الخميس 02 مايو 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.67 ليرة تركية / يورو
40.55 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.88 ليرة تركية / ريال قطري
8.62 ليرة تركية / الريال السعودي
32.35 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.67
جنيه إسترليني 40.55
ريال قطري 8.88
الريال السعودي 8.62
دولار أمريكي 32.35

السلام الذي يفرض بقذائف المدافع وحمم الصواريخ لن يُكتب له حياة

15 يوليو 2023، 08:00 م
السلام الذي يفرض بقذائف المدافع وحمم الصواريخ لن يُكتب له حياة

مرهف الزعبي

كاتب سوري

15 يوليو 2023 . الساعة 08:00 م

لا نستطيع أن ننكر أنَّ كيان الثورة السورية مهدد بالكثير من المخاطر داخلية نابعة من الأدوات الوظيفية التي اغتصبت سلطة التمثيل والقيادة. فكانت مقاومتها، ونزع شرعيتها أصعب بكثير من مواجهة عدوٍ خارجي. وخارجية تمثلت بالدول الغازية التي ساهمت في قتل، وتشريد الشعب السوري الثائر، وتمييع القرارات الأممية. فنسفت بند الانتقال السياسي لتحوله إلى حل سياسي، والاستعاضة عن الأخير بتسوية سياسية بدلاً من الحل السياسي ليكتشف السوريون مدى انحطاط النظام العالمي، والقانون الدولي، والدول الوضيعة الممسكة بملف الثورة السورية.

إنَّ فرض هذه التسويات المذلة لم تكن لولا خنوع الأدوات التشغيلية للدول الغازية، وموافقتهم على ذلك منتهكين كرامة السوريين، ومستخفين بتضحياتهم، وكمِّ أفواههم، والتخلص من نشطائهم تهميشاً، واعتقالاً، واغتيالاً، وتهجيراً لإرساء سلام غير حقيقي مبني على جماجم ملايين السوريين الأبرياء بين سلطة حكم إجرامي سلطوي غير شرعي، وبين ثوار سورية. وفرض تسوية أعداء الثورة، وسلامهم بالارتكاز على قذائف المدافع، وحمم القنابل، والصواريخ. ناهيك عن فرض الحصار والتضييق الذي يُمارسوه بحق المدنيين أطفالٍ، ونساء، وشيوخ دون أن يرفع أشخاص القانون الدولي طبيعيين، واعتباريين مذكرات اعتقال بحق المجرمين الذين انتهكوا هذا القانون بغير سند شرعي، أو أن ينصتوا لأصوات ملايين السوريين الذين يرفضون العودة لحضن بشار أسد، وضرب مشاعر أولياء الدم، والمعتقلين، والجرحى بعرض الحائط. مغيبين احترام السوريين في حقهم لتقرير مصيرهم بأنفسهم من دون وصاية خارجية.

أودُّ تذكير أخوتي الثوار بأنه لولا الحلول السياسية التي فُرضت علينا بوصاية الأوصياء لما استطاع جيش بشار، وميلشياته، ومرتزقته أن يستعيدوا شبراً واحداً مما حرره الثوار بأقل الأوقات، وأخف الخسائر رغم القصف الهيستيري براً، وجواً، ومن البوارج الحربية في البحر. وهذا يعني أنَّ الثوار أقوياء على الأرض، يزيد قوتهم إيمانهم بحتمية إسقاط حكم أسد، واستعادة الحرية، وانتزاع الكرامة التي فقدوها بتخاذلٍ، وتفاهمٍ دوليين. والتطلع لبناء سورية العلم، والعدل. رغم ما يتعرض له ثوارها من ضغوطات داخلية، وخارجية. وأنَّ حاضنتها لا تزال ترفض جميع الحلول، والتسويات الاستسلامية التي تُفرض عليهم من قبل المسيطرين على قرار الثورة. وأنهم مؤمنون بأن توقيتاً قريباً سيكون لصالحهم لخلط الأوراق، وقلب الطاولة، واستعادة قرار الثورة من جديد.

اقرأ أيضاً:
أردوغان يتعهد بإيقاف الهجرة إلى تركيا من منبعها في الشمال السوري
شاهد إصداراتنا: