قام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء 7 كانون الثاني/ يناير 2020، بزيارة غير معلنة إلى العاصمة السورية هي الثانية له منذ زيارته قاعدة حميميم العسكرية أواخر 2017، والأولى إلى دمشق منذ تسع سنوات.
وتهدف الزيارة أصلاً إلى تأكيد خضوع سيادة وسلطة النظام السوري إلى روسيا بشكل كامل بما في ذلك تجاوز أي تأثير لنفوذ إيران عليه، لذلك افتقدت الزيارة كسابقتها -بشكل متعمّد- إلى كلّ الإجراءات والأعراف البروتوكولية في التعامل مع بشار الأسد.
في الواقع، تبعث الزيارة بكل ما فيها من توقيت ومكان الاجتماع الذي عقد في مقرّ القوات العسكرية الروسيّة وطريقة مغادرة الرئيس من مطار دمشق الدولي المدني رغم أنه جاء من مطار عسكري، تبعث جملة من الرسائل وهي:
• أنّ الملف السوري يقع في مقدّمة سلّم أولويات السياسة الخارجية الروسية، باعتبار الزيارة هي الأولى للرئيس فلاديمير بوتين عام 2020.
• أنّ نفوذ روسيا في سوريا لا يقتصر على بعض الأجهزة والقطاعات والمساحات، إنّما يشمل كامل المؤسسات والقطّاعات والمناطق التي يسيطر عليها النظام السوري بما فيها تلك التي تحظى بنفوذ إيراني كبير مثل العاصمة دمشق.
• أنّ روسيا قادرة على أداء دور بارز في مبادرات فرض السلام الإقليمي انطلاقاً من سوريا، بما يحول من تحويلها لساحة تصفية حسابات بين إيران وإسرائيل والولايات المتّحدة.
• التأكيد على الرؤية الروسية باستعادة النظام السوري السيطرة على كامل المظاهر السيادية في البلاد، وغالباً ما تشير خارطة محافظة إدلب التي كانت خلال اجتماع بوتين والأسد، إلى عدم التخلي عن الطرق الدوليّة والمعابر الحدودية باعتبارها أبرز المظاهر السيادية التي ما تزال خارج سلطة النظام، على أن يتم نقاش هذه الرؤية مع الرئيس التركي رجيب طيب أردوغان خلال لقاء مدينة إسطنبول اليوم.
وحدة التحليل والتفكير - مركز جسور للدراسات