الجمعة 05 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

خيارات صعبة أمام الإناث

الدراسة الجامعية.. طريق وعر في الشمال السوري

09 يناير 2020، 11:19 ص
الدراسة الجامعية.. طريق وعر في الشمال السوري
الدراسة الجامعية.. طريق وعر في الشمال السوري

عائشة صبري

صحفية سورية

09 يناير 2020 . الساعة 11:19 ص

عائشة صبري – آرام:

أوضاع أمنية صعبة، ومسافات شاسعة، وعدم الاقتناع بفكرة السكن الجماعي.. ثالوث يُرهق طلاب الجامعات في المناطق المحرَّرة شمالي سوريا، الأمر الذي يضعهم أمام خيارين: إمّا التوقف عن متابعة الدراسة، أو تحمُّل تكاليف نقل طائلة.

محاولات لبعض الجامعات السورية رصدتها "آرام" نجحت في تفادي بعض تلك المشكلات، إلا أنَّ مُعضلة تأمين السكن لا تزال تُمثل عائقًا كبيراً، وسط تزايد عدد الطلاب بنسب كبيرة عاماً بعد آخر. 

الطالبة مروة فقيه، والتي تدرس في جامعة حلب الحرة وتقيم بمدينة أعزاز شمال حلب، أفادت بأنَّ الطالبات اللواتي يرغبْنَ بمواصلة تعليمهن يضطررن للإقامة في مساكن جماعية لتحمُّل تكاليف أجار المنازل والتي تصل إلى 150 دولار شهرياً.

وتُشير فقيه في حديثها مع "آرام" إلى أنَّ الطالبات اللواتي لا يستطعْنَ الإقامة في منازل جماعية بعيداً عن أهلهن يُجبرنَ إمَّا على تحمُّل أعباء مواصلات يومية تصل لـ 5000 ليرة سورية يومياً، أو الانقطاع عن الدراسة.

أعباء إضافية

بدوره، قال الطالب محمد أديب: "إنَّ "الطلبة يضطرون لدفع مبالغ طائلة مقابل الحصول على السكن، وما يُضاف إليها من المصاريف اليومية من كهرباء وماء وغذاء وإنترنت ومطبوعات دراسية".

ويرى أديب في حديثه لـ"آرام" أنَّه من الضروري الاهتمام الجاد من الجامعات والجهات المسؤولة في المناطق المحررة بطلاب، والسعي للتخفيف عنهم بتأمين سكن لكلِّ جامعة لأجل من يأتون من أماكن بعيدة لإعانتهم.

وأعرب عن ارتياحه لحصوله على فرصة للإقامة في السكن المجاني لطلاب جامعة الشام العالمية، لافتاً إلى أنَّ "الجامعة تُقدِّم خدمات مجانية، في الوقت الذي لا يجد الكثير من الطلاب في جامعات أخرى هذه الفرصة".

من جهته، يذكر الطالب محمد نور، المقيم في محافظة إدلب ويدرس في مدينة أعزاز لـ"آرام"، أنَّ "غلاء المحروقات أدى لزيادة تكلفة التنقل، من 300 ليرة سورية إلى 4500 ليرة ذهاباً وإياباً، علاوةً على مصاريف طباعة المحاضرات اليومية".

بدوره، أبدى الطالب أحمد أسامة، تفاجؤه بارتفاع أسعار إيجار المنازل للضعف مع بداية العام الجديد، فمنزل مؤلف من غرفتين كان إيجاره الشهري عشرين ألف ليرة سورية، تضاعف ليصل إلى أربعين أو خمسين ألفاً.

وأرجع "أسامة" ذلك إلى الزيادة الكبيرة في نسبة الطلب على المنازل، وتذرُّع عدد كبير من ملاك المنازل في مدينة مارع شمال حلب بحالة عدم الاستقرار في سعر الليرة السورية وغلاء المعيشة.

مساعٍ للحلِّ

في حين، يعتقد مدير العلاقات العامة في جامعة الشام العالمية، جاسم السيد، أنَّ تلك مشاكل كبرى تُهدِّد استقرار سير التعليم في المناطق المحررة، فالطلبة يتحمَّلون عناء السفر لمسافات طويلة طلبًا للعلم، ومنهم من يذوق ويلات الغربة لاضطرارهم للسكن قرب الجامعات.

ويرى "السيد" في تصريحه لـ"آرام"، أنَّ الطلبة لا يستحقون مزيداً من الإرهاق، بل يجب أن يكون من أولى الأولويات تقديم التسهيلات التفاني في مساعدتهم، فهم الأمل وهم الأساس الذي ستُبنى عليه سوريا المستقبل.

وأوضح أن إدارة الجامعة سعت جاهدة ضمن الإمكانيات المتاحة للتغلب على تلك المشكلة، عبر تأمين مساكن طلابية مسبقة الصنع لاستيعاب أكبر قدر ممكن.

ولفت إلى أنهم تمكنوا في العام المنصرم من استيعاب مئتي طالب قادمون من إدلب وأريافها وبلدات نائية في أرياف مدن الباب، جرابلس، الراعي شرقي حلب، وتقديم الخدمات الأساسية لهم بشكل مجاني.

واستدرك "مع حلول العام الجديد واجهنا مشكلة زيادة الطلاب المفاضلين لهذا العام، وذلك بسبب الإقبال الكبير على التعليم، ولأنّنا تمكننا من تأمين سكن مجاني على مدار الأعوام السابقة، ما دفع الكثير منهم ليقصدوا جامعتنا أملًا في الحصول على فرصة الإقامة".

وتابع "هذا ما دفعنا إلى العمل على زيادة المساحة المخصصة للسكن الطلابي، والعمل على توسعته، وإنشاء وحدات سكنية إضافية لنتمكن مع انتهاء التوسعة من استيعاب ما يقارب 275 طالبًا لهذا العام".

تأثير مشكلة السكن

وبين أنَّه رغم كلّ ما بذلته الجامعة إلا أنّها لم تستطع استيعاب كافة الطلاب الذي قدموا طلب للالتحاق بالسكن الجامعي، ما اضطر عدد منهم للتوجه للإيجار خارج الجامعة ودفع تكاليف إضافية لتكاليف العملية التعليمية.

وأضاف "مشاكل السكن وغلاء الأسعار تدفع عدد من الطلاب للانكفاء عن مواصلة التعليم، وذلك لتعذُّر وجود سكن طلابي للإناث قرب الجامعات تُشرف عليه إدارة الجامعة، فذلك سيحمل الجامعات أعباءً إضافيةً".

وأوضح أن الظروف الأمنية لا تشجّع ذوي الطالبات على إرسال بناتهن للتعلّم والاستقرار في أماكن بعيدة، ما يجعل الطالبات اللواتي يقررن مواصلة عملية التعليم أمام تحدي كبير.

وقال "السيد" إنَّهم في الجامعة يتواصلون بشكل مستمر مع كافة الجهات الرسمية في المنطقة، بهدف حلِّ مشاكل الطلاب ومحاولة تذليل كافة الصعاب التي تعترض سير العملية التعليمية.

واستدرك "لكن هذه الصعاب تتجاوز قدرة مؤسسات وليدة بإمكانيات متواضعة، والحقيقة أنَّ تحقيق حالة استقرار في سير العملية التعليمية تحتاج لطاقات وموارد دولة قائمة بكل طاقتها".

رسالة الجامعة

ولفت إلى أنَّ رسالتهم للطلاب، أن يواصلوا المسير، فالعلم سبيلنا لمواجهة التخلُّف وبه نبني مستقبل سوريا ما بعد نظام الأسد، وسنقدم لهم أقصى ما نستطيع في سبيل تحقيق النهوض بمجتمعنا.

وأردف "جميعنا طلاباً ومدرسين في خندق هام في معركة مواجهة المنظومة الفكرية المستبدة، وعلى كل متصدر للمسؤولية في حكومات وجامعات ومجالس محلية ومنظمات، بذل الجهود لمساعدة الطلاب".

ويشهد الشمال السوري ارتفاعاً حاداً في مختلف أسعار المواد الأولية التي يحتاجها المواطنون في حياتهم اليومية نتيجة لعوامل عدة، أبرزها التغيرات الكبيرة والحادة في أسعار صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي.

وتنتشر الجامعات في محافظة إدلب وريفي حلب الغربي والشمالي، كجامعة إدلب، وجامعة حلب الشهباء، وجامعة حلب الحرة، وجامعة الشام العالمية.

كما توجد جامعات خاصة؛ كجامعة ماري، وجامعة الحياة للعلوم الطبية، وأكاديمية العلوم الصحية، وجامعة الزهراء، وجامعة رومة، والأكاديمية السورية للطاقة البديلة والعلوم، وجامعة الشمال، إضافة لافتتاح عدة أفرع لجامعات تركية في الشمال السوري.

photo_2020-01-09_11-37-13.jpg
photo_2020-01-09_11-37-00.jpg