يكون شهيدا؟؟ كيف لو كانت أميركا تقاتل اليابانيين أو الصينيين أو الكوريين من غير المسلمين، هل يكونون "شهداء" أيضا لأن الصهاينــة أو أميركا هي التي قتلتهم؟!

لا أدري إلى أين سيذهب التعصب المقيت بعقولكم!!

الله تعالى يقول: ﴿ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ یُقَـٰتِلُونَ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِۖ ...﴾ [النساء ٧٦].

وقد سُئِلَ رَسولُ اللهِ صَلّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ عَنِ الرَّجُلِ يُقاتِلُ شَجاعَةً، وَيُقاتِلُ حَمِيَّةً، وَيُقاتِلُ رِياءً، أَيُّ ذلكَ في سَبيلِ اللهِ؟ فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: "مَن قاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللهِ هي العُلْيا، فَهو في سَبيلِ اللَّهِ". (أخرجه مسلم في صحيحه بسنده عن أبي موسى الأشعري).

فهل خرج قاسم سليماني في سبيل الله ولتكون كلمة الله هي العليا؟ أم خرج في سبيل مشروعه الطائفي الإجرامي؛ لتكون كلمة إيران هي العليا؟!

هل من أزهق أرواح المسلمين بمئات الآلاف، وأسال دماءهم، وحرق جثثم على الهوية لأن أسماءهم عمر وأبو بكر .. يكون "شهيدًا"، فضلا عن أن يكون شهيد القــــدس؟!!

أيها الناس!! دين الله تعالى أغلى وأعلى من أن يكون مطية لتسويغ أخطاء .. أنقذوا عقولكم من عصف التعصب للتنظيمات والحركات التي نحبها ونقدرها، واجعلوا حقيقة الشرع هي الحَكَم .. دين الله حاكم لا محكوم، ومتبوع لا تابع .. يرحمكم الله..

ولا يزايد علينا أحد في حب المــجاهــدين، سيظل ولاؤنا وحبُّنا لهم، وهذا هو الحامل لنا جميعا في الإنكار عليهم حين يخطئون حبًّا وحرصًا!