تكررت حوادث اختطاف واختفاء السياح الأردنيين في مناطق نظام الأسد في سوريا، وذلك بعد حملات الترويج التي قام بها بعض المشاهير الأردنيين على مواقع التواصل الاجتماعي داعمين رواية نظام الأسد بأن الحياة بمناطق سيطرته طبيعية وآمنة ومستقرة.
وهذه الحوادث ليست مفاجئة في بلد تنتشر فيه الميليشيات والعصابات، وتعد نتيجة طبيعية للوضع الأمني السيء في مناطق نظام الأسد، حيث يتمادى الأخير بعمليات الاختطاف والقتل والتهجير، ويتفاخر بذلك.
وكان أخر هذه الحوادث اختفاء شابين أردنيين بعد أن دخلا الأراضي السورية قبل عيد الأضحى بيوم واحد "بغرض السياحة"، حيث رجح شقيق أحدهما أنهما اختطفا على يد ميليشيات مسلحة موالية لنظام الأسد، بهدف الحصول على فدية مالية.
وقبل ذلك، اختطف الشاب الأردني عبد الكريم قطيش الفاعوري الذي دخل إلى سوريا بهدف السياحة أيضاً، من قبل ميليشيات مسلحة، وطالب الخاطفون بدفع مبلغ 100 ألف دينار أردني مقابل الإفراج عنه.
وبحسب وسائل إعلام أردنية فإن عدد حالات اختطاف واختفاء الأردنيين في سوريا التي تم الإبلاغ عنها، قدرت بأكثر من 100 حالة خلال السنوات الماضية.
ويعتبر هؤلاء المختطفون، من ضحايا "اليوتيوبرز الأردنيين" وشركات السياحة، الذين روجوا للذهاب إلى سوريا، عن طريق تزوير وتزييف الحقائق، بعد أن أصبحوا أداة قذرة بيد نظام الأسد مقابل مبالغ مالية.
محاسبة مشاهير السوشيال ميديا
يستغل نظام الأسد العديد من المشاهير أمثال اليوتيوبرز الأردني، مصطفى عقرباوي، لنشر رؤيته وروايته حول "الأمان" في مناطق سيطرته في سوريا، حيث يقومون بنقل صورة غير حقيقية لما يجري هناك.
مصطفى عقرباوي أحد سوشلجية الأردن الذين يزيفون الواقع في سورية ويشجعون الناس على زيارتها، ويزعمون أنها آمنة بالتنسيق مع المخابرات السورية، والتي لا تسمح بالتصوير إلا لمن يخدم الدعاية السياسية.
— Mahmoud Zaghmout (@MDZaghmout) July 17, 2023
مثل هؤلاء الانتهازيين الساعين للشهرة يفترض أن يلاحقوا في الأردن بتهمة تضليل الرأي العام. pic.twitter.com/Apnwvw2kli
كما يلعب هؤلاء المشاهير دوراً مهما لصالح نظام الأسد، عن طريق تزييف الحقائق ونشر الأخبار المضللة، والأقاويل المشككة في مصداقية أخبار انتهاكات حقوق الإنسان التي تشهدها سوريا.
وتسبب هذا التسويق الإعلامي من قبل هؤلاء المشاهير في وقوع العديد من الشبان الأردنيين في الفخ والذهاب إلى سوريا، بعد أن اعتقدوا أن الوضع هناك آمن ومستقر، إلا أنه لا يزال غاية في الخطورة.
لكن، من الضروري محاسبة هؤلاء المشاهير الذين يروجون لرواية نظام الأسد الكاذبة، عن طريق المطالبة بإيقافهم عن العمل، أو رفع دعاوى قضائية ضدهم.
تكررت حوادث اختطاف واختفاء السياح الأردنيين في سورية، كنتيجة طبيعية ومتوقعة للسياحة في بلد تنتشر فيه الميليشيات والعصابات، و"الدولة" نفسها فيه اختطفت وقتلت وهجرت ملايين من شعبها وتتفاخر بذلك، هؤلاء ضحايا اليوتيوبرز الأردنيين وشركات السياحة الذين روجوا للسياحة في سوريا الأسد
— أحمد أبازيد (@abazeid89) July 17, 2023
كما أن هذه الأكاذيب تضر بجهود مساعدة الشعب السوري، فعندما يعتقد الناس أن الوضع في سوريا آمن، فإنهم قد يتوقفون عن التبرع للمنظمات التي تساعد السوريين، مما قد يحرم السكان هناك من المساعدات التي يحتاجونها.
ولا تزال الأوضاع الأمنية في مناطق نظام الأسد في سوريا تشهد فوضى واضطرابات، حيث تتزايد حالات الابتزاز والقتل، وخاصة في العاصمة دمشق وضواحيها. كما زادت حالات الخطف المقابل للفدية، وخاصة تجاه الزوار العرب الذين يأتون لزيارة أقاربهم.
اقرأ أيضاً:
شاهد إصداراتنا: