نسف اختفاء شابين أردنيين في مناطق سيطرة نظام الأسد، خطة "بشار الأسد" لتلميع صورته باستخدام عدد من "نجوم اليوتيوب" والمشاهير.
وقبل ساعات أفادت صحيفة "أخبار الأردن"، باختفاء شابين أردنيين دخلا الأراضي السورية قبل عيد الأضحى بيوم واحد، بهدف السياحة، وقد رجح شقيق أحدهما أنهما اختطفا على يد ميليشيات مسلحة موالية لنظام الأسد.
ويكشف ذلك زيف رواية نظام الأسد، حول الأمان في مناطق سيطرته التي يحاول نشرها عبر مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي (influencers)، الذين يتدفقون إلى سوريا بأعداد قياسية، ويتجولون مع مرشدين محليين، ويلمعون صورة بشار الأسد، ويروجون لرواياته حول الحرب الدائرة في البلاد منذ نحو 12 عاماً.
اقرأ أيضاً: مصير غامض لشابين أردنيين دخلا مناطق نظام الأسد بهدف "السياحة"
وأكد موقع "بزنس إنسَيدر" في تقرير سابق له، أن هؤلاء الأشخاص يتجولون في سوريا بمساعدة مرشدين محليين، يدعون أنهم مستقلين، لكنهم في الواقع يخضعون لإشراف النظام.
ولفت إلى أن ما يطلق عليهم صفة "المؤثرين" يبيضون صفحة نظام الأسد ويستغلون البؤس من أجل تغيير وجهات نظر مَن يتابعونهم.
وأكد الموقع أنه رصد تدفق هؤلاء الأشخاص إلى سوريا بأعداد قياسية، رغم أنهم يتعرضون لانتقادات تتهمهم بترديد رواية النظام عن الحرب، عن قصد أو غير قصد.
تجنيد المؤثرين
جاء في تقرير لصحيفة "واشنطن بوست"، أن نظام الأسد لجأ إلى خطة بديلة خلال السنوات السابقة، تعتمد على تجنيد مستخدمين في منصة يوتيوب من أجل تلميع صورة مناطق سيطرته.
وأوضحت الصحيفة أن تلك الخطة تم انتقاؤها بعناية نظراً لأن هؤلاء غير سياسيين أي لن تشملهم أي عقوبات فيما لو زاروا دمشق.
واعتمد هؤلاء الأشخاص في تصويرهم للدمار على نغمات ذات طابع مُبهج مع إتاحة زاوية صغيرة للحديث عن المأساة التي حصلت.
وبدأ هؤلاء بتنفيذ أجندة نظام الأسد عبر تصويرهم المقاطع والترويج لها على تيك توك وإنستغرام.
وأضافت الصحيفة: "انطلق هؤلاء في فيديوهاتهم من طابع المغامرة والخوض في الخطر، وهو ما أعطى معلوماتهم المضلِّلة عن تدمير سوريا قيمة جمالية لدى متابعيهم وتركوا لديهم رغبة جمّة بخوض غمار هذه الرحلة، عبر استخدامهم تعابير مثل (تجربة سوريا بعد الحرب)".
وشددت على أن هؤلاء تعاملوا مع الدمار في البلاد كـ"معلم سياحي" يروي قصة ما، تماماً كما هو الحال بالنسبة للأسواق والبازارات والقلاع والمطاعم وغيرها من المناطق الأخرى.
وبحسب الصحيفة، فإن تأشيرة الدخول يتم منحها عبر مكاتب سفر تابعة للنظام، حيث يحرص نظام الأسد على منحها لأشخاص محدَّدين.
ويركز النظام اهتمامه على "المؤثرين" من أصحاب القنوات الكبيرة على يوتيوب وتيك توك، كما يقوم النظام بفحص جميع طلبات التأشيرات لاستبعاد الصحفيين والنشطاء.
وبمجرد وصول هؤلاء الأشخاص إلى سوريا يتم تعيين مرافقين لهم وعادة يكون هؤلاء على هيئة مترجمين.
دمشق أسوأ مدينة للعيش
توصي العديد من الحكومات والمنظمات الدولية بعدم السفر إلى مناطق نظام الأسد في سوريا، بسبب الوضع الأمني غير المستقر، إذ يوجد خطر كبير على حياة الأفراد هناك.
وتنتشر في تلك المناطق كثيراً من عمليات الخطف للحصول على فدية، وقد تستهدف المسافرين أيضاً، ويتم اختطاف الأشخاص عادةً من قبل مسلحين موالين للنظام، حيث يقومون بإيذائهم وتهديدهم بالقتل إذا لم يتم دفع الفدية.
يذكر أن مجلة "الإيكونوميست" البريطانية صنفت قبل أيام العاصمة السورية دمشق، كأسوأ مدينة يمكن العيش فيها في العالم للعام العاشر على التوالي، وهذا ما يعكس حجم الفلتان الأمني في مناطق سيطرة النظام وبطش النظام بالمدنيين.
اقرأ أيضاً:
• هل ينجح مجلس الأمن في تجديد آلية إدخال المساعدات للشمال السوري
شاهد إصداراتنا:
